لكسر الأسعار وتوفير السلع في رمضان

معارض تضامنية وحملات ضد التجارة الموازية بالعاصمة

معارض تضامنية وحملات ضد التجارة الموازية بالعاصمة
  • القراءات: 488
زهية. ش زهية. ش

كثفت مصالح أمن ولاية الجزائر منذ أيام، نشاطها بالعديد من بلديات العاصمة، لتطهيرها من التجارة غير الشرعية التي استفحلت أكثر مع بداية شهر رمضان المعظم، حيث تم تجنيد عدد معتبر من الأعوان، للحد من نشاط التجار الفوضويين، وتحرير الأماكن العمومية والأرصفة، وحتى الأسواق الشعبية من هذه الظاهرة التي تنعكس سلبا على الاقتصاد الوطني، ونشاط التجار أصحاب المحلات، خاصة أنها تلقى إقبالا من المواطنين، رغم خطورتها على صحتهم، بالنظر إلى تعرض العديد من المواد الاستهلاكية للتلف.

عادت هذه الأيام، مظاهر الشد والمد بين أعوان الأمن والتجار الفوضويين، الذين انتشروا بكثرة في العديد من الأماكن، التي احتلوا أرصفتها وطرقها لعرض مختلف السلع، خاصة بالقرب من الأسواق الشعبية التي تشهد توافدا كبيرا للمواطنين من العاصمة وخارجها، بمناسبة شهر رمضان الذي يعتبره الكثيرون فرصة لا تعوض للربح الوفير.

شد وجذب بالقرب من الأسواق والطرق الرئيسية

تعد المقاطعات الإدارية للرويبة، الدار البيضاء، الحراش، باب الوادي، سيدي امحمد وغيرها، من بين المناطق التي تكثر فيها هذه الظاهرة في رمضان، وبالضبط في شارع "محمد بلوزداد" المعروف بحي "بلكور" سابقا، وباش جراح، ورويبة والرغاية  وباب الزوار، وساحة الشهداء و"ميسونيي، حيث تشن المصالح المعنية هذه الأيام حربا على الباعة الفوضويين، لمنعهم من عرض سلعهم فوق الأرصفة، وبالقرب من الأسواق، وحتى على حواف الطرق السريعة شرق العاصمة، محدثين فوضى عارمة وعرقلة في حركة المرور، فضلا عن الرمي العشوائي للنفايات، وغيرها من المظاهر السلبية التي تشوه المنظر الجمالي للعديد من الأحياء وتمس بصحة المستهلك.

في هذا الصدد، كثفت مصالح الدرك الوطني من الرقابة على التجار المتجولين الذين يستغلون حواف الطرق الرئيسية، ناحية الرويبة، وبرج البحري والرغاية، للحد من الفوضى التي يحدثها هؤلاء الذين تضاعف عددهم بمناسبة رمضان، خاصة على مستوى بعض محاور الطرق التي تشهد ازدحاما مروريا رهيبا هذه الأيام، والذي يتأزم أكثر، بسبب التوقف العشوائي للزبائن الذين يقبلون على اقتناء ما يعرضه الباعة من مختلف الخضر والفواكه، وحتى الأواني، محتلين جزء من الطريق، حارمين المارة من حقهم في استغلاله، وتعريضهم بالتالي للخطر، بسبب ضيق الطرق التي يتقاسمونها مع المركبات، فضلا عن انتشار النفايات في مختلف الأماكن التي يعود إليه نشاط هؤلاء الباعة كلما غابت عناصر الأمن والدرك الوطنيين.

تواجه عناصر الأمن، مثلما لاحظنا في العديد من المواقع، التواجد المكثف للتجار الفوضويين، الذين يتزايد نشاطهم في رمضان، حيث جاء عدد كبير منهم من خارج العاصمة، ومن ولايات أخرى، مثلما هو الأمر بباش جراح، باب الوادي، بلوزداد والرغاية، وكذا على حواف بعض الطرق برويبة والرغاية وبرج البحري وعين طاية بشرق العاصمة، نتيجة التوافد الكبير للزبائن من مختلف بلديات العاصمة وخارجها، مما جعل عملية التحكم فيهم صعبة، حيث اضطر عناصر الدرك الوطني على مستوى مقاطعة الرويبة، مثلا، إلى البقاء طيلة اليوم في الأمكان التي يستغلها التجار الفوضويون، للحد من هذه الظاهرة التي تتكرر كلما حلت المناسبات الدينية.

أصحاب المحلات يستحسنون حملات التطهير

بدورهم، استحسن عدد من التجار من أصحاب المحلات، ما تقوم به مصالح الأمن في سبيل محاربة النشاط الموازي، مؤكدين أنهم أصبحوا ضحايا هذه الظاهرة التي تكبدهم خسائر جمة، بسبب وجود هؤلاء "الطفيليين" الذين يكسبون أرباحا طائلة دون دفع الضرائب، خلافا لأصحاب المحلات الذين يدفعونها، إلى جانب تكاليف الكراء والكهرباء، خاصة التجار المتواجدين بمحاذاة الأسواق اليومية، الذين لا يوفرون أي مدخول، بسبب إقبال المواطنين على التجار الفوضويين بشكل كبير، غير مبالين بمخاطر المواد الاستهلاكية المعروضة للبيع، على غرار الطماطم المصبرة، العنب والبرقوق المجفف والتونة وحتى الخبز، والتي تعرض فوق الرصيف، دون احترام شروط الحفظ والنظافة.

معارض تجارية وأسواق تضامنية بأسعار تنافسية

في هذا الصدد، ولتمكين المستهلكين من اقتناء السلع بأسعار تنافسية، اعتمدت وزارة التجارة لأول مرة هذه السنة، تنظيم معارض تجارية وعمليات البيع بالتخفيض والبيع الترويجي "صولد" لخفض الأسعار، فضلا عن استحداث لجان ولائية لمراقبة الفضاءات التجارية والأسواق من حيث السعر والوفرة، مقابل فتح عدة أسواق تضامنية بمناسبة شهر رمضان الكريم، ضمن البرنامج التضامني لمساعدة مختلف الفئات على اقتناء مختلف السلع والمواد الغذائية، على مستوى عدة بلديات، لتمكين المواطنين من اقتناء المواد الغذائية العامة والخضر والفواكه واللحوم والأجبان بأثمان تنافسية، وفي متناول الجميع، وهي مبادرة تنظم كل سنة في نفس الفترة، لتلبية طلبات المواطنين التي تزداد خلال فترة رمضان، من خلال نصب مئات الخيم لبيع مختلف السلع واسعة الاستهلاك، ويكثر عليها الطلب من قبل المواطنين، من مواد غذائية عامة وخضر وفواكه، ولحوم ومختلف المستلزمات.