أمام تدهور بعض المؤسسات التربوية بقسنطينة
مخاوف من تكرار سيناريو الدخول المدرسي الماضي

- 912

تواجه العديد من المدارس الابتدائية بمختلف بلديات ولاية قسنطينة، مشكل قلة الصيانة والترميم، وضعف الميزانية التي تسمح بالتهيئة، وتجديد الوسائل، في ظل عدم قيام الكثير من المجالس البلدية، بدورها في الحفاظ على هذه المرافق، التي تقع تحت سلطتها من حيث التسيير، حسب إجماع جمعيات وممثلي أولياء التلاميذ.
جدّد أولياء التلاميذ بقسنطينة، تخوفهم من الدخول المدرسي الذي تفصلنا عنه أسابيع فقط، بسبب تكرار معاناة أبنائهم كل موسم دراسي نتيجة تدهور وضعية المؤسسات التربوية، وفي مقدمتها المدارس الابتدائية التي تمثل نسبة هامة من مجموع المرافق التي يضمها قطاع التربية بالولاية، والتي تخضع من حيث التسيير، للمجالس البلدية المنتخبة؛ حيث أكد ممثلون عن الأولياء، أن جل المرافق التربوية المنتشرة عبر تراب الولاية، تعرف تدهورا كبيرا، أثر على ظروف التدريس، بسبب عدم التحكم في الوضع، معلنين عن تخوفهم من الأخطار العديدة التي تحدق بأبنائهم داخل مؤسسات متهالكة وغير مجهزة وتفتقر لحد أدنى من النظافة في الكثير من المناطق.
وطالب أولياء التلاميذ بتدخل الوصاية لتصحيح مواضع الخلل، والتكفل بالنقائص التي تعرفها المؤسسات التربوية، التي تعاني تدهورا بسبب توقف عمليات الترميم، التي عادة ما تتم قبل بداية الموسم الدراسي ببعض المؤسسات، من جهة، أو سياسة الترقيع التي تقوم بها بعض المقاولات، التي تتسبب في مضاعفة حجم المشاكل، خاصة ما تعلق بالصيانة وغيرها، من جهة أخرى؛ إذ تتحول الكثير من المدارس بعد ترميمها، إلى مجمعات مائية خلال فصل الشتاء، وتصبح أقسامها غير قابلة لاستقبال التلاميذ بسبب تسرب مياه الأمطار من الأسقف، وكذلك الحال بالنسبة لاهتراء الكراسي والطاولات، وغياب التدفئة في الأقسام، وهي كلها مشاكل تطفو على السطح مع كل دخول مدرسي.
مدارس آيلة للانهيار
أثار، في هذا الشأن، أولياء تلاميذ مدرسة وهاب بشير بحي الثوار المعروف برود براهم ببلدية قسنطينة، وضعية هذه المؤسسة، التي كانت محط زيارة سابقة للوالي محمد ساسي أحمد عبد الحفيظ الشهر الفارط، للوقوف على الوضعية المزرية التي يشهدها هذا المرفق التربوي في مجال الترميم؛ إذ أصبحت، حسب المشتكين، غير صالحة لمزاولة الدراسة بها بسبب الخطر الكبير الذي يواجه التلاميذ بعد سقوط جدارها على المقبرة المجاورة للمدرسة.
حيث كان المشكل محل احتجاج الأولياء والمعلمين، الذين طالبوا بإيجاد حل لها قبيل حدوث كارثة، غير أن تعليمات الوالي باتخاذ الإجراءات الاستعجالية وبناء حائط جديد بدل الذي إنهار، ضُربت عرض حائط رغم اقتراب موعد الدخول الذي يفصلنا عنه أسابيع قليلة. والحال نفسها بالنسبة للمدرسة الابتدائية قوميدة علي ببلدية عين عبيد، التي تشهد وضعية كارثية، استدعت مطالبة الأولياء القائمين على قطاع التربية، بإيفاد لجنة للوقوف على ترميمات الجناح البيداغوجي المتضرر بالمدرسة، والذي يسير، حسبهم، بطريقة عشوائية بدون أي دراسة. أما مدرسة 16 أفريل بالقصبة، فقد أكد الأولياء أنها في حالة مزرية، وهم متخوفون من خطر انهيار الأسقف على أبنائهم؛ لأنها لم ترمم منذ سنوات طويلة.
