غليزان
مربو الدواجن أمام مصير مجهول

- 1003

تكبدت مجموعة كبيرة من الشباب من مربي الدواجن المستفيدين من قروض «أونساج» بجهة يلل بغليزان، خسائر مالية معتبرة جراء إصابة عدد كبير من الدواجن بفيروس خطير يُعرف باسم «أش بي ناف» HB9، تسبب في تراجع إنتاج البيض لمدة من الزمن قاربت العام، ما دفع بهؤلاء المربين إلى التوجه إلى البياطرة بعدد من المناطق؛ قصد إنقاذ ما يمكن إنقاذه، غير أن سعيهم حال دون ذلك لخطورة المرض، الذي أخذ يتوسع بشكل رهيب في وسط الدواجن.
كما استعصى القضاء على الداء، ما دفع بهؤلاء الشباب المتضررين إلى الاستنجاد بالجهات المعنية لإنقاذهم من هذه الأزمة. وبالرغم من دفع مبالغ مالية معتبرة أثقلت كاهل هؤلاء المربين، يبقى أملهم الوحيد التدخل العاجل للمصالح المعنية؛ قصد التعويض على الأقل، أو التدعيم للحفاظ على مصدر رزقهم الوحيد.
ويظل هؤلاء الشباب المتضررون في رحلة بحث يومي عن مصاريف لتوفير الأكل لتربية الدواجن، وهي مبالغ فاقت مليونين ونصف مليون سنتيم شهريا، يقابلها منتوج ضعيف من حيث عدد البيض، ناهيك عن مصاريف الماء والكهرباء والبذور، وغيرها مما يتطلب الحفاظ على صحة هذه الدواجن مصدر رزقهم، خاصة أن أغلبهم مستفيدون من قروض أونساج يسددون مستحقاتهم المالية، وتمكنوا من توفير مناصب شغل لعدد من العائلات التي يقتات أفرادها من هذا النشاط المهدد بالزوال.
وذكر هؤلاء أن على الجهات المسؤولة التكفل بهم، شأنهم شأن الموالين ومربي البقر الذين يحظون باهتمام من قبل المصالح المعنية، من حيث التعويض في حالة وقوع الكوارث، حيث وجد هؤلاء الشباب أنفسهم بين مطرقة البطالة وسندان مستحقات أونساج؛ لأنهم تمكنوا من بيع هذه الدواجن بأرخص الأسعار ولم يجدوا من يتكفل بهم من المصالح المعنية، ليبقى مصيرهم الإفلاس إن لم تتحرك السلطات المحلية لمساعدتهم.
عمي موسى... 25 عائلة تطالب بالطرق والكهرباء
ناشدت أزيد من 25 عائلة تقطن بدوار أولاد صغير ببلدية عمي موسى بغليزان، الوالي التدخل لبرمجة دوارهم ضمن قائمة المناطق المبرمجة للاستفادة من ضروريات الحياة، قصد إخراجهم من العزلة التي يعيشونها، بسبب انعدام شبكة الطرقات والكهرباء رغم نداءاتهم العديدة إلى مصالح بلديتهم، مؤكدين أنهم لايزالون يستعملون الشموع التي حلت محل المصابيح الكهربائية.
وفي هذا الصدد أكد بعض السكان أنهم هجروا الدوار خلال العشرية السوداء بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وعادوا إليها بعدما لقوا دعما كبيرا من طرف السلطات، بإنجاز سكنات ريفية لائقة وخدمة أراضيهم الفلاحية.
بدورها مصالح بلدية عمي موسى أكدت أنه تم إعداد بطاقة تقنية بشأن الطريق المهترئ. أما فيما يتعلق بمشكل الكهرباء فإن مصالح البلدية راسلت مصالح مديرية الطاقة لولاية غليزان، التكفل بهذا الانشغال.
قاطنو السكنات الهشة مهددون بالانهيارات
يعاني أصحاب السكنات الهشة من ظروف صعبة خلال هذه الأيام، خاصة بعد تساقط كميات كبيرة من الأمطار في الآونة الأخيرة بغليزان، حيث لازالت المعاناة متواصلة بسبب الظروف القاسية جدا، بعدما أصبحت السكنات مهددة بخطر الانهيار.
وحسب السكان، فإن هذه السكنات أصبحت غير صالحة في ظل تسرب مياه الأمطار من الأسقف، وارتفاع الرطوبة داخل هذه السكنات، مما ساهم بشكل كبير في الانتشار الواسع للأمراض التنفسية، إلى جانب الروائح الكريهة المنبعثة منها، جراء تآكل جدرانها، وانتشار مختلف الحشرات والقوارض، ما حوّل مثل هذه الأماكن إلى مستنقعات لتوليد وتكاثر الناموس.
