"المساء" ترافق جهود مكافحة حرائق الصيف بالعاصمة

مخطط لحماية الغطاء النباتي واستحداث مساحات أخرى

مخطط لحماية الغطاء النباتي واستحداث مساحات أخرى
  • 83
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

تواصل مصالح ولاية الجزائر في إطار موسم الاصطياف 2025، حملاتها التحسيسية وحملات التنظيف للوقاية من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، تحت شعار "صيف بدون حرائق"، بإشراف السلطات المحلية والأمنية، ومحافظة الغابات، وبمشاركة واسعة من مختلف القطاعات ذات الصلة، حسبما لاحظت "المساء" خلال خرجتها الميدانية إلى غابة "بينام".

وانطلقت الحملة من غابة "بينام" بتاريخ 26 جويلية المنصرم، وستستمر الى غاية 16 أوت الجاري بأعالي بلدية الحمامات غرب العاصمة، حاملةً معها رسائل توعوية هادفة إلى تعزيز ثقافة الوقاية، والحد من الأخطار المرتبطة بالارتفاع الموسمي في درجات الحرارة، خاصة ما يتعلق بحرائق الغابات والحقول والمحاصيل الزراعية.

وشارك في هذه القافلة ممثلون عن القطاعات المعنية؛ مصالح الحماية المدنية، ومحافظة الغابات، ومديرية الأشغال العمومية، والإدارة المحلية، والمصالح الفلاحية ومديرية البيئة، إلى جانب ممثلين عن الجمعيات الناشطة في المجال البيئي، وكذا الصيادين، وأفراد الكشافة الإسلامية الجزائرية، في مشهد يعكس روح التعاون والتضامن بين مختلف الفاعلين. وفي هذا الإطار، شددت مصالح ولاية الجزائر على أهمية تعزيز جهود التحسيس والتعبئة المجتمعية للحد من الكوارث البيئية التي تتكرر صيفا، مشيرة إلى ضرورة التحلي بالوعي والمسؤولية الجماعية للحفاظ على الثروة الغابية والفلاحية، باعتبارها من أهم ركائز الاقتصاد المحلي.

وشددت نفس المصالح المشاركة على أهمية التبليغ المبكر عن أي بؤر حريق، والتقيد الصارم بتعليمات الوقاية، خاصة من قبل الفلاحين والمواطنين القاطنين بالمناطق الريفية والغابية، حيث يتم توزيع مطويات إرشادية، وتنظيم لقاءات توعوية على هامش مرور القافلة بعدد من الدوائر والبلديات. وتُعد هذه المبادرة إحدى المحطات المهمة ضمن البرنامج السنوي للوقاية من حرائق الغابات، الذي تحرص السلطات المحلية على تنفيذه بالتنسيق مع كل الفاعلين، في سبيل الحد من الخسائر البشرية والمادية، التي قد تنجم عن حرائق موسمية، يمكن تفاديها عبر الوقاية والتحسيس.

 من أجل صيف دون حرائق

وفي إطار التحضير لحملة مكافحة حرائق الغابات لموسم 2025 وتثمين واستغلال الفضاءات الغابية الجوارية والترفيهية والرياضية لصالح سكان ولاية الجزائر، نظمت مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر، ممثلة في مقاطعة الغابات بالحمامات، حملة نظافة واسعة على مستوى غابة "بينام" بمشاركة البلديات المجاورة.

كما سطرت مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر بالتنسيق مع الجمعية الولائية للشباب، برنامجا يتضمن عدة حملات للتشجير والحفاظ على البيئة على مستوى مختلف بلديات العاصمة، بإشراك مختلف أطياف المجتمع المدني. وتم تسطير هذا البرنامج من أجل القيام بحملات تشجير، بتأطير ومرافقة تقنية من قبل مقاطعات الغابات المختصة إقليميا، التي تتكفل بتوفير شتلات الغرس، وضمان تكوين قصير المدى لأعضاء الجمعية حول تقنيات الغرس الصحيحة، وخطوات الاعتناء بالمغروسات في موسم الحر.

وفي ما يخص الوقاية من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، أكدت مصالح ولاية الجزائر لـ "المساء"، أنها بدأت في عمل استباقي منذ بداية موسم الاصطياف بالتعاون مع مختلف الشركاء والفاعلين، على غرار مصالح الغابات، ومديرية الحماية المدنية، والدرك الوطني، من خلال عقد عدة اجتماعات تنسيقية، من أجل مباشرة التوعية والتحسيس لفائدة المواطنين بصفة عامة، خاصة الذين يقطنون بالقرب من الغابات، وكذا الفلاحين؛ تجنبا لنشوب حرائق على المحاصيل الزراعية، التي تعود أغلب أسبابها إلى شرارات في آلات الحصاد، أو أسباب أخرى، يضيف المصدر.

وأوضح أحد المشاركين في حملة النظافة بـ "بينام"، أن هذه العملية التحسيسية التي تقوم بها مصالح ولاية الجزائر، تجري بالغابات، حيث تتواجد العائلات، ويتم توعيتهم بعدم نصب موائد الشواء، لتجنب نشوب حرائق، مع توعية رواد هذه المساحات الخضراء بتجنب هذه التصرفات، التي من شأنها أن تتسبب في اندلاع النيران.

غرس 235 ألف شجرة خلال موسم 2024- 2025

أكدت مصالح ولاية الجزائر لـ "المساء" أنه تم غرس أكثر من 235 ألف شجيرة بالجزائر العاصمة خلال موسم التشجير 2024- 2025، من بينها أشجار غابية، وأخرى ملائمة للمحيط العمراني، علما أن 52 ألف شجيرة من العدد الإجمالي تم جلبها من المشتلة الإدارية لمديرية الغابات والحزام الأخضر في إطار مشاريع تنموية ممولة من ميزانية الولاية.

وفي سياق متصل، تم غرس 400 شجيرة صنوبر حلبي، حيث أكدت المصالح أن حملات التشجير تساهم في التصدي لظاهرة التصحر بمشاركة مختلف شرائح المجتمع، بما في ذلك المجتمع المدني والمؤسسات التربوية، علما أنه لم تسجَّل أي حرائق بالعاصمة خلال الفترة الأخيرة، بفضل جهود السلطات العمومية، وتوعية المواطنين.

وأشار مصدرنا في هذا السياق، إلى أن الغابات تلعب دورا اقتصاديا بارزا، من خلال توفير الغذاء والثروات الطبيعية وفرص العمل، مبرزا أهمية مشروع إعادة تهيئة وتوسيع السد الأخضر الذي انطلق سنة 2023 تحت إشراف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والذي يهدف إلى توسيع المساحات الغابية، وزراعة أصناف جديدة من الأشجار، بما يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.