بسبب إضراب عمال النظافة بقسنطينة
مدينة الجسور المعلّقة تغرق في النفايات

- 821

يشتكي سكان العديد من الأحياء بولاية قسنطينة، من التراكم الكبير للنفيات المنزلية، التي لم يتم رفعها منذ أيام، ما ساهم في انتشار الروائح الكريهة، وشوّه المنظر العام داخل هذه التجمعات السكانية، مع عودة ظاهرة الكلاب المتشردة، التي تجد ضالّتها في الأكل والعبث بمخلّفات المنازل، بدون الحديث عن انتشار الحشرات الضارة، على غرار الذباب والناموس في عز فصل الشتاء. وأكد عدد من السكان على غرار سكان أحياء الصنوبر، وباب القنطرة، ومحمد لوصيف، أن الوضعية باتت غير محتمَلة، حيث امتلأت حاويات النفايات المنزلية عن آخرها، بل تعدت إلى خارج الأماكن المخصصة لها، وباتت منتشرة في الطرقات المجاورة لأماكن الرمي. كما أصبحت تعرقل الحركة في بعض المناطق، الأمر الذي أثار استياء وغضب السكان في ظل عدم تحرك الجهات المسؤولة.
وأرجعت مصادر من بلدية قسنطينة، هذا المشكل الذي تم تسجيله منذ حوالي أسبوع، إلى الإضراب الذي شنه عمال المؤسسة العمومية البلدية للنظافة "بروبكو"، حيث أدت هذه الحركة الاحتجاجية إلى اضطرابات في جمع القمامة عبر عدد من أحياء مدينة قسنطينة، والتي كانت تتكفل بها هذه المؤسسة، ما جعل البلدية تكلف مؤسسة أخرى للقيام بهذه المهمة. وحسب المصادر، فإن الإضراب يرجع بالدرجة الأولى، إلى قرار البلدية حل المؤسسة العمومية البلدية للنظافة، وتحويل العمال إلى مختلف القطاعات الحضرية، حيث باتت الكتلة المالية للأجور، تشكل عبءا كبيرا على ميزانية هذه المؤسسة التي يسيّرها عضو من المجلس الشعبي البلدي، ويرأس مجلس إدارتها "مير" قسنطينة. وباتت المؤسسة لا تستطيع التكفل بالأجرة الشهرية لعمالها، في ظل عدم حصولها على مداخيل خاصة بها. وكانت النقطة الأساسية التي حركت عمال مؤسسة "بروبكو"، قضية الأجور، التي تراجعت بشكل كبير، بعدما تم تحوليهم من المؤسسة التي كانوا يعملون بها، إلى مختلف المصالح ببلدية قسنطينة، حيث أكدت مصادر من داخل البلدية، أن أجر العامل تراجع من 33 ألف دج في الشهر كان العامل يتقاضاها، إلى 22 ألف دج، وهو الأمر الذي اعتبره العمال نقطة حساسة في ظل الارتفاع الكبير الذي تشهده الأسعار عبر مختلف الأسواق، وانهيار القدرة الشرائية.
وكان "مير" قسنطينة الدكتور شراف بن ساري، خلال اجتماع ترأّسه بمقر البلدية بوجود الأمين العام للبلدية، ونائب رئيس البلدية المكلف بالصيانة والوسائل العامة، ومدير النظافة بالبلدية، وممثل مديرية الموارد البشرية ومدير الشؤون المالية، كان التقى منذ أيام قليلة، بممثلين عن العمال المضربين، لتوضيح الرؤى، والاستماع لانشغالات هذه الفئة. وناقش الاجتماع الذي عُقد بين "المير" وممثلين عن العمال المحتجين، قضية تحويلهم من المؤسسة العمومية البلدية للنظافة، إلى مختلف المصالح ببلدية قسنطينة، حيث تم التطرق للعديد من النقاط، وعلى رأسها الترقية، وتعويضات العمل السابق، وبالتحديد يوم السبت، والمنح العائلية، والنقل، بالإضافة إلى نقاط أخرى، على غرار أدوات العمل، خاصة تجهيزات الوقاية من انتشار فيروس كوفيد، لكن الاجتماع لم يسفر عن جديد في ظل تواصل الإضراب.