ارتفاع درجة الحرارة بورقلة

متطوعون يوزّعون المياه الباردة على طلبة الجامعة

متطوعون يوزّعون المياه الباردة على طلبة الجامعة
  • القراءات: 966

نقص عروض العمل وقلة الإقبال على أجهزة تشغيل الشباب من أهم انشغالات قطاع التشغيل في ولاية البيّض، حسبما أبرز، أول أمس الخميس، المدير المحلي للتشغيل السيد سعداوي، الذي أوضح خلال جلسة عمل حضرها المدير العام للضمان الاجتماعي بوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي شاوش الهاشمي، أن النقص في عدد عروض الشغل يرجع أساسا إلى طبيعة المنطقة، التي تمتاز بطابعها الرعوي والفلاحي، والتي تفتقر إلى مؤسسات صناعية، كفيلة بالرفع من عدد عروض العمل.

يحرص هؤلاء الشباب منذ الساعات الأولى من الصباح، على التواجد أمام مدخل جامعة "قاصدي مرباح" ووقت دخول وخروج الطلبة، سيما وقت الظهيرة؛ من أجل تقديم لهم مياه باردة لمواجهة حرارة الطقس. ويجتهد في هذا الإطار السيد رضا بن هود، وهو واحد من أصحاب هذه المبادرة، في تقديم المياه الباردة للطلبة من أمام مدخل الجامعة المركزية وكلية الطب وكذا القطبين الجامعيين الثاني والثالث بحي النصر (12 كلم غرب ورقلة)، حيث يحمل في شاحنته الصغيرة برادات المياه؛ في مبادرة تضامنية، أدخلت الفرحة في نفوس الطلبة الممتحنين ومسؤولي الجامعة.

وفي هذا الصدد، أكد ممثل طلبة جامعة "قاصدي مرباح" أحمد خويلدي لوأج، أنّ فكرة هذه الالتفاتة التطوعية انطلقت من موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، عندما طرح العديد من الطلبة الجامعيين عبر صفحاتهم، انشغالا يتعلق بنقص المياه الصالحة للشرب داخل المعاهد والكليات، وكذا مبردات المياه، التي أصبحت غير كافية لتلبية احتياجات الطلبة، سيما خلال هذه الموجة من الحر الشديد التي تجتاح المنطقة’’. وحظي هذا الانشغال باهتمام كبير واستجابة واسعة من طرف المواطنين والجمعيات، الذين لبوا نداء الطلبة في صورة إنسانية وتضامنية، تؤكد أن شباب المجتمع يتمتعون بحس كبير وبمسؤولية مجتمعية"، كما ذكر ممثل الطلبة. واعتبر السيد خويلدي هذه الهبّة التضامنية "مثلا بسيطا ونموذجا للأعمال الخيرية التي يستطيع أي مواطن تقديمها لمساعدة الآخرين، لاسيما طلبة العلم، وبإمكانيات بسيطة جدا، كما أنها تحمل في جوهرها أسمى معاني وقيم التضامن والإيخاء وحب الخير للناس، وغرس ثقافة العطاء لدى أبناء المجتمع الواحد’’.

نساء متطوعات في المبادرة التضامنية

وتقوم ضمن نفس المسعى العديد من النساء بمدينة ورقلة، بتعبئة قارورات الماء البلاستيكية وتجميدها قبل إرسالها إلى المقيمين في الإقامات الجامعية، حيث تتعاون نساء الحي الواحد على هذه المبادرة، فيما تتكفل واحدة منهن بنقلها إلى الطالبات، كما هو الشأن، على سبيل المثال لا الحصر، بالإقامة الجامعية "قريشي  محمد الناجي" بحي "النصر" (بالضاحية الغربية لعاصمة الولاية)، كما ذكرت طالبة مقيمة بالحي الجامعي.

