حمام ربي بسعيدة

محطة حموية للتداوي والراحة

محطة حموية للتداوي والراحة
  • القراءات: 3100
❊ح. بوبكر ❊ح. بوبكر

تتميّز ولاية سعيدة بحماماتها المعدنية المنتشرة عبر مختلف بلدياتها، وتعتبر الثروة الأولى في القطاع السياحي بالمدينة، ومن أشهرها «محطة حمام ربي»، «سيدي عيسى» و»عين السخونة» وغيرها من الحمامات التي تحوي مياه صحية تستقطب الآلاف من الزوار من مختلف الولايات وحتى من خارج الوطن، من أجل طلب العلاج والانتفاع بمياهها الساخنة. وينصح العديد من الأطباء مرضاهم بالتوجه إلى هذه المرافق الطبيعية، قصد العلاج من جهة والاستجمام من جهة أخرى.

وقفت «المساء» في جولة ميدانية استطلاعية بهذه المحطة المعدنية لحمام ربي، حيث تم تسجيل إقبال وتوافد كبيرين للمواطنين على هذا المرفق السياحي التابع إقليميا لبلدية أولاد خالد، والواقع على  مستوى الطريق الوطني رقم 6، الرابط بين سعيدة وولاية معسكر على بعد 11 كلم على مقر الولاية.

ورغم حرارة الطقس، إلا أن الزوار يقصدون «حمام ربي» بحثا عن العلاج والراحة الجسدية والنفسية، مع العلم أنّ مياه الحمام الطبيعية تصل حرارتها إلى 48 درجة مئوية بقوة دفع 6 لترات في الثانية، حيث يعود وجود هذا الحمام إلى دخول المستعمر الفرنسي إلى الجزائر، وكان يسمى وقتها بـ»حمام الربيع»، ولأن اللغة الفرنسية لا يوجد فيها حرف «العين»، سُمي بـ»حمام ربي» بدل الربيع، كما أكّده لنا  السيد محمد القادم من ولاية وهران، الذي اعتاد زيارة هذا الحمام الذي كان يرتاده كل نصف شهر لعلاج مرض الروماتيزم الذي يعاني منه منذ مدة طويلة، حيث أكد على تحسن حالته الصحية تدريجيا  بفضل مياه الحمام الطبيعية.

أما السيد خالد الذي جاء من ولاية تيارت، فأوضح أنّ مياه هذا الحمام مفيدة جدا للصحة، خصوصا وأنه سمع أنّ الكثير من الحالات قد شفيت تماما من أمراض مختلفة كانت تعاني منها، وهو ما شجعه على المجيء إليه.

ومن جهته، صرّح السيد رشيد القادم من ولاية البيض، أنّ الحمام أصبح ملاذا للكثير من المواطنين الذين يأتون من كل مكان للاستجمام والعلاج فيه، داعيا إلى ضرورة توفير أماكن للترفيه والتنزه، وإقامة المرافق الخدماتية تماشيا مع مطالب الزائرين.

ارتياح للخدمات

ويقدم هذا المرفق السياحي خدمات مختلفة، حيث يضم بانغالوهات مجهزة ومطعم بطاقة استيعاب تقدر بـ40 مقعدا، إضافة إلى حمامين جماعيين، واحد خاص بالرجال والآخر بالنساء إذ يتسع كلاهما

لـ20 شخصا، كما يحتوي الحمام أيضا على 59 حوضا مائيا  للرجال والنساء للاستفادة من مياهه الطبيعية، وحديقة، ومقهى وقاعة شاي، وكذا مساحة مخصصة للأفراح والحفلات في الهواء الطلق، مع توفير مساحة للعب الأطفال ومساحات خضراء، وكذا مرآب للسيارات، كما تتوفر المحطة على جناح للتداوي مجهز بالمعدات العصرية الضرورية، وغرف للتدليك والاسترخاء والمعالجة الكهربائية للعلاج باستعمال المياه والأجهزة المستخدمة.

وتسجل المصلحة يوميا ما بين 16 إلى 20 مريضا، وأغلبهم من كبار السن والمرضى الراغبين في الحصول على الهدوء والسكينة والعلاج.

وفي هذا الصدد، عبّر الزوار عن ارتياحهم للخدمات المقدمة، رغم أنّ ساعات الانتظار ترهقهم كثيرا بسبب طاقة الاستقبال التي تظل غير كافية، أمام التدفق الواسع للمواطنين خاصة في العطلة الشتوية، علما أنه من المنتظر أن يعرف حمام ربي عملية توسيع هامة حسبما أكده مسؤولو هذه المحطة  المعدنية، وذلك من خلال إنجاز فندق بـ5 طوابق، يسهر على تقديم مختلف الخدمات والمرافق الحيوية للزوار، وذلك بإشراف من مؤسسة اسبانية بهدف ترقية الوجه السياحي والحموي بالمنطقة، وجعل الحمام  محطة هامة لتشجيع الاستثمار ودعم السياحة المحلية بولاية سعيدة.