استبشر سكان الجهة العلوية من بلدية الخروب بقسنطينة، خيرا، خلال نهاية الأسبوع الفارط، بالانطلاق الفعلي لأشغال مشروع نفق محور الدوران بحي 900 مسكن، بعدما بدأت آلات الحفر في العمل. وأُعلن عن بداية هذا المشروع، خلال شهر ماي الفارط، ضمن مشروعين بالخروب وحي سيساوي، لفك الخناق المروري. كما كان من الفروض أن تنطلق الأشغال، لكنها تأخرت لأسباب مختلفة.

وكان هذا المشروع الذي تعطل بسبب جائحة "كوفيد-19"، بُرمج من قبل السلطات المحلية بولاية قسنطينة، خلال شهر مارس من سنة 2019، حيث تم، وقتها، تسجيل مشروع من أجل إنجاز نفق أرضي أسفل محور الدوران بحي 900 مسكن، على الطريق الوطني رقم 3 الذي يعرف اختناقا مروريا كبيرا، والذي يُعد من المداخل الرئيسة لبلدية الخروب قدوما من بلدية قسنطينة. كما يُعد معبرا للمركبات المتوجهة نحو العديد من الولايات، على غرار أم البواقي، وقالمة، وتبسة وسوق أهراس.

واعتبر سكان الخروب أن هذا المشروع الذي كان من المفروض أن يجسَّد قبل هذا التاريخ بسنوات لتفادي مشكل الازدحام المروري الخانق على هذا المحور، يُعد من الحلول الجذرية لتسهيل مرور المركبات من مختلف الأوزان بالجهة الجنوبية للولاية، خاصة أن الأمر بات هاجسا وكابوسا حقيقيين لعابري هذا الطريق، خصوصا خلال أوقات الذروة، حيث يصل الازدحام إلى منطقة البشاكرة في الجهة العلوية لمصنع الجرارات والمحركات.

وكانت مديرية الأشغال العمومية بقسنطينة، أعدّت طريقا اجتنابيا احتياطيا بمحاذاة محور الدوران على الجهة العلوية لحي 900 مسكن أسفل حي الحياة، قبل انطلاق أشغال هذا المشروع؛ قصد التحكم في حركة المرور، وعدم إغلاق هذا المحور كليا عن المركبات التي تعبر هذا الطريق بأعداد ضخمة طيلة النهار، وخلال الفترة الليلية. كما تكمن أهمية هذا الطريق في كونه منفذا رئيسا إلى مستشفى محمد بوضياف. ويُعتبر هذا المحور من أهم مداخل السوق الأسبوعي للخروب، الذي يقصده التجار والموالون من مختلف الولايات. 

وحددت مديرية الأشغال العمومية التي أوكلت إنجاز المشروع للشركة الوطنية "سيرو-أست"، مدة الإنجاز، بـ 10 أشهر، حيث أعدت الدارسة، مؤسسات الدراسات وإنجاز المنشآت الفنية للشرق من ولاية باتنة. وباشرت المؤسسة المكلفة بالإنجاز، عملية الحفر، لوضع الأعمدة الإسمنتية، التي ستكون دعامة للنفق، المزمع إنجازه بطريقين مزدوجين في الاتجاهين.

وينتظر سكان الولاية، بشغف كبير، انطلاق أشغال محور الدوران بحي سيساوي، الذي يُعد من النقاط السوداء التي تعرفها ولاية قسنطينة، خاصة أن طول سلسلة المركبات خلال الازدحام في وقت الذروة، يصل إلى غاية حي لوناما على حوالي 2 كلم. كما إن هذا الطريق بات يشهد حركة كبيرة، في ظل التوسع العمراني الذي شهدته بلدية الخروب؛ من خلال توزيع آلاف السكنات، خاصة من صيغة "عدل"، والعمومية الإيجارية لكل من القطب السكني عين نحاس، وماسينيسا، يضاف إليهما موقعا البشاكرة والموزينة.