عنابة

مخطط لمراقبة البنايات الهشة والآيلة للسقوط

مخطط لمراقبة البنايات الهشة والآيلة للسقوط
  • القراءات: 2171
سميرة عوام سميرة عوام

أطلقت المصالح الولائية بعنابة، مؤخّرا، مخطّط مراقبة البنايات الهشة والآيلة للسقوط بمرافقة أخصائيين ومهندسين لإحصاء السكنات التي تشكّل خطرا على ساكنيها، خاصة المباني الهشة بالمدينة القديمة بلاص دارم، بعد قيام مصالح بلدية عنابة خلال الأشهر الماضية، بتهديم أغلب السكنات غير اللائقة وتشميعها بعد ترحيل عشرات العائلات إلى المدينة الجديدة ذراع الريش ببلدية واد العنب وكذلك الكاليتوسة ببرحال.

حذّرت السلطات الولائية في نفس السياق، من استغلال هذه السكنات التي تُعدّ خطرا على المواطنين بعد أن تحوّلت منطقة بلاص دارم إلى مركز عبور. ولتفادي مثل هذه التجاوزات شكّلت السلطات الولائية خلية تضمّ ممثلين عن قطاع التعمير وديوان الأكرافا والسكن، وكذلك المجالس البلدية المعنية لمواجهة هذه الظاهرة التي باتت تثير القلق.

وفي سياق آخر، تسجل المصالح الولائية بعنابة نحو 800 بناية تمّ عرضها مؤخرا على مكاتب الدراسات لإعداد دراسة خاصة بها، ومن ثمّ تصنيفها ضمن الملفات التي ستستفيد من عملية الترميم، علما أنّ هناك 15 بناية أخرى موزعة على أحياء برمة الغاز و«جبانة اليهود و«لاكلون تنتظر التهيئة منذ سنوات، فيما بدأت الجهات المعنية في عملية التعديل الجزئي لمخطط شغل الأراضي الذي يشمل البلديات الكبرى، منها عنابة وسط والحجار وبرحال.

وبالموازاة مع ذلك يتابع ديوان الأكرافا ومصالح بلدية عنابة، مشروع حماية المدينة القديمة بلاص دارم من الانهيار. وقد تمّ في هذا الصدد، وضع بناياتها منذ 7 أشهر بعين الاعتبار؛ للحفاظ على عمرانها وإعادة تهيئتها بدون المساس بهندستها المعمارية التي تعود للحقبة العثمانية، فيما تسعى المصالح المعنية لحماية المدينة العتيقة من الانهيار، مع تحويلها إلى متحف عمراني ومنطقة جذب سياحي وتاريخي.

شُيّدت خلال الشهرين الأخيرين ... إزالة كل البنايات غير المرخّصة

شنت المصالح الولائية بعنابة، أول أمس، حملة واسعة لتهديم كل السكنات الفوضوية والمحلات التي تم بناؤها خلال الشهرين الأخيرين بدون الحصول على تراخيص. وقد أرجعت المصالح انتشار هذه الظاهرة مؤخرا نتيجة الظروف السياسية الراهنة التي استغلها البعض، إلى الاستحواذ على الأراضي لتشييد محلات تجارية وبنايات بدون رخصة.

مسّ مخطط مواجهة البناء غير الشرعي الذي دخل مرحلته الثانية، منطقة سيدي حرب رقم 2، حيث تمّ، أول أمس، تهديم بناية أقامها صاحبها على أراض تابعة للدولة، استحوذ عليها صاحب المسكن بعدما سُيّجت في وقت سابق. كما أُزيل مسكن آخر تم تحويله من طرف شخص إلى محل على مستوى الطريق الوطني رقم 44؛ تحسّبا لرمضان من أجل التجارة.  وبرمجت المصالح المحلية في هذا الصدد، هدم عدة بنايات خلال الأيام القادمة، منها إزالة 17 سكنا فوضويا موزعة على الفخارين وبوحديد سيدي حرب.

وفي سياق متصل، أكد والي عنابة بعد اطلاعه على الملف، ضرورة التنسيق بين كلّ الجهات الأمنية المعنية وكذلك رؤساء القطاعات الحضرية، للتصدي لهذه الظاهرة، مع توسيع عملية تطهير النسيج العمراني بعنابة، والتقليص من حجم السكنات الهشة التي شوّهت المنظر العام للبلديات الساحلية، ويحدث هذا عشية التحضير لانطلاق موسم الاصطياف.

من جهة أخرى، أحصت المصالح الولائية بعنابة منذ الشروع في تجسيد برنامج هدم البنايات الفوضوية الذي دخل حيز التنفيذ سنة 2018، إزالة نحو 1890 سكنا غير لائق، واسترجاع أراض بُنيت عليها هذه السكنات، واستغلالها في بناء مشاريع استثمارية أخرى، علما أن هذه البنايات كانت موجودة في وقت مضى بمناطق طاشة وسيدي عمار وبلديتي الحجار والبوني.

وستستمر حملة تهديم السكنات الهشة التي بنيت على أراضي الدولة، حسب مصادر المساء، بكل من عين الباردة وبرحال والبوني والحجار وغيرها حتى نهاية شهر جوان القادم.