إطلاق حملة تثمين جلود الأضاحي بعنابة
مساع لتحويل مخلفات النحر إلى ثروة اقتصادية

- 568

أطلقت بلدية عنابة، حملة واسعة تهدف إلى تثمين جلود الأضاحي، خلال عيد الأضحى المبارك، في إطار المساهمة في حماية البيئة وتحقيق قيمة اقتصادية مضافة من مخلفات العيد، حيث تستعد مصالح حفظ الصحة والنظافة العمومية، التابعة للهيكل البلدي، لتأمين هذه العملية الهامة، التي تمثل خطوة متقدمة نحو ترشيد النفايات وتحويلها إلى موارد ذات منفعة.
تحفز هذه الحملة المواطنين، تحت شعار "جلد العيد عوض ترميه وتلوث به، يولي ثروة كي تستحفظ عليه"، حيث يعكس ذلك رؤية واضحة تهدف إلى تحويل نظرة المجتمع إلى المخلفات، حيث لم تعد مجرد أشياء تلقى وتنسى، بل أصبحت مصدرا من مصادر التنمية المستدامة.
وتسهر بلدية عنابة، في هذا الإطار، على توفير الحاويات المخصصة لجمع الجلود، ودعت، في هذا الشأن، السكان إلى الالتزام بشروط تسليم الجلد، والتي تبدأ بتمليحه جيدا مباشرة، بعد عملية الذبح والسلخ، علما أن التمليح يعتبر خطوة ضرورية لضمان حفظ الجلد وحمايته من التعفن، مما يسهل نقله لاحقًا إلى مراكز المعالجة أو إلى الجهات المختصة في الصناعات الجلدية.
ويتطلب إنجاح هذه المبادرة، حسب مصالح البلدية، تجند الجميع، من أفراد وهيئات ومجتمع مدني، لأن حماية البيئة مسؤولية مشتركة، والاستفادة من الثروات المتاحة هو رهان المستقبل. ولا تتعلق المسألة فقط بالجانب الصحي أو الجمالي، بل تتجاوز ذلك، لتصل إلى أبعاد اقتصادية واضحة، حيث يمكن استغلال هذه الجلود في الصناعات التقليدية والحديثة على حد سواء، ما يفتح آفاقا جديدة للشغل والإنتاج.
وتتحول جلود الأضاحي، التي كانت تهدر في السابق، وتُرمى بطريقة عشوائية، فتسبب تلوثا بيئيا ومشهدا غير حضاري، إلى مورد ثمين إذا ما تم الاعتناء به، وهذا ما تسعى إليه الحملة الحالية، عبر تحسيس المواطن وتوعيته بأهمية دوره في هذا المسار. فالعملية تبدأ من المواطن وتنتهي عنده، إذ هو الفاعل الأول في الحفاظ على النظام والنظافة، وهو الشريك الحقيقي في أي مشروع بيئي ناجح.
إشراك الشباب في حملة وطنية للوقاية من حرائق الغابات
في سياق آخر، شارك قطاع الشباب والرياضة لولاية عنابة، مؤخرا، في حملة وطنية تحسيسية للوقاية من حرائق الغابات، والمحاصيل الزراعية والواحات ببلدية برحال، إلى جانب أعضاء المجلس الأعلى للشباب وفعاليات المجتمع المدني. وانطلقت الحملة، على مستوى الغابة المحاذية للحاجز الأمني، حيث تضمنت إزالة النفايات والأعشاب الجافة، التي قد تتسبب في اندلاع الحرائق.
وقد وزع المشاركون، مطويات توعوية على المواطنين، تضمنت نصائح للوقاية من الحرائق والحفاظ على البيئة، خاصة خلال فصل الصيف، حيث تزداد مخاطر الحرائق. وتأتي هذه المبادرة، ضمن الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز الوعي البيئي، وحماية الثروات الطبيعية، مع التركيز على دور الشباب في هذه المساعي.