مؤسسة القصبة تدعو إلى استرجاع التحف من فرنسا

مخطط ترميم المحروسة تنقصه الديناميكية الفعّالة

مخطط ترميم المحروسة تنقصه الديناميكية الفعّالة
  • القراءات: 777
مريم. ن مريم. ن

استقبل أمس منتدى المجاهد رئيس مؤسسة القصبة السيد بلقاسم باباسي بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للقصبة المصادف لـ23 فيفري، قدم فيه رفقة نائبه الدكتور رضا عمراني مختلف المساعي لإعطاء دفعة أقوى لمشروع ترميم القصبة، كما استعرض بالمناسبة مساعي الجزائر لاسترجاع بعض القطع والرموز التاريخية التي لا تزال قابعة بالتراب الفرنسي. دعا السيد باباسي في البداية إلى وقفة ترحم على أرواح شهداء الجزائر من بينهم شهداء القصبة البالغ عددهم 3 آلاف شهيد، ليؤكد أن الدولة تعمل ما في وسعها لإعادة القصبة إلى سالف عهدها، كذلك الحال بالنسبة لبعض المؤسسات التي لم تقصر منها الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية وعلى رأسه السيد زكاغ، لكن رغم ذلك لا يزال الأمر يتطلّب تدخل المختصين والمعنيين سواء من الجهات الرسمية أو من خلال جمعيات المجتمع المدني.

من جهته أكد الأستاذ عمراني، أن القصبة كانت لمدة 3 قرون (ابتداء من سنة 1518) عاصمة للدولة الجزائرية الحديثة، وعقدت فيها 147 اتفاقية دولية مع الدول العظمى ونتيجة هذا الثقل فإن الواجب يتطلب حمايتها وبذلك تكفّلت الحكومة بالمشروع خاصة منذ تصنيف القصبة كتراث عالمي في 92. أما مؤسسة القصبة فدعت إلى حماية هذا المعلم منذ 98 مع غيره من معالم الجزائر لدحض الدعاية الاستعمارية التي تروج بأن الجزائر كانت عبر التاريخ مستعمرة بينما الصحيح أنه من بين 3 آلاف سنة من عمر الجزائر لا نجد سوى 200 سنة استعمار بما في ذلك الاستعمار الفرنسي. استعرض المتدخل النصوص القانونية التي وضعتها الدولة للتكفل بالمعلم وصولا إلى النصوص التطبيقية ثم مخطط حفظ القصبة رغم أن الآليات بقيت محدودة الفعالية.

وثمّن المتحدث بالمناسبة موقف الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي طلب من المؤسسات المعنية استشارة مؤسسة القصبة التي بها خبراء في التاريخ والآثار ومهندسون وتقنيون وغيرهم من الإطارات الكفأة. حث المتحدث على ضرورة وضع مخططات مضبوطة ومنسجمة ليكون التدخل مباشرا مع استحداث جانب التسيير في المشروع، واستعرض السيد عمراني، الكثير من مشاكل القصبة اليوم، منها التنظيف وترميم البيوت والمرافق وغيرها، متمنيا أن تكون القصبة ضمن مشروع "العاصمة 2028" وتكون في مستوى الورشات الكبرى والفعّالة التي تعمل اليوم. طالب المتحدث بإرجاع القصبة إلى البحر الذي كان رمز مجدها من خلال استرجاع بعض الموانئ الصغيرة منها مزوار ورأس المور، وكذا تفعيل متحف البحرية، حيث لاتزال الجزائر ترقد على كنوز لا تقدّر بثمن ما تزال غارقة في عمق البحر. 

كما تحدث باباسي، عن دور القصبة الاقتصادي،كما كانت في الستينيات والسبعينيات تجلب وفود السياح، مركّزا على دور الحرفيين الدليل السياحي الذي يعاني اليوم الفوضى، مشيرا إلى أنه سبق وأن كوّن 50 مرشدا بالمدرسة العليا للسياحة، وتمنى أيضا أن تعود بهجة ساحة الشهداء التي كانت أشهر من ساحة مراكش اليوم، منوها بالأمن الذي يسود القصبة اليوم. وفي سياق متصل، أكد الأستاذ باباسي، أن فرنسا نهبت التراث الجزائري منذ سنة 1830 وحتى الاستقلال، وأخذت إلى ترابها روائع لا تقدّر بثمن بعضها قابع في المتاحف والقصور وأخرى ضاعت أو سرقت من طرف المنظمة السرية لليد الحمراء "أواس".

أشار المتحدث إلى أنه كلّف بالذهاب إلى فرنسا لرؤية بعض الأشياء التي اقترح تسليمها منها مفاتيح مدينة الجزائر، وقال إن المدينة لم يكن لها مفاتيح عكس الرواية الاستعمارية، وما رآه كان عبارة عن مفاتيح لغرف وكانت مزوّرة وتم اكتشاف لوحة تشكيلية قيّمة وأصلية، ولا تزال قطع أخرى نطالب بها منها جهاز فلك متطور، وساعة الداي المذهبة التي أهدتها له الولايات المتحدة، وساعة أخرى ضخمة أهداها للداي لويس 14 سنة 1682 وغيرها كثير، علما أن المروحة استعادها الدكتور بوشامة. الأهم في كل ذلك أن المتحدث طالب الدولة بالتدخل لاسترجاع رؤوس أبطال المقاومة ومنهم بوبغلة، والشيخ بوزيان والدركاوي، وحاج موسى وغيرهم الموجودة بمتحف باريس في علب أحذية، وعلى الدولة إعادة دفنهم بمراسيم جنائزية رسمية في مقبرة العالية، وأن تعيد تركيب وجوههم كما تفعل بعض الدول التي كان لأبطالها نفس المصير مع الاستعمار. بالنسبة لمدفع بابا مرزوق، فلا تزال أسرار صناعته تحير خبراء أوروبا، لكن الكثير من أعضاء الطبقة السياسية والجمعيات الفرنسية تدافع عن فكرة تسليمه للجزائر.