مركز البحث في الميكانيك بقسنطينة
مد جسور التواصل مع المتعاملين لترقية الصناعة الوطنية

- 118

كشف البروفيسور حاج محمد بن نية، رئيس مركز البحث في الميكانيك بقسنطينة، على هامش افتتاح الملتقى الوطني الاستراتيجي حول الميكانيك المنعقد أول أمس، أنّ هناك تحركا لإنشاء بنك معلومات لرقمنة قطاع الميكانيك بالتنسيق مع مختلف الفاعلين والمتعاملين الاقتصاديين، في خطوة للدفع بهذا القطاع إلى الأمام، والخروج من التبيعة للخارج.
أوضح رئيس مركز البحث في الميكانيك أن مستقبل الميكانيك في الجزائر مرتبط بالقدرة على التنسيق الفعال بين أربع ركائز؛ حتى يمكن بناء خريطة طريق وطنية تُمكن الجزائر من تقليص التبعية للاستيراد، ورفع مستوى الاندماج الوطني، والانطلاق نحو التصنيع المبتكر، والفعّال.
وحسب البروفيسور حاج محمد بن نية، فإن هذا الملتقى الأول من نوعه على المستوى الوطني، عرف حضور السلطات المحلية، و7 مؤسسات عمومية كبرى، وعلى رأسها العملاق الصناعي مجمع (أ.جي.أم)، و17 مؤسسة خاصة في مجال الميكانيك، ومراكز بحث وطنية، و21 مدير مختبر، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الناشئة، والمشاريع الابتكارية، وحاضنة الأعمال بقسنطينة.
وخلال المداخلة التي قدمها أكد البروفيسور حاج محمد بن نية، قال إن هذا الملتقى فرصة لفتح فضاء للحوار والتشاور بين مختلف الفاعلين في البحث العلمي والصناعة، وإجراء تشخيص موضوعي للوضع الراهن في الميكانيك بتحديد نقاط القوة، والتحديات، وكذا رسم ملامح خريطة طريق وطنية جديدة، تقوم على التعاون، وتوحيد الجهود، واستثمار الذكاء الجماعي.
وحسب البروفسور حاج محمد بن نية، فإن الملتقى يندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية التي تتعلق بالسيادة الصناعية، وبالقدرة على تلبية احتياجات الاقتصاد الوطني، خاصة أن الصناعة باتت تشكل العمود الفقري لكل القطاعات الإنتاجية، مضيفا أن إنعاش الميكانيك في الجزائر بات يرتكز على أربع ركائز متكاملة انطلاقا من الصناعة الوطنية بمؤسساتها العمومية والخاصة، والبحث العلمي والتطوير، والابتكار والمؤسسات الناشئة، والتكامل والتعاون بين جميع الفاعلين.
وأوضح رئيس مركز البحث في الميكانيك بقسنطينة، أن التحول الرقمي أصبح خيارا استراتيجيا لا رجعة فيه. وقال إن الرقمنة في الصناعة الميكانيكية ليست مجرد أداة عصرية، بل هي شرط أساسي للانتقال نحو الصناعة 4.0، ولتحقيق الكفاءة، وضمان القدرة التنافسية للمنتجات على المستويين الوطني والدولي، مضيفا أن الملتقى حرص على إعداد برنامج غني ومتنوع، يتوزع بين جلسات عامة، ولقات بين المسؤولين، والخبراء، والصناعيين.
ومن جهته، أكد السيد جيلالي تصاليت، مدير التطوير التكنولوجي والابتكار على مستوى المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن مثل هذه المبادرات تسمح بمد جسور التقارب بين البحث العلمي والمتعاملين الاقتصادي للدفع بقطاع الميكانيك؛ حيث ألح على ضرورة تكثيف مثل هذه اللقاءات التي يجب أن تكون دورية؛ لوضع خارطة طريق. وقال إن الوزارة جاهزة للتماشي مع هذا البرنامج، الذي يهدف إلى خدمة الاقتصاد الوطني، والتنمية الصناعية، والرفع من نسبة الإدماج الوطني، والتخفيض من نسبة الاستيراد، خاصة في مجال قطع الغيار.
الملتقى عرف مناقشة الاستراتيجيات الوطنية في الميكانيك والصناعة الميكانيكية، والبحث والابتكار، والانتقال نحو الصناعة 4.0، وبناء قاعدة بيانات وطنية للقدرات في الميكانيك، حيث تُوج بورشات عمل تقنية، تتيح تفاعلا مباشرا بين الباحثين والمؤسسات الاقتصادية والصناعية، مع رفع مقترحات وتوصيات عملية في شكل تقرير رسمي، إلى السلطات المختصة ووالي قسنطينة؛ حتى يكون لهذا العمل صدى، وامتداد عملي على المستوى الوطني والمحلي.