مدير الموارد المائية لولاية الجزائر لـ "المساء":

مشاريع ضخمة لإبعاد شبح العطش عن سكان العاصمة

مشاريع ضخمة لإبعاد شبح العطش عن سكان العاصمة
  • القراءات: 1406
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

❊ 217 بئر جديدة لمواجهة الجفاف والحفاظ على المياه السطحية

  سابع محطة ضخمة لتحلية مياه البحر بالمرسى تزيد في وفرة المادة الحيوية

محطات التطهير قضت على النقاط السوداء وحافظت على البيئة

تَسلمت ولاية الجزائر، خلال السنة الماضية، 217 بئر ارتوازية لتأمين هذه المادة الحيوية لسكان العاصمة. ويتعلق الأمر بثلاثة مشاريع انتهت أشغالها، ويجري استغلالها، حسب مدير الموارد المائية لولاية الجزائر، كمال بوكرشة، الذي أوضح لـ "المساء"، أن المشروع الأول يضم 120 بئر، والثاني 62 بئرا، والثالث 35 بئرا، بتمويل قطاعي. وقد تم منح تسيير هذه الآبار لشركة "سيال"، التي تعمل على ضمان توزيع الماء الشروب بصفة منتظمة.

وأفاد المصدر بأن ولاية الجزائر أخذت على عاتقها، إعادة تأهيل 119 بئر كانت موجودة من قبل، لدعم مخزون المياه، والوصول إلى توفير 400 ألف متر مكعب يوميا؛ لضمان توزيع عادل ومنتظم، حسب البرنامج الذي اعتمدته شركة "سيال" خلال السنوات الأخيرة، ومواجهة ظاهرة الجفاف بالحفاظ على المياه السطحية.

محطة سابعة لتحلية المياه بالمرسى لضمان وفرة المادة الحيوية

كما استفادت العاصمة من مشاريع أخرى لتوفير مياه الشرب، تخص رفع عدد محطات تحلية مياه البحر، حيث تتوفر ولاية الجزائر على 4 محطات يجري استغلالها، قدرة كل محطة 10 آلاف متر مكعب يوميا. ويتعلق الأمر بمحطات عين البنيان، وزرالدة، والباخرة المحطمة ببرج الكيفان، وشاطئ النخيل باسطاوالي، تضاف إلى المحطتين القديمتين بالحامة وسط العاصمة، وفوكة بالجهة الغربية.

وحسب مدير الموارد المائية، فإن ولاية الجزائر سجلت مشروع إنجاز محطة سابعة لتحلية مياه البحر، ببلدية المرسى شرق العاصمة، تصل طاقة إنتاجها إلى 60 ألف متر مكعب يوميا، ليرتفع، بذلك، عدد المحطات، مما يضمن توفير هذه المادة الحيوية لسكان العاصمة، الذين يزداد عددهم من سنة إلى أخرى.وقصد القضاء على التسربات التي تتسبب في هدر كمات معتبرة من المياه، أفاد المصدر بأن الولاية استفادت من مشروع قطاعي ضخم، بقيمة 3 ملايير دينار، يخص إعادة تأهيل الشبكات القديمة، وتجديد القنوات المهترئة بكامل بلديات العاصمة، مضيفا أن ولاية الجزائر سجلت عملية أخرى بقيمة 300 مليون دينار، لإصلاح نقاط التسرب؛ دعما لشركة "سيال"، التي لا تستطيع، وحدها، القضاء على هذه الإشكالية، فضلا عن اقتناء معدات لتصليح الآبار، لوضعها تحت تصرف شركة التوزيع.

برنامج التوزيع مضبوط ولا مجال للتذبذب

وستحافظ شركة "سيال" على نظام توزيع مياه الشرب، حسب برنامجها المطبق منذ سنتين. وفي هذا السياق، ذكر مسؤول مديرية الموارد المائية، أن 70 ٪ من سكان العاصمة يستفيدون من تموين يومي بالماء الشروب لساعات محددة. أما 30 ٪ فيستفيدون بمعدل مرة كل يومين، وهو البرنامج الذي يحافظ على هذه المادة التي لا يمكن الاستغناء عنها.وينصح محدثنا المواطنين بالحفاظ على الماء الصالح للشرب، وتجنّب تبذيره وهدره في أمور غير ضرورية، والمساهمة في التبليغ عن التسربات المائية، التي غالبا ما تدوم وقتا طويلا بدون أن ينتبه أحد لإيصال المعلومة إلى الجهات الوصية، للتدخل وإصلاح الأعطاب، التي تتسبب في هدر الماء، والتأثير سلبا على العوائد المالية لشركة تسيير المياه "سيال".

6 محطات للتطهير ومشاريع للقضاء على النقاط السوداء

وبخصوص صرف مياه التطهير، أكد مدير الموارد المائية أن عدد محطات تصفية وتطهير المياه المستعملة، ارتفع إلى ست محطات بعد استغلال محطة المعالمة بجنوب الدائرة الإدارية لزرالدة التي تضاف إلى خمس محطات تتوزع على كامل نواحي العاصمة، تعمل على تصفية المياه المستعملة، وهي محطات براقي، وبني مسوس، والرغاية، والمعالمة وزرالدة، علما أن استغلال المحطة الأخيرة قضى على تدفق المياه الملوثة نحو وادي مزفران، وانعكس بالإيجاب على الجهة الغربية للساحل العاصمي، حيث تم التخلص من ثلاثة مصبات للمياه المستعملة، كانت مسجلة على مستوى شاطئ خلوفي 3، ومجال الرماية، والمركّب السياحي بزرالدة.

ومعلوم أن محطات التطهير الست تنتج كميات هائلة من المياه التي توجَّه نحو قطاع الري الفلاحي وتقضي على ظاهرة صرف المياه الملوثة في الخلاء، مما يؤثر على البيئة، والصحة العمومية للساكنة. وفي هذا السياق ذكر مدير القطاع أن هناك مشاريع هامة انطلقت للقضاء على النقاط السوداء بالعاصمة؛ منها مشروع إنجاز شبكة صرف المياه المستعملة بمنطقة سيدي عابد التابعة لبلدية بئر توتة، لتخليص السكان من مشكل تجمع المياه الملوثة، وعدم وجود قنوات لصرفها وتوجيهها لمحطات التصفية.وحسب المصدر، فإن هناك مشروعا آخر لا يقل أهمية عن سابقه، ويتعلق الأمر بإنجاز قنوات صرف مياه التطهير ضمن شبكة تربط بلدية أولاد الشبل، وتسالة المرجة، ثم تمر على بن شعبان في ولاية البليدة، حيث سيخلّص هذا المشروع سكان عدة أحياء بجنوب بلدية تسالة المرجة، من مشكل التطهير وتجمّع مياه الأمطار وانسيابها نحو المدينة، مثل ما ذكر لنا سابقا سكان البلدية، عوض مرورها على وادي بوجار والثلاثاء.

وتضاف هذه المشاريع إلى أخرى تخص تهيئة وادي الحميز، الذي يمر ببلديتي الدار البيضاء وبرج الكيفان، بعد أن تم منذ سنوات، ترحيل نزلاء القصدير الذين كانوا يقطنون على ضفافه. كما أشار المتحدث إلى انطلاق أربعة مشاريع أخرى، تخص القضاء على مشكل تجمّع مياه الأمطار ومياه التطهير؛ منها الميناء، وبرج الكيفان، والشراقة، بإنجاز شبكة قنوات تخلّص هذ المناطق من مشكل الفيضانات.