فيما يتطلع المواطنون إلى التكفل بانشغالاتهم
مقاطعة الشراقة تسارع الزمن لتجسيد المشاريع التنموية
- 279
نسيمة زيداني
تواصل مصالح المقاطعة الإدارية للشراقة، جهودها لاستكمال المشاريع المقرّر إنجازها وإعادة الوجه الحقيقي لمختلف البلديات التابعة لها؛ على غرار دالي ابراهيم، والشراقة وعين البنيان. حيث تسعى لتحسين الإطار المعيشي للسكان من خلال القضاء على النقاط السوداء، والاهتمام بمختلف الملفات. وبالمقابل، رفع بعض قاطني المنطقة انشغالاتهم إلـى "المساء"، التي وقفت على بعض الحقائق في زيارتها الميدانية.
أوّل ما يلفت نظر زائر بلدية الشراقة، الازدحام المروري الخانق الذي تشهده المنطقة، والذي يُعدّ من أبرز المشاكل التي تؤرق المواطن. حيث تشهد الطرق الرئيسية للبلدية اكتظاظا، خاصة في أوقات الذروة الصباحية والمسائية، ناهيك عن الركن العشوائي للسيارات. وتُعدّ كلها من أسباب الاختناق المروري، الذي أصبح هاجسا يوميا؛ إذ أكّد بعض المواطنين أنّهم يقضون ساعات طويلة في الطريق لقطع مسافة قصيرة.
قطاع الرياضة بحاجة لالتفاتة جادة
تحدّث بعض الشباب بالمنطقة عن غياب الملاعب الجوارية؛ إذ يطالب سكان حي "عمارة" ببلدية الشراقة، مصالح البلدية بإنجاز ملعب جواري، يكون متنفسا للعديد من الشباب والمتمدرسين خلال فترات راحتهم وعطلهم.
وأكد المتحدثون في هذا الصدد، أنّ حيهم يفتقر للنقاط الشبابية والرياضية، التي بالإمكان أن تكون مقصدا للسكان في أوقات الفراغ، كاشفين عن أنهم طالبوا مرارا بإنجاز ملعب جواري معشوشب لإجراء مباريات أسبوعية، تعوّدوا على لعبها بإحدى المساحات الترابية بحيهم، داعين إلى إعادة تهيئتها، وتحويلها إلى ملعب تتوفّر فيه شروط ممارسة الرياضة. وعبّر العديد من الشباب عن تذمرهم من النقص الكبير المسجّل على مستوى المنطقة، لا سيما أنهم لا يجدون أماكن يتوجهون إليها للترفيه، مطالبين بتوفير مرافق ترفيهية وثقافية لشباب الأحياء، والتي تبقى المتنفـس الوحيد لهم.
نقص الأسواق التجارية مشكل آخر
في نفس السياق، يؤكّد سكان المنطقة أنّ انعدام الأسواق التجارية والمرافق الرياضية الجوارية والترفيهية... أضحى مشكلا، وانشغالا مطروحا، وقائما في حدّ ذاته، مطالبين السلطات الولائية بإنجاز هذه المرافق على مستوى بلديتهم في القريب العاجل. وأضاف البعض أن بلديتهم من أغنى البلديات بولاية الجزائر، خاصة أنّه يتواجد على مستواها مصانع تحويـل ومراكز تجارية وفنادق ضخمة، إلاّ أنّ ثروتها الجبائية لم تمكّنها من حلّ جميع المشاكل التي يتخبّط فيها المواطنون.
كما أوضح السكان أنّهم يعانون من غياب تام للأسواق التجارية التي وعدتهم البلدية بإنجازها منذ وقــت طويل؛ إذ يضطرون للتنقّل إلى البلديات المجاورة للتبضع، واقتناء مختلف المستلزمات اليومية الخاصة بهم، لا سيما أنّهم في كلّ مرة يتساءلون عن مصير المشاريع التنموية التي وعدتهم بها البلدية. وأضافوا أنّهم يقتنون في العديد من المناسبات، حاجياتهم مـن الأسواق الفوضوية رغم ما يترتّب عن ذلك من أخطار على صحتهم؛ لشرائهم مواد استهلاكية معرّضة لأشعة الشمس، أو منتهية الصلاحية.
سكان الأحواش يجدّدون نداءهم
في إطار التنمية دائما، يأخذ مشكل عدم تسوية ملفات وعقود أراضي الأحواش التي مازالت تنتشر بالبلدية، حصة الأسد من مشاكل المنطقة. حيث تم إحصاء حوالي 25 حوشا تعود للحقبة الاستعمارية، لا يملك قاطنوها أيّ وثيقة رسمية أو سند تسمح لهم بالبناء الذاتي، أو إدخال ترميمات على الجدران البالية والأسقف المتصدّعة لمساكن يقطنونها منذ أكثر من 50 سنة، على غرار حي بوشاوي والقرية الفلاحية. ويجدّد السكان مطالبهم الملحّة بتسوية وضعيتهم القانونية، وضرورة الإسراع في التسوية النهائية لهذه الأحواش التي أصبحت تشكّل خطرا حقيقيا على حياتهم؛ بسبب اهتراء جدرانها، التي أصبحت في حاجة ماسة إلى الترميم، والصيانة.
