باستغلال مقوماتها الطبيعية والتاريخية

مخطط لبعث السياحة بقسنطينة

مخطط لبعث السياحة بقسنطينة
  • القراءات: 743
زبير. ز زبير. ز

قدمت لجنة السياحة بالمجلس الشعبي الولائي، مقترحات للنهوض بقطاع السياحة بعاصمة شرق البلاد، بالنظر إلى مقوماتها السياحية الكبيرة، والتي يمكن أن تجعلها رائدة في هذا المجال في حال تم معالجة هذا الملف بالجدية اللازمة. ووصف أعضاء اللجنة القطاع بالضعيف، مؤكدين أنه لا يوجد تصور واضح للاستثمار السياحي بالولاية، منبهين إلى النقص الكبير في الأوعية العقارية المخصصة للمشاريع السياحية، حيث اعتبرت أن تطور قطاع السياحة مرتبط بتطور البنى التحتية.

وطالبت اللجنة لأجل ذلك بتشجيع الاستثمار في المرافق السياحية  بالولاية، مثل غابتي البعراوية والحمبلي التابعتين لبلدية ابن باديس، وكذا غابة شطابة، وجعلها في متناول الزائر، مع التركيز على تحسين وتطوير التكوين المتخصص في السياحة، وذلك عن طريق فتح العديد من المعاهد ومدارس التكوين وفق المعايير الدولية المعمول بها. وحسب أعضاء لجنة السياحة بالمجلس الشعبي الولائي، فإن تطور قطاع السياحة مرتبط بشكل كبير، بتطوير قطاع النقل، مقترحين توسيع مخطط النقل الجوي، وفتح خطوط دولية جديدة، من شأنها المساهمة في تحسين الخدمات، وتذليل العقبات الإدارية، وتسهيل إجراءات دخول الأجانب، إلى جانب توفير تدابير أمنية وصحية وخدماتية على مستوى كل هياكل الاستقبال.

كما طالب أعضاء اللجنة، بإعادة النظر في تهيئة درب السياح، لما له من تأثير على التدفق على المقاصد السياحية بالولاية، إلى جانب استحداث تطبيق رقمي لكل معالمها، والاجتهاد في استحداث مناطق للتوسع السياحي، مثل ما هو معمول به في باقي ولايات الوطن، واستغلال منطقة "جنان التشينة" مقابل حديقة باردو لهذا الغرض. وطالب نواب الولاية بإعادة النظر في مشروع قصر المعارض قرب قاعة العروض الكبرى أحمد بأي " الزنيت" بسطح عين الباي، الذي لايزال وضعه مبهما بعد فسخ الصفقة مع الشركة الإسبانية التي كانت مكلفة بالدراسة، خاصة أن المشروع كان من المفروض تسليمه ضمن مشاريع قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، معتبرين أن مدينة محورية مثل قسنطينة، تحتاج إلى قصر للمعارض، من شأنه أن يعطي دفعا للقطاع السياحي، ويحرك الاقتصاد المحلي. وركزت لجنة السياحة في تقريرها على أهمية دور الصناعات التقليدية والحرفية في ترقية المقصد السياحي لمدينة الصخر العتيق، حيث اقترحت إنشاء ورشات وهياكل مختصة، إضافة إلى تسويق المنتجات التقليدية في ولايات الوطن الأخرى، ولم لا تصديرها إلى الخارج، مع تشجيع تنظيم معارض دائمة للصناعات التقليدية في فضاءات وأماكن قارة ومعلومة، مثل نصب الأموات، وضريح ماسينيسا، والموقع الأثري تيديس، وتشجيع الوكالات السياحية والفنادق في المدينة، على تنشيط السياحة المحلية، واستغلال المناسبات الوطنية والعطل، لتقديم عروض وخدمات بأسعار تنافسية.

ولفتت توصيات نواب المجلس الولائي إلى ضرورة إنشاء فضاء تجاري للحرفيين، بهدف ترويج الصناعات التقليدية بساحة "لابريش" بوسط مدينة قسنطينة، والإسراع في تنفيذ البرامج والمشاريع المسطرة، وتلك التي هي قيد الإنجاز، مع رد الاعتبار للمدينة القديمة بمساجدها العتيقة وزواياها ودورها وأزقتها، التي تمثل أساس بعث السياحة الثقافية والدينية، مع ضرورة حماية وصيانة وحسن تسيير جميع المعالم السياحية بقسنطينة، وإعادة تنشيط الديوان الوطني لتسيير الممتلكات السياحية. كما اقترحت اللجنة إعطاء الدعم المادي والمعنوي للجمعيات النشطة في المجال السياحي، وإعادة تنشيط الديوان المحلي للسياحة، ليلعب الدور المنوط به في الإرشاد والترويج للوجهات الداخلية في قسنطينة، وتشجيع كل مبادرات الترويج الإعلامي للمقصد القسنطيني، وتعميم المنصات الرقمية، ووضع الدعائم الإعلامية المتنوعة في خدمة ومتناول الراغبين في زيارة قسنطينة، مع ضرورة توفير الإقامة للزوار.

ومن ضمن اقتراحات لجنة السياحة للنهوض بالقطاع، القيام بتسويق التراث السياحي لقسنطينة، وذلك عن طريق التواجد في الصالونات الوطنية والدولية المختصة في هذا المجال، والقيام بعمليات الإشهار والإعلام للمؤهلات والمكونات التي تزخر بها، وإنشاء بنك للمعلومات والإحصاءات السياحية الخاصة بالولاية، وبذلك تتكون قاعدة بيانات تعتمد عليها في عملية التخطيط والترويج والاهتمام بتطوير تطبيقات إلكترونية، تتماشى مع الجيل الحالي، يمكن استغلالها على الأجهزة المحمولة الذكية، ويمكنها توفير الخدمات للسائح المحلي أو الأجنبي.