تُعد بلدية ‘’تازولت’’ التي تبعد بنحو 11 كلم شرق مدينة باتنة، من أشهر المناطق الأثرية التي تزخر بها الولاية، إذ ماتزال تعانق جبال الأوراس بمعالمها الأثرية التي تواجه غدر الزمان ويد الإنسان التي طالتها، وخطر زحف المباني التي شوّهت صورتها، حيث تعمل السلطات المحلية على تثمين هذا الإرث الحضاري، من خلال المحافظة على المناطق الأثرية التي تشكل شطرا كبيرا على تراب المدينة.

وخصصت بلدية تازولت برامج مختلفة لبعث التنمية، حسبما عُلم من المجلس الشعبي البلدي لتجسيد مشاريع مدينة المستقبل. وأمام إشكالية تنفيذ المخطط التوجيهي للتنمية والعمران في وجود الآثار الرومانية والتي تمت المصادقة عليها، كشف مسؤولو البلدية عن 400 هكتار، جلها تشكل مناطق أثرية، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على هذه المعالم بوصفها إرثا عالميا، والبحث عن جيوب عقارية أخرى لتجسيد برامج التنمية، مع الإسراع في تجسيد مشروع حماية المدينة من الفيضانات الذي يشكل أولوية، إلى جانب تحسين نوعية الخدمة الصحية وتحسين ظروف استقبال المرضى وتوجيههم نحو المرافق الصحية.

ويشكل انعدام الأوعية العقارية مشكلا يعرقل مسار التنمية بالمنطقة التي تملك مميزات طبيعية هائلة تستدعي الاهتمام بها أكثر من أجل تفعيل دورها في الجانبين الاقتصادي و السياحي بحكم تضاريسها الجبلية، التي تتطلب إمكانات مادية وبشرية هائلة لتفعيل الحركة السياحية بها، مع الإشارة إلى أن 80 بالمائة من المشاريع المقترحة تصادف مشكلة نقص العقار، ومع ذلك كللت الجهود المبذولة من المجلس البلدي المنقضية عهدته، بإقامة مرافق حيوية ورياضية - دار الشباب وبيت للشباب وثقافية تشكل الانشغالات الرئيسة للمنتخبين، يراهَن عليها في بعث الحركة الثقافية بالمنطقة. ويُرتقب أن تستقطب المرافق الثقافية المبدعين والفنانين، وتبعث روح المبادرة والإسهام في تنشيط الحياة الثقافية بالمنطقة.

من جهتهم، أثنى الشباب على الجهود التي تُوجت بتهيئة الملعب البلدي الوحيد بالعشب الاصطناعي، والذي يستذكر فيه سكان المنطقة أمجاد فريق المدينة صلب لمباز (الصول). ويطالب سكان البلدية، مجددا، بإنجاز وحدة للحماية المدنية، التي كان موضع إنجازها قبل نحو 05 سنوات، محل اعتراض، لانعدام قطعة أرض لتوطينها. وفي هذا الإطار، أوضح مصادر من مديرية الشبيبة والرياضة، أن مشكلة العقار بهذه المدينة الأثرية حالت دون تسجيل مشروع إنجاز ملعب معشوشب اصطناعيا بسعة 5400 مقعد. ولم تستبعد مصادرنا إمكانية تجسيد حلم شباب المنطقة حال تسوية مشكل العقار، علما أن القطاع كان استفاد، في وقت سابق، من مشروع إنجاز مخيم للشباب بغلاف مالي يقدر بـ 15 مليار سنتيم.

وللإشارة، تفتقر بلدية تازولت إلى العديد من المرافق العمومية على غرار وحدة للحماية المدنية ومحطة نقل برية تنظم حركة نقل الحافلات، حيث إن معظم حافلات النقل التي تسير عبر الخط الرابط بين عاصمة الولاية ومقر البلدية، تتوقف في شارع الجمهورية الذي يتوسط وسط البلدية، فيما يبقى سكان العديد من الأحياء الأخرى البعيدة، يلازمون عناء التنقل إليها، حيث إن معظم سكان العديد من أحياء 200 مسكن وحي أولاد عوف وسكان قرية دردور، يقطعون كل صباح مسافات طويلة للوصول إلى مقر توقف الحافلات والالتحاق بمقاعد الدراسة أو العمل.

❊ ع.بزاعي