وتقول امرأة متطوعة إنها تمكنت خلال اليومين الأخيرين رفقة جاراتها، من تعبئة وتجميد أزيد من 100 قارورة من المياه الصالحة للشرب، وتوزيعها على طالبات الإقامات الجامعية؛ في مبادرة منهن لتقديم يد المساعدة لهؤلاء الطالبات، سيما أن أغلبهن وافدات من مناطق أخرى. ويأمل أصحاب هذه المبادرات الخيرية في مواصلة العملية إلى غاية انتهاء الدراسة على مستوى الجامعة، خاصة بعد أن لاقت تشجيع واستحسان الجميع، كما أشار إلى ذلك السيد أحمد خويلدي. يُذكر أن ولاية ورقلة تشهد خلال الأسبوعين الأخيرين، ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة؛ ما جعل الحركة في أغلب مدنها، شبه متوقفة إلى غاية الفترة المسائية التي تسترجع فيها حيويتها العادية.

رياضة الفوفيتنام ... صالح علي عمران بطل واعد ينطلق نحو العالمية

سجل المصارع صالح علي عمران ابن  ولاية ورقلة منذ أيام قليلة، اسمه بأحرف من ذهب في رياضة الفوفيتنام، إثر فوزه التاريخي بالميدالية الذهبية في كأس العالم للفنون القتالية التقليدية الفيتنامية التي جرت فعالياتها في الفترة الممتدة بين 31 ماي و2 جوان بمرسيليا (فرنسا). من خلال هذا الفوز، يضع البطل صالح علي عمران قدمه لأول مرة، في الساحة العالمية لفئة أقل من 70 كلغ بدون تسجيل أي تعثر في جميع المنازلات التي خاضها إلى غاية المرحلة النهائية التي تفوّق فيها على نظيره الفرنسي بالضربة القاضية. ويتدرب هذا المصارع الشاب (24 ربيعا) والذي بدأ مسيرته الرياضية في سن مبكرة  قبل أن يتدرج في مختلف الأصناف العمرية، مع فريق المركز العلمي والترفيهي بحي النصر بالضاحية الغربية لمدينة ورقلة.

وبفضل قدراته التقنية والنفسية المتميزة وبنيته الجسمانية القوية، أبلى صالح علي عمران البلاء الحسن في هذه التظاهرة الرياضية العالمية، وتمكن من تشريف بلاده الجزائر بعد تألقه على الصعيدين الجهوي والوطني، حيث أظهر إرادة كبيرة ومستوى فنيا متميزا، سمح له بالفوز والصعود على منصة التتويج لرفع العلم الوطني عاليا خفّاقا. وعبّر عمران في تصريح لوأج عن مشاعره قائلا: "لي الشرف أن أمنح بلدي ميدالية ذهبية، إنّه لفخر كبير بالنسبة لي أن أرى العلم الوطني يرفرف عاليا في منافسة دولية هامة". وأضاف: "إنني سعيد جدا بهذا الانتصار الذي حققته بفضل تضافر الجهود والعمل الجاد. وبهذه المناسبة أبلغ تحياتي كل من ساهم في ذلك؛ عائلتي ومدربي ورفقائي، بالإضافة إلى كل طاقم الفريق الوطني نظير تشجيعهم ومرافقتهم لي في هذا الموعد الدولي".

تجدر الإشارة إلى أنّ ورقلة على غرار ولايات أخرى، تزخر بخزان من الشباب الموهوبين الذين هم في حاجة إلى الوسائل اللازمة، التي تمكنهم من التقدم نحو الأفضل، وتطوير قدراتهم الرياضية الذاتية بما ينعكس إيجابا على ترقية رياضة الفوفيتنام التي تستقطب أعدادا متزايدة من الممارسين كل سنة، لاسيما من الفئات العمرية الشابة ما بين 5 و15 سنة. يُذكر أن الفريق الوطني تمكن من إحراز المركز الثالث برصيد 9 ميداليات ذهبية و12 فضية و10 برونزيات خلال النسخة الأولى من هذه الكأس العالمية للفنون القتالية التقليدية الفيتنامية، التي عرفت مشاركة أكثر من 300 مصارع (رجالا وسيدات) يمثلون 18 بلدا.