اجتماعات دورية لمناقشه المشاريع التنموية
بالمقابل، تجري بالمقاطعة الإدارية للشراقة اجتماعات دورية في إطار المتابعة المستمرة للمشاريع التنموية، وفي مقدمتها الوضعية البيئية، ومستوى نظافة المحيط عبر إقليم بلديات المقاطعة. حيث خُصّص آخر اجتماع لعرض مختلف التدخلات الميدانية الرامية إلى تحسين الإطار المعيشي للمواطن، والتأكيد على تكثيف دوريات رفع النفايات، وعمليات الصيانة والتنظيف؛ للحفاظ على جمالية المحيط.
وأكد المسؤولون على ضرورة التنسيق المستمر بين مختلف المصالح، والتدخل الفوري لمعالجة النقاط السوداء التي تشوه المنظر الجمالي للمدينة؛ ضمانا لبيئة نظيفة. كما وجّهوا التعليمات التي تتعلق بمواصلة عمليات تنقية البالوعات، ومجاري مياه الأمطار والأودية؛ تحضيرا لموسم الأمطار، والتقلبات الجوية المحتملة، وتكثيف دوريات جمع النفايات المنزلية والصلبة، ومتابعة رفعها بصفة منتظمة. كما شدّدوا على تكثيف الحملات الميدانية للعناية بالمساحات الخضراء؛ من خلال السقي، وتشذيب الأشجار، وغرس الأزهار ونباتات الزينة، بالتنسيق مع مؤسسة " أوديفال"، والتدخل الفوري من قبل وحدة مؤسسة "إرما" لصيانة وتعزيز الإنارة العمومية عبر طرقات وأحياء المقاطعة الإدارية، وبرمجة عمليات استدراكية واسعة تمسّ كافة الأحياء السكنية، ومواصلة عمليات التبخير، ورش الأقبية، ووضع مضادات القوارض من قبل مؤسّسة النظافة الحضرية وحماية البيئة؛ للقضاء على الحشرات الطائرة، ومكافحة تكاثر اليرقات. وأكد هؤلاء على ضرورة مضاعفة الجهود، وتعزيز التنسيق بين مختلف المصالح؛ قصد تحقيق النتائج الميدانية المرجوة، بما يضمن خدمة نوعية ترقى لتطلعات المواطنين.
عمليات التشجير في البرنامج
شاركت المصالح التابعة لمقاطعة الشراقة في حملات التشجير بشعار "خضرة بإذن الله" . حيث انطلقت الحملة من الطريق الوطني رقم 41 وبالضبط من الواجهة الخارجية للقاعة متعددة الرياضات ببلدية الشراقة، وصولا إلى غابة "باينام" ببلدية الحمامات، وحي 500 مسكن ببلدية عين البنيان.
كما استفادت بلدية دالي إبراهيم وتحديداً على مستوى حي "الزيانية" و"الرياح الكبرى" ، من العملية، وصولا الى بلدية أولاد فايت على مستوى حي الهضبة الجنوبية. وعرفت هذه الحملة مشاركة فعالة من فعاليات المجتمع المدني والجمعيات والمواطنين، مع تسخير كافة الإمكانيات لإنجاح هذا الموعد البيئي الهام.
وفي إطار الجهود الرامية إلى الحفاظ على جمالية المحيط، تتواصل التدخلات الميدانية المنجزة من طرف مؤسسة " أديفال" – وحدة الشراقة، للاعتناء بالمساحات الخضراء، وزرع الأزهار ونباتات الزينة، وجزّ العشب، وتشذيب وتقليم الأشجار، مع رفع المخلفات عبر عدة نقاط من إقليم المقاطعة الإدارية للشراقة.
هدم البنايات الفوضوية
انطلقت السلطات المحلية لمقاطعة الشراقة، مؤخرا، في هدم البنايات "غير الشرعية" في إطار مواصلة عمليات القضاء على البنايات الفوضوية، وحماية أراضي الدولة، والمحافظة عليها؛ حيث قامت مصالح بلدية أولاد فايت بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني، بتنفيذ عملية هدم بناية في طور الإنجاز، مشيَّدة بطريقة فوضوية على مستوى "حي أولامي" ببلدية أولاد فايت.
كما تم تنفيذ عملية هدم وإزالة عدد من المحلات والأكشاك والطاولات المنجزة، والمستغلة من قبل الباعة بطريقة غير شرعية على مستوى حي "أولامي" بمحاذاة مسجد "الرياح الكبرى"، ومحور دوران طريق الملعب البلدي بأولاد فايت. وقامت مصالح بلدية عين البنيان بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني، بعملية هدم وإزالة أربع (4) بنايات زائد توسيعات منجزة بطريقة "غير شرعية"، مع نزع الحواجز والبوابات غير القانونية على مستوى حي 629 مسكن عدل – المنظر الجميل.
كما قامت مصالح بلدية دالي إبراهيم بعملية هدم وإزالة كوخ فوضوي، كان مستغَلا كدورة مياه على مستوى إقليم البلدية. وتم، في نفس السياق، تنفيذ عملية إزالة التوسيعات المنجزة بطريقة فوضوية من قبل مصالح البلدية على مستوى حي 80/800 مسكن ببلدية عين البنيان. وتأتي هذه العمليات في إطار المساعي المتواصلة للمقاطعة الإدارية للشراقة؛ من أجل محاربة ظاهرة البناء غير الشرعي، وحماية أراضي الدولة، والمحافظة عليها.