عمارات صالح بودراع بقسنطينة

محتشد استعماري يضم عشرات العائلات

محتشد استعماري يضم عشرات العائلات
  • القراءات: 1032
شبيلة.ح شبيلة.ح

ينتظر سكان عمارات بودراع صالح في بلدية قسنطينة، على أحر من الجمر، التفاتة السلطات المحلية لانشغالهم، حيث طالبوا المسؤول الأول عن الولاية، تنفيذ وعود الولاة المتعاقبين على قسنطينة، بتعجيل ترحيلهم نحو سكنات اجتماعية لائقة بالمدينة الجديدة علي منجلي، أو ماسينيسا، كما تساءل السكان، عن سبب عدم شروع السلطات المعنية، في هدم العمارات الشاغرة، رغم الإعلان عن هذا القرار منذ 2016.

هددت قرابة 400 عائلة متبقية من سكان عمارات بودراع صالح، والتي هي عبارة عن محتشدات شيدت في العهد الاستعماري، بتصعيد الوضع والإصرار على الاحتجاج، في حال عدم استجابة السلطات لانشغالهم، حيث أكدت العائلات المعنية، أنها لا تزال إلى حد الساعة، تنتظر منحها سكنات حضرية لائقة، رغم أن أفرادها تقدموا إلى المصالح المعنية، وعلى رأسها مصالح الدائرة عدة مرات، للتكفل بانشغالاتهم، وفي مقدمتها ترحيلهم من سكناتهم التي تعرف وضعية كارثية، بسبب ضيقها، واحتوائها على غرفة ومطبخ، غير أنهم قوبلوا بوعود شفهية كثيرة، لم تجسد على أرض الواقع، ولم تغير حالتهم.

أفاد قاطنو هذا التجمع الذي رُحّل جزء من سكانه، نحو سكنات اجتماعية سنة 2016، أن رئيس الدائرة السابق، كان قد وعدهم باستقبال أعضاء جمعية الحي أو ممثلي السكان، لإيجاد مخرج لهذا الوضع، غير أن ذلك لم يحدث.

أضاف السكان أن وضعيتهم زادت سوء، بسبب تجاهل السلطات المحلية لمشاكلهم، التي تفاقمت بعد ترحيل جزء من سكان العمارات المذكورة، حيث لم تقم بعدها السلطات، باتخاذ أي قرار بشأن العمارات الشاغرة التي باتت تشكل خطرا عليهم وعلى أبنائهم، كونها باتت مرتعا للمنحرفين، الذين يقومون كل ليلة وفي غفلة من مصالح الأمن، باحتلال العمارات الشاغرة التي حولوها إلى بؤرة للانحراف وتعاطي المخدرات، وهو ما جعل السكان يخشون على أنفسهم، بسبب الاعتداءات والسرقات، وغيرها من المشاكل التي تهدد أمنهم وتشكل إزعاجا كبيرا لهم.

أكد المشتكون، أنهم يعيشون حياة مزرية وسط حلقة مفرغة، عنوانها لامبالاة الجهات الوصية، حيث تسبب تجاهل المسؤولين المتعاقبين على الولاية ـ حسبهم- في جعلهم يعيشون الجحيم ويتعرضون للعديد من الإصابات بأمراض مستعصية، على غرار الربو والحساسية، جراء الرطوبة العالية، فالغرفة الواحدة التي يعيشون فيها تظم في نفس الوقت، مطبخا ومرحاضا، معتبرين أن معاناتهم تفاقمت، فهي لم تعد تنحصر في مشكل الغرف الضيقة التي لا تتعدى مساحتها 28 مترا مربعا، والمخصصة للأكل  والشرب والنوم ودورة المياه، بل وتعدى ذلك، إلى مشكل تذبذب مياه الشرب التي عادة ما تتلوث بسبب العطب الدائم، الذي يمس قنوات الصرف الصحي، مما يهدد صحة العائلات، نتيجة تراكم الأوساخ والقاذورات التي أضحت ديكورا للحي المذكور.

من جهته، كان والي الولاية السابق، خلال رده على مشكل هدم عمارات بوذراع صالح، قد أكد، حسب ما تناولته “المساء” سابقا، أن قرار الهدم الخاص بهذه العمارات ليس من شأن المصالح الولائية، إنما وزارة السكن التي لم تقدم إلى حد الساعة، باتخاذ أي قرار بشأن العملية، فضلا على أن تكاليف هدم هذه العمارات، حسبه، ستكلف الخزينة مبالغ مالية معتبرة، تضاهي ثمن إنجاز مشاريع عمارات جديدة، كما سبق للوالي السابق، أن وعد قاطني العمارات المعنية بالتكفل بهم، مؤكدا أن مصالحه ستعمل قريبا، على دراسة ملفاتهم، في إطار السكن الاجتماعي حالة بحالة، غير أن هذه الوعود لم تنفذ إلى حد الساعة.