وقد أحصت الجهات الوصية انهيار عدة سكنات بسبب الأمطار، الأمر الذي أصاب بعض أفرادها بجروح، لينتقل الخطر إلى حياة العائلات التي تعيش في مثل هذه السكنات التي يعود إنجازها إلى الحقبة الاستعمارية.
للتذكير فإن المصالح المعنية كانت قد رحّلت في إطار برنامج القضاء على السكن الهش، بعض العائلات إلى سكنات جديدة ولائقة بالحي الجديد برمادية، غير أنه لاتزال آمال مواطنين آخرين معلقة في الاستفادة من هذه العملية، في ظل الحديث عن أنجاز 5600 وحدة سكنية للقضاء على مشكل السكن الهش نهائيا، لرفع الغبن عن أصحاب هذه السكنات القصديرية الآيلة للسقوط في أي وقت.
حي الانتصار يغرق في المياه القذرة
تعيش نحو 20 عائلة تقطن بإحدى العمارات بـ 2500 مسكن بحي الانتصار في غليزان، وضعية كارثية جدا منذ أكثر من شهر، بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى داخل شققهم، خاصة منهم القاطنين بالطابق الأرضي. وحسب السكان فإن الوضع أصبح يهدد حياتهم وينبئ بكارثة وبائية، مضيفين أنهم اتصلوا بكافة المعنيين بالأمر لإزالة المياه القذرة من داخل شققهم، بسبب استمرار تدفقها خاصة من سكنات الطوابق العلوية، إلا أن نداءاتهم لم تلق الآذان الصاغية رغم زيارة رئيس البلدية لهم، الذي كان قد وعدهم بتصليح الوضع في القريب العاجل، حيث امتلأت أقبية العمارة عن آخرها بالمياه القذرة التي تصرف يوميا، بعدما أصبحت لا تستوعب الكم الكبير منها، متهمين في نفس الوقت إحدى المقاولات التي كانت تنجز أحد المشاريع بجانب حيهم، بالتسبب في هذا المشكل، الذي نغّص حياتهم اليومية. وأصبح من الصعب على السكان خاصة منهم كبار السن، الولوج إلى شققهم، ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة في كامل محيط العمارة، وفي انتظار تدخّل والي غليزان الذي استنجدوا به، قصد انتشالهم من هذا الجحيم، بعد أن أصبحوا يتخوفون من إصابتهم بأمراض متنقلة من هذه المياه القذرة، لتبقى الوضعية على حالها إلى إشعار جديد.
المواطنون يشكون أزمة النقل
أكد العديد من سكان البلديات الواقعة بمحور الطريق الوطني رقم 4 الرابط بين الجزائر العاصمة ووهران في محوره الرابط بلديات وادي ارهيو، جديوية، الحمادنة، وادي الجمعة والذي يضاف إليه بلديات عمي موسى، عين طارق، لحلاف وبالجهة الجنوبية وادي السلام، منداس، زمورة، وسيدي لزرق، أكدوا أنهم يعيشون مأساة حقيقية على مدار السنة بسبب مشكل النقل.وذكر هؤلاء أن تكلفة تنقّلهم إلى عاصمة الولاية ارتفعت إلى حيث التوجه إلى المرافق العمومية، على غرار مقر الولاية، العدالة أو مقرات المديرية التنفيذية، مما يجبرهم على التنقل إلى المحطة البرية ببلدية بن داود المتاخمة لعاصمة الولاية، ومنها يستعملون حافلات النقل الحضري أو سيارات الأجرة و»الكلونديستان» التي أصبحت مكلفة جدا، حيث ارتفع إلى 100 دينار في اليوم، أما في المساء فتفوق 150 دينارا.وقال العديد منهم إنهم حُرموا حتى من التوجه إلى عاصمة الولاية. والغريب أن السواد الأعظم من سكان هذه البلديات لم يعودوا يتنقلون إليها بالأساس، وهو ما عمّق عزلتهم وحرمهم من التنقل، مثلما ذكر مجموعة من سكان بلدية وادي الجمعة، مشيرين إلى أنهم يقطعون أكثر من نحو 20 كيلومترا عوض 15 كيلومترا وارتفاع الفاتورة إلى 40 دينارا في الحافلة عوض 20 دينارسابقا، وأن أكبر المتضررين من هذا الوضع المزري هم بالأساس طلبة الجامعة، حيث أصبحت فاتورة تنقّل هؤلاء عبءا كبيرا على عائلاتهم، التي عجزت بعضها عن مجاراتها.