مراحيض بدون ماء.. والأمراض المتنقلة خطر داهم
وتحدّث المشتكون إلـى "المساء"، عن النقائص الأخرى التي تشهدها المدارس الابتدائية، على غرار الحالة المزرية للمراحيض، وانعدام المياه داخل كثير من الابتدائيات؛ ما حوّلها إلى بؤرة لتنقّل الأمراض المعدية جراء قلة النظافة في دورات المياه، وحرمان التلميذ من تنظيف اليدين بسبب جفاف الحنفيات في أغلب أيام الموسم الدراسي، موضحين أن الأمراض التي ينقلها التلميذ تصل إلى باقي أفراد الأسرة، التي أضحت، بدورها، مهددة في صحتها وسلامتها.
ولعل ما زاد من تخوفهم انتشار وباء كورونا، وتخوفهم الكبير من الفيروس الذي يستوجب الاهتمام بالنظافة قبل أي شيء آخر، حيث قال أولياء أمور ابتدائية مولاي محمد بحي الجباس القديم، إن المدرسة لازالت تعرف نقائص كبيرة في مجال النظافة رغم إعادة ترميمها في السنوات الفارطة، ناهيك عن الوضعية الكارثية للطاولات والكراسي، وهي حال العشرات من المؤسسات، حسب الأولياء، بالمدينة الجديدة علي منجلي وكذا ماسينيسا، التي تعرف مراحيضها وضعية صعبة بسبب غياب عمال النظافة من جهة، والمياه من جهة أخرى؛ ما جعل المديرين، حسب تأكيد الأولياء، لا يسمحون للتلاميذ بدخولها.
وانعدام التدفئة من المصاعب التي تؤرق الأولياء خلال فصل الشتاء، وتجعل الطفل ينفر من الدراسة، ويختلق الأسباب كي يتغيب في أيام العواصف الثلجية والأمطار الغزيرة. ويجبر هذا الوضع جمعيات أولياء التلاميذ على التدخل في كل مرة؛ بجمع الإعانات، واقتناء التجهيزات اللازمة؛ كمساهمة منهم لتحسين ظروف التمدرس، لا سيما بالمناطق التي أحصيت ضمن مناطق الظل، وكذلك الحال بالنسبة لمشكل نقص عمال الصيانة والتنظيف الذي أثاره الأولياء؛ إذ إن جل المؤسسات التربوية تعاني هذا المشكل بعد أن تم تحويل نسبة منهم إلى المطاعم المدرسية لإعداد الوجبات وتوزيعها على التلاميذ، مقابل إسناد مهمة التنظيف للحراس، الذين يكتفون، في الغالب، بكنس الأقسام.
سباق ضد الساعة لتدارك النقائص
جدير بالذكر أن والي قسنطينة ساسي أحمد عبد الحفيظ، كان ترأّس، مؤخرا، اجتماعا بحضور الأمين العام للولاية وكل رؤساء الدوائر والمجالس الشعبية البلدية، وشركة "سياكو"، وشركة سونلغاز. وتضمّن جدول الأعمال دراسة وضعية المؤسسات التربوية (مدارس، إكماليات، ثانويات) سواء الجديدة التي من المنتظر فتحها في الموسم الجديد 2021- 2022، أو القديمة التي لحقت بها أضرار تخص البناء، والتي سيعاد تهيئتها. وبعد الاستماع لكل المتدخلين أمر الوالي شركة سونلغاز بالتسريع في ربط المؤسسات الجديدة بالرتبة والتوسعة الغربية ومناطق أخرى، بالغاز والكهرباء، وكذلك بالنسبة لشركة "سياكو" أمرها بالانتهاء من أشغال الربط بالمياه والصرف الصحي خلال هذا الشهر تحسبا للدخول المدرسي.
كما أكد على رؤساء الدوائر ورؤساء البلديات، المتابعة الشخصية لذات المشاريع، والانتهاء منها جميعا في غضون أسبوعين، مع الانتهاء من جميع الإجراءات الإدارية التي تخص الصفقات أو الاستشارات الخاصة بالإطعام المدرسي، وكذلك الخاصة بالنقل المدرسي؛ بتوفير الحافلات الكافية، وإنشاء خطوط جديدة للمناطق التي أنشئت حديثا؛ كالرتبة على سبيل المثال، وكذا الانتهاء من جميع القوائم، وتحضيرها قبل الدخول المدرسي المقبل، والتي تخص منحة التضامن المدرسي 5000دج. أما بالنسبة للبروتوكول الصحي، فقد أمر الوالي ممثل مدير الإدارة المحلية ورؤساء البلديات، باقتناء جميع المواد التي تدخل في الوقاية من كوفيد 19(مواد تعقيمية، كمامات) حتى نضمن دخولا اجتماعيا آمنا.