والي على هامش لقاء "التصفيات الصحراوية لحماية الطرق"

مشاريع الجنوب تتطلّب تواجدا دائما وقارا

مشاريع الجنوب تتطلّب تواجدا دائما وقارا
  • القراءات: 818

شدد وزير الأشغال العمومية، عبد القادر والي، أمس، بأدرار، على ضرورة التواجد الدائم والمنتظم لوسائل الانجاز ومكاتب الدراسات بولايات الجنوب التي تنجز بها مشاريع القطاع. ودعا الوزير إلى أن لا يكون تواجد هذه المقاولات عمومية وخاصة ومكاتب الدراسات، تواجدا ظرفيا ومناسباتيا متعلقا بعقد صفقة أو مرافقة المسؤولين السامين للقطاع، بل يجب أن يكون تواجدا قارا لمواكبة سيرورة التنمية المحلية بهذه المناطق. وأضاف السيد والي على هامش لقاء دراسي حول "التقنيات الصحراوية لحماية الطرق"، بأن الدولة بذلت جهودا معتبرة لفك العزلة عن مناطق الجنوب ورفع مستوى التنمية المحلية والاقتصادية بها من خلال إطلاقها للعديد من الورشات لانجاز شبكات طرق واسعة، مشيرا إلى أن هذه المكاسب تستدعي الوعي بحجمها وأهميتها متعددة الأبعاد، بتكريس لامركزية هذه الوسائل من خلال عمل ومؤسسات الانجاز على فتح مداومات تابعة لها بهذه المناطق بعتادها وطاقمها الإداري، خاصة في ظل توفر كفاءات محلية من خريجي الجامعات والمراكز التكوينية قادرة على تأطير هذه الورشات. 

كما دعا إلى ضرورة تشجيع المقاولات المحلية الخاصة من خلال تأسيس مجمعات تضم مقاولات عمومية وخاصة نظرا لدور هذه المقاولات المحلية في منح المعرفة الميدانية بالظروف المناخية والجغرافية لانجاز مشاريع القطاع. وأضاف الوزير خلال هذا اللقاء أنه سجل ‘’تهاونا ملحوظا’’ باحترام آجال الانجاز وهو ‘’مظهر سلبي’’ يستدعي علاجه بمختلف الوسائل المتاحة وعدم التسامح معه مهما كانت الأسباب، نظرا لتأثيره المباشر على تعطيل المشاريع وارتفاع تكاليف الانجاز وتأخر التنمية المحلية التي يشكل فيها قطاع الأشغال العمومية ركيزة أساسية في ترقية وتشجيع الاستثمار. وطالب بضرورة العمل بروح المسؤولية الجماعية لانجاز مشاريع القطاع، مذكرا بالتعديلات التي أجريت على دفاتر الشروط والصفقات بما في ذلك منح الصفقة بالتراضي الذي أصبح مرهونا بالتنصيب الميداني لورشة المشروع. 

ودعا الوزير القائمين على القطاع إلى تدعيم جهود الصيانة وتعزيز التكوين للأعوان المكلفين بالعمل في هذه الورشات خاصة وأن الجنوب يتوفر على شبكة معتبرة من الطرق استفاد منها خلال السنوات الأخيرة، شملت إنجاز وتقوية وتجديد أكثر من 18.000 كلم وصيانة أكثر من 10.000 كلم، كما تدعمت شبكة الطرق بالهضاب العليا ليصل العدد الإجمالي لشبكة الطرق بالمنطقتين إلى 35.000 كلم. في السياق، أكد أن التحدي الراهن هو تثمين هذه المكاسب من خلال تعزيز جهود الصيانة بمفهومها الحديث والتي شدد على ضرورة جعلها «كقاعدة عمل في القطاع وليس استثناء"، مشيرا في هذا الجانب إلى أن الأولوية في الموارد المالية ستمنح لولايات الجنوب في صيانة الطرق وإنجاز بعض المقاطع لفك العزلة عن المناطق النائية. 

وأضاف السيد والي أن الدولة تخصص سنويا اعتمادات مالية معتبرة لبرامج صيانة الطرق على المستوى الوطني، حيث استفادت ولاية أدرار لوحدها من 12 مليار دج العام الماضي، موجهة لهذا الغرض مشددا على ضرورة احترام الجودة في هذه العمليات لاسيما في ظل توفر الوسائل الضرورية. ودعا المشاركين في اللقاء إلى حصر كل النقاط السوداء بشبكة الطرق بالجنوب التي تعاني مشكل زحف الرمال لإعداد رزنامة "لبرنامج مكافحة زحف الكثبان الرملية على الطرق" الذي سينطلق في القريب العاجل مؤكدا عزمه تخصيص الموارد الكافية لهذا البرنامج. ويناقش المشاركون في هذا اللقاء محاور عدة تشمل التعريف بالتقنية التقليدية المبتكرة بكفاءات ووسائل جزائرية لحماية الطرق من زحف الكثبان الرملية والتصدع المبكر واستعراض المجهودات المبذولة في ترقية الدراسات المعتمدة على التقنيات الحديثة في صيانة الطرق وأهمية تحيين الدراسات لترشيد استهلاك الأغلفة المالية وتحقيق النجاعة الاقتصادية من مشاريع القطاع.