منطقة الكرط بمعسكر

مركز الردم يسبب أزمات صحية للسكان

مركز الردم  يسبب أزمات صحية للسكان
  • القراءات: 1080
ع.ياسين ع.ياسين

تحول مشروع مركز الردم التقني للنفايات المنزلية وما شابهها، والذي تم إنجازه بمنطقة الكرط البعيدة بحوالي 10 كلم عن ولاية معسكر، ودخوله الخدمة في شهر جانفي الماضي، إلى نقمة على سكان المناطق المجاورة له، مثل تيزي وسنايسة والحجاجرة، الذين يشتكون من شدة الروائح الكريهة المنبعثة منه.

لم يخف سكان منطقة الحجاجرة إستياءهم، أول أمس الأحد، بعد إقدامهم على التجمهر أمام مسجد المنطقة ومطالبتهم بضرورة إيجاد حل نهائي لمشكل انبعاث الروائح الكريهة التي ازدادت حدتها في الآونة الأخيرة، خصوصا بعد اشتداد درجات الحرارة من مركز الردم التقني للنفايات المنزلية. وأبدى سكان منطقة الحجاجرة تخوفهم من انتشار أمراض جلدية ظهرت حديثا عند أطفالهم، والتي تكون الروائح والجراثيم المنقولة عن طريق الرياح أحد أسبابها. ففي هذا الشأن، أظهر أحد الآباء شهادة طبية لطبيب مختص، تثبت إصابة ابنه "ح.محمد" البالغ من العمر سنتين، بمرض جلدي بسبب انعدام النظافة.

أكد سكان هذه المنطقة الريفية الواقعة على مستوى الطريق المؤدي إلى مدينة الحمامات بوحنيفية، أنهم لا يطالبون بغلق هذا المركز الذي أنفق على إنجازه ملايير الدينارات، بل يتمسكون بدعوتهم للسلطات الولائية من أجل الحد من انبعاث الروائح الكريهة وتغيير ساعات نقل النفايات من وقت الليل إلى النهار. صرح أحد السكان لـ«المساء" بأن "الروائح الكريهة تشتد خلال قيام عمال مركز الردم التقني بسكب النفايات خلال ساعات الليل التي نسكن فيها إلى بيوتنا. لهذا ندعو السلطات المحلية تغيير التوقيت لأننا لم نعد نطيق هذه الحالة التي أثرت علينا وعلى صحة أبنائنا". في حين صرح عدد من السكان بأن الكثير من الأطفال والنساء أصيبوا بأمراض صدرية وأخرى تتعلق بالحساسية وهي الحالات التي حاول العديد من المحتجين إثباتها بالشهادات الطبية المسلمة لهم من قبل أطباء القطاع العام والخاص.

رئيس دائرة تيزي الذي التقيناه بعين المكان، لم يخفي نية السلطات المحلية في التكفل بجملة المشاكل التي طرحها سكان منطقة الحجاجرة الريفية، حيث صرح لنا بأن العديد من الإجراءات ينتظر اتخاذها في أقرب الآجال للحد من انبعاث الروائح الكريهة من مركز الردم التقني للنفايات المنزلية بالكرط.

وأكدت من جهتها مديرة البيئة لولاية معسكر، في تصريح لـ«المساء"، أن انبعاث الروائح الكريهة من مركز الردم التقني للنفايات المنزلية لا يمكن معالجته 100 بالمائة، من أجل التقليل من حدة الروائح. وأضافت نفس المسؤولة، أنها طالبت الواقفين على مركز الردم التقني للنفايات المنزلية بالكرط بضرورة تغطية النفايات ومعالجتها في أوقات محددة، في انتظار الشروع في معالجة روائح النفايات بتقنية أخرى خلال الأيام المقبلة، حسب الضروف المالية. كما أكدت مديرة البيئة في نفس السياق، أن تغيير توقيت تفريغ النفايات بمركز الردم التقني غير ممكن أصلا. وبخصوص الأمراض الجلدية التي ظهرت على عدد من أبناء المنطقة، سارعت مديرية الصحة إلى تكليف طبيب عام بإجراء فحوصات طبية، غير أنه تعذر علينا معرفة نتائج هذه الفحوصات بسبب امتناع الطبيب ومسؤولي القطاع عن التصريح.