"المساء" ترافق جمعية "الأمل" في التحسيس بمخاطر "كورونا"

متطوعون يستغيثون: عاونونا يا مواطنين.. فالألم لا يشعر به إلا المريض

متطوعون يستغيثون: عاونونا يا مواطنين.. فالألم لا يشعر به إلا المريض
  • 729
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

بادرت جمعية "الأمل" بحملة تحسيسية واسعة بمخاطر جائحة "كوفيد-19"، على مستوى أروقة سوق الخضر والفواكه ببلدية باش جراح، من أجل الحث على التقيد الصارم بالبروتوكول الصحي المعتمد للوقاية من هذا الوباء القاتل. وقد جاءت هذه الحملة التوعوية، بعد الاستهتار والتراخي الكبيرين للتجار ومرتادي هذا السوق، في الالتزام بتدابير السلامة والوقاية من هذا الفيروس، لاسيما ارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي.. وغيرها.

وقفت "المساء" التي رافقت الجمعية في حملتها التحسيسية بسوق باش جراح الشعبي، على حجم التهاون الكبير للمواطنين الذين يرتادون هذا الفضاء التجاري، بما فيهم التجار، بالنظر إلى عدم احترام الإجراءات الوقائية والتقيد بها، معرضين بذلك حياتهم وحياة الآخرين للخطر المحتوم، لاسيما مع عودة انتشار وباء "كورونا"، والمتحور "دلتا" من جديد، حيث استغرب في هذا الشأن ممثلو الجمعية، خلال خرجتهم إلى بلدية باش جراح، لامبالاة المواطنين الذين ضربوا عرض الحائط كل النصائح والتوجيهات الخاصة بالوقاية من وباء "كوفيد 19"، من خلال تصرفاتهم الخارجة عن الأطر الصحية الموصى بها من قبل المختصين في الصحة، والسلطات العمومية.

غياب تام للكمامات والأٌقنعة الواقية

أكدت رئيسة جمعية "الأمل" بباش جراح "فلة. ن«، التي كانت تتقدم فرقة التحسيس، أن تحقيقات اللجنة المكلفة بمتابعة وباء "كورونا"، أثبتت أن العديد من الحالات المسجلة بالعاصمة، تأكدت إصابتها بالفيروس بباش جراح، مشيرة إلى أن السلطات العمومية ستتخذ إجراءات مشددة في حال استمرت الأمور على هذا الشكل من التهاون والتراخي في الالتزام بقواعد السلامة والوقاية، وارتفاع حالات الإصابة والعدوى، تخص غلق المحلات التجارية وأماكن التسوق، وهو ما كانت تدلي به محدثتنا للمتسوقين والتجار بأجنحة السوق، حيث كانت تستوقف رفقة أعضاء الفرقة، كل شخص مر بهم، لا يرتدي كمