الأشغال العمومية قدمت طلب انجاز ميناء للنزهة

مشاريع هيكلية للرفع من قدرات ميناءي وهران وأرزيو

مشاريع هيكلية للرفع من قدرات ميناءي وهران وأرزيو
  • القراءات: 2099
رضوان قلوش رضوان قلوش

تستعد ولاية وهران لاستقبال أضخم مشروع لتوسعة ميناء وهران التجاري، الذي استفاد من أغلفة مالية ضخمة للانجاز، من شأنها الرفع من طاقة استيعاب نهائي الحاويات والرفع من عدد السفن والبواخر الراسية إلى جانب إمكانية استقبال سفن تجارية ضخمة بعد توفير الشروط التقنية الضرورية التي تفرضها المعايير الدولية، لرسو مثل هذه السفن، في وقت سيستفيد فيه ميناء أرزيو البيتروكيمائي من مشروع توسعة مماثل في انتظار موافقة الحكومة على إنشاء أول ميناء نزهة وآخر خاص بسفن الصيد البحري بمنطقة كريشتل.

تترقب مصالح ولاية وهران مع نهاية السنة الجارية 2018 استلام مشروع توسعة ميناء وهران ونهائي الحاويات، الذي خصّص له غلاف مالي ضخم قدر بـ11 مليار دج في إطار المخطّط الخماسي، وتجاوزت نسبة الأشغال حدود 80 بالمائة.

وأسندت أشغال انجاز المشروع الضخم الذي انطلق منذ قرابة 3 سنوات، للمجمع الجزائري الصيني المتخصّص في المجال «ميديترام شك»، وحسب الدراسة التقنية للمشروع فإنّ الأشغال ترتكز على الرفع من طاقة الاستيعاب بنهائي الحاويات المعروف داخل ميناء وهران برصيفي «كوناكري وسنغال» والرفع من استقبال السفن بأحجام كبيرة، حيث سيتم خلال المرحلة الأولى للمشروع توسعة مساحة الماء الخاصة بالرسو إلى نحو 30 هكتارا من المساحة المائية وذلك بإضافة 16.5 هكتارا من المساحة المائية الجديدة مع انجاز رصيف جديد للرسو يمتد على طول 460 مترا وبعمق لا يقل عن 14 مترا لرسو السفن التجارية، وهو ما يعد تحديا أخر للمؤسسة المكلفة بالانجاز، خاصة على ضوء طبيعة المنطقة التي تتم بها عملية سحب الأتربة.

الرفع من النشاط التجاري وحركة الحاويات

وتؤكّد مصادر «المساء» أنّ المعايير العالمية تفرض أن لا يقل عمق منطقة الرسو عن 14 مترا، ما سيسمح بدخول سفن تجارية من الحجم الكبير، التي لم يكن بإمكانها دخول الميناء سابقا، هي سفن قادرة على حمل ما بين 4 ألاف إلى 6 آلاف حاوية، ما يعني الرفع من النشاط التجاري وحركة الحاويات بالميناء، بما سيعود بمداخيل كبيرة على الخزينة العمومية.

كما تشمل المرحلة الثانية من المشروع قيد الانجاز توسعة مساحة نهائي الحاويات الذي يتربّع حاليا على مساحة تقدّر بـ 12 هكتارا، ويتوفّر على 5 مراكز للرسو ويتّسع لـ 4600 حاوية حاليا، وسيمكن استلام المشروع الجديد من الوصول إلى تحقيق استقبال أكثر من 1 مليون حاوية سنويا.

ولتحقيق التحديات والبرنامج المسطّر لتطوير نشاط الميناء، ستقوم إدارة ميناء وهران باقتناء آلتين لتفريغ الحاويات من البواخر، فضلا عن اقتناء 7 آليات جديدة لشحن وتحويل الحاويات من الرصيف البحري إلى نهائي الحاويات، تماشيا وحجم التدفق من الحاويات مستقبلا، كما سيتم انجاز مشروع أخر متزامن ويتعلق الأمر بتدعيم كاسرات الأمواج على مسافة 1.2 كلم الذي سيسلم مطلع السنة المقبلة.

وسيتزامن استلام المشروع باستلام الشطر الأوّل من مشروع الطريق الجديد للميناء، الذي سيربط ميناء وهران بالطريق السيار شرق - غرب عبر الطريق المحيطي رقم 5، ما سيوفّر سيولة مرورية جديدة للشاحنات دون دخول مدينة وهران، مقابل الرفع من حجم الشاحنات التي تدخل ميناء وهران بعد دخول الطريق حيز الخدمة، وهو الطريق الذي يعدّ من أضخم الانجازات بالجزائر لما يعرفه من تنفيذ لتقنيات حديثة في الحفر ومحوّلات فوق سطح البحر وأنفاق على طول 3 كلم.

ميناء للنزهة وأخر للصيد البحر بكريشتل

من جهته، سيشهد ميناء أرزيو للبيتروكيمياء الذي يعدّ أكبر ميناء متخصّص في المجال الطاقوي على المستوى الوطني، مشروع توسعة أيضا، للرفع من حجم التعاملات التجارية بالميناء.

ويحتوي المشروع الجديد على انجاز حوض يتربّع على مساحة 25 هكتارا إلى جانب إنجاز ثلاثة أرصفة بحرية على طول يقارب 800 متر طولي، وهي الأرصفة التي ستدعّم تلك الموجودة حاليا والمقدّرة بـ3 أرصفة، لتصل مستقبلا إلى 6 أرصفة بحرية بإمكانها الرفع من النشاط التجاري واستقبال السفن.

كما استفادت ولاية وهران، من مشروع ميناء صغير للصيد بمنطقة كريشتل ببلدية بئر الجير، حيث ينتظر أن تتم توسعة الميناء ليكون قادرا على استقبال 12 قارب صيد من الحجم الكبير و35 قارب صيد صغير لدعم نشاطات حرفيي الصيد البحري بالمنطقة، فضلا عن تخصيص مساحة لاستقبال حوالي40 سفينة نزهة، لتخفيف الضغط على ميناء وهران الذي لم يعد فيه مكان شاغر لاستقبال سفن النزهة الخاصة.

ويأتي هذا المشروع في وقت كانت فيه مديرية الأشغال العمومية لولاية وهران، بأمر من الوالي السيد مولود شريفي، قد قدمت طلبا رسميا للوزارة من أجل انجاز أوّل ميناء للنزهة بمنطقة المقطع مع حدود ولاية مستغانم ببلدية مرسى الحجاج، وهو الميناء الذي يعدّ حلما لسكان وهران بعد أن كان مقررا انجاز المشروع في إطار توسعة ميناء الصيد الحالي بوهران، غير أنّ مشاكل تقنية وأخرى إدارية أعاقت المشروع الذي تبناه الوالي الأسبق لوهران السيد عبد المالك بوضياف، حيث كان مقررا هدم جزء كبير من المحلات المتواجدة بالمنطقة وكذا توسعة الرصيف البحر ومساحة كاسرات الأمواج غير أنّ المشروع جمّد ليتوقّف بالكامل وتتوجّه الولاية لانجاز المشروع بمنطقة المقطع.