الجمعية الوطنية لمنتجي الخروب

مساعٍ لإقامة مصنع للتحويل

مساعٍ لإقامة مصنع للتحويل
  • القراءات: 1054
حنان. س حنان. س

❊ توقُّع إنتاج قرابة 15 ألف قنطار خلال الموسم الجاري

تناشد الجمعية الوطنية لإنتاج الخروب التي يوجد مقرها ببومرداس، السلطات الولائية لتقديم تسهيلات بغية إقامة مصنع لتحويل هذا المنتوج  ببلدية عمّال، التي تسعى الجمعية لجعلها حضن صناعة الخروب بفضل وجود عدد من الحرفيين المتمكنين في تحويل هذه المادة، غير أن هؤلاء، حسب نفس الجمعية، بحاجة إلى دعم من أجل توسيع هذا الاستثمار. كما تتوقع الجمعية إنتاج حوالي 15 ألف قنطار من الخروب خلال الموسم الجاري.

تمكنت الجمعية الوطنية لمنتجي الخروب ببومرداس، مؤخرا، من غرس 700 ألف شجرة خروب منذ انطلاق العملية بصفة رسمية، حيث أكد رئيس المكتب الولائي للجمعية بولاية بومرداس فريد بطاطا في هذا الصدد، أن هدف الجمعية هو الوصول إلى غرس 10 ملايين شجرة خروب بحلول سنة 2035، وهو الرقم الذي علّق بشأنه محدث "المساء"، "ممكن جدا الوصول إليه شريطة تجنّد مختلف المصالح من سلطات ومؤسسات المجتمع المدني"، مشيرا إلى غرس، حوالي، 50 ألف شجيرة خروب على مستوى ولاية بومرداس منذ انطلاق العملية. ولم يُستثن من ذلك ـ حسب المتحدث ـ المساحات الخضراء أو حدائق المنازل الخاصة، مع تكثيف العملية بالمناطق الجبلية والريفية.

كما تقوم الجمعية بالمقابل، بتحسيس السكان بأهمية الاعتناء بهذه الشجرة الممكن تثمينها اقتصاديا بشكل كبير، لا سيما حول موسم الجني، وأهمية ترك الثمرة لتجف طبيعيا قبل قطفها حتى لا تخسر قيمتها.

وفي السياق، تتوقع الجمعية إنتاج حوالي 15 ألف قنطار من الخروب خلال الموسم الجاري 2022، وهي كمية يعتبرها فريد بطاطا، معقولة رغم تناقص الإنتاج سنة تلو أخرى، بسبب تناقص المساحة جراء الحرائق التي تضر سنويا بآلاف الهكتارات من غابات الولاية.

وعن برنامج الجمعية ـ يضيف محدثنا ـ فهو يستهدف غرس الآلاف من الشجيرات بالمنطقة الجبلية "يسّر" إلى "أزرو" بمحاذاة محطة عمر بالحدود مع ولاية البويرة خلال موسم التشجير القادم. غير أنه يربط نجاح هذه الخطوة بالحاجة إلى وجود تسهيلات ميدانية، ومنها، ذكر، إمضاء إتفاقيات مع عدة أطراف، لا سيما مع المصالح الفلاحية، ومحافظة الغابات وجمعيته، لتسهيل تجسيدها، داعيا السلطات الولائية في هذا الصدد، إلى رعاية هذه الخطوة، ومنح ترخيص لتجسيدها، خاصة أن الجمعية الوطنية للخروب مستعدة بالتنسيق مع عدة جمعيات محلية، لرفع هذا التحدي.

توزيع 200 ألف شجيرة.. وحاجة ماسّة إلى مصنع لتحويل الخروب

ومن جهة أخرى، تهدف الجمعية الوطنية للخروب، إلى توسيع عملية توزيع شجيرات الخروب باستهداف توزيع 200 ألف شجيرة بإقليم ولاية بومرداس، حسب تأكيد فريد بطاطا الذي قال: "إن هذه الشجيرات تدخل في الإنتاج بعد قرابة 10 سنوات"، مبديا أمله في أن يتم تجسيد إنشاء مصنع لتحويل وتوضيب الخروب بالولاية، بما يمكّن الفلاحين من تثمين منتوجهم اقتصاديا.

وفي هذا الصدد، دعا رئيس الفرع الولائي للفدرالية الجزائرية للصناعة التقليدية والحرفيين، محمد شارف، سلطات ولاية بومرداس إلى النظر بعين الاعتبار، لتسهيل إقامة مصنع لتحويل الخروب ببلدية عمّال بالنظر إلى كونها من بين أهم البلديات بالولاية، لجني ثمرة هذا المنتوج، وكذا بفعل تسجيلها آلاف الأشجار المنتجة مناصفة مع بلدية بني عمران المجاورة. كما أشار إلى وجود حرفيين يمتهنون منذ سنوات، حرفة تحويل الخروب إلى بودرة أو طحين، وهي مادة منافسة للكاكاو. عامل أخر يساهم في إمكانية إقامة مصنع لتحويل هذه الثمرة، حسب ما أشار إلى ذلك مسؤول الجمعية، وبالتالي إمكانية تثمينها اقتصاديا بما يتيح إنشاء مئات مناصب الشغل، لا سيما في موسم جني الخروب كل صائفة، مذكرا بأن الحرفي عبد المالك يخلف بقرية تيزة ببلدية عمال، له باع طويل في جني وتحويل الخروب، الذي يحتاج دعما وتسهيلات من أجل تجسيد مثل هذا المشروع، علما أن الإنتاج الأكبر من مادة الخروب تحوَّل إلى أحد المصانع الخاصة بولاية تلمسان من أجل التحويل.

يُذكر أن المديرية العامة لمحافظة الغابات أشرفت على إعطاء إشارة انطلاق حملة وطنية لغرس آلاف شجيرات الخروب من ولاية بومرداس خلال أفريل الماضي، حيث كشفت المديرية عن برنامج طموح لإنعاش وتطوير شعبة الخروب ضمن مساعي الدولة لبناء اقتصاد متنوع، بتجسيد هدف رفع حجم إنتاج الخروب كخطوة أولى، ثم الرفع من حجم الصادرات والمداخيل بالعملة الصعبة نظرا للطلب العالمي المتزايد عليه، علما أن الجزائر من بين أوائل الدول عالميا المصدرة للخروب ومشتقاته، حيث يصدَّر هذا المنتوج إلى نحو 40 دولة. كما إن هذه الشعبة تحل في المرتبة الثانية محليا بعد شعبة التمور من حيث قيمة التصدير.

للإشارة، ينقسم منتوج الخروب، حسب بعض منتجيه ببلدية تاليلت ببلدية بني عمران، إلى عدة أنواع، أهمها ثلاثة، حيث يسمى النوع الأول "ثحرظانيت"، وهي حبة خروب رقيقة لا تؤكل وإنما تعطى للماشية، على غرار المواشي في فصل الشتاء، بعد جمعها في أكياس من الحجم الكبير، وتخزَّن كعولة في الإسطبلات. أما النوع الثاني فيسمى "ثوسيط"، وثمرته كبيرة نوعا ما وتؤكل أو تطحن، وهذا النوع إما يُستهلك كثمرة على طبيعته أي مجففة، ويتم طحنها واستخلاص "الروينة" منها التي تباع للمستهلك، وهو المنتج الذي يطلق على تسمية "روينة الخروب"، وعادة ما تضاف إليه كمية من مواد أخرى حسب الذوق أو التقاليد، مثل طحين الحمص والشعير والذرى والعسل الحر وزيت الزيتون، وله عدة استعمالات في المطبخ الجزائري، خاصة في الأعراس والمناسبات. والنوع الثالث فيسمى "أسلاغواو"، وهي شجرة تزهر ولا تعطي ثمارا، ويتم بها تلقيح بقية أنواع أشجار الخروب.