تكبد فيها الاستعمار الفرنسي خسائر كبيرة

معركة "مركالة" 1956... فخر تندوف وعربون انتماء إلى الوطن

معركة "مركالة" 1956... فخر تندوف وعربون انتماء إلى الوطن
  • 178
لفقير علي سالم لفقير علي سالم

تمثل معركة" مركالة" سنة 1956، أحد ملامح الكفاح الذي خاضه سكان تندوف أثناء ثورة التحرير الوطني، كغيرهم من أبناء الجزائر البررة، حيث لم يستسلم الأبطال لإغراءات ووعيد الجيش الفرنسي، بل سعوا على درب الاستشهاد والتضحية من أجل وحدة التراب الوطني.

هناك شواهد كثيرة عن مقاومة أهالي تندوف للزحف الفرنسي نحو مدينة الأبطال، واستشهاد شهداء الثورة بها، وعددهم 11 شهيدا، منهم 10 بتندوف وشهيد بعين الصفراء، هو الطاهر عبد الوهاب، وهذا نموذج من الكفاح المسلح، الذي قام به سكان تندوف، كعربون للفداء والدفاع. 

وفي وقت كان قد اشتـد فيه الحصار على الجماهير، نظرا لمـا حققته الثورة من انتصارات، وما بلغته من قـوة على الصعيدين العسكري والسياسي، تلك القوة التي كبحت بها الخيال عن الاستعمار الواسع في تنفيذ مخططاته الجهنمية، ونظـرا لما بلغته الثورة من شمول لكل القطر الجزائري، قامت مجموعة من الشبان المناضلين في شهر سبتمبر 1956، بتنفيذ ملحمة بطولية بنواحي منطقة "مركـالة"، التي تقع شمال غــرب مدينة تندوف، والتي تبعد عليها بحوالي 90 كلم، شارك فيها عدة مناضلين، على غرار البهجة محمد سـالم، عنفاري سيديا، ابيـري عبدي، شعبان الربان، حميداوي محمــد، ليلة محمد، ابريكة سـلامة، عمـاري سعيـد، عمـاري مـحمـد، صلحاوي لحبيب، بن طالب عبد الله. 

قام هؤلاء الشبان المناضلـون بتلك المعركة الساخنة، التي كبـدوا فيهـا العدو خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات، إذ اضطر إلى طلب نجدة من الطيران، قصد القضاء على هذه المجموعة من الثوار الأبطال، الذين بثـوا الرعب في أوساط الجيش الفرنسي. ورغـم النيران التي ألهبتهـم من كل صوب، إلا أنهم لم يستسلموا، بل بقوا صـامدين إلى أن لفضوا آخر أنفاسهم، شهادة في سبيل الله والوطن. 

وقد حملهم العدو، إلى ساحة سوق تندوف، فنكل بجثثهم الطاهرة أشد التنكيل، قصد إرهاب الموطنين، ثم دفنوهم في خندق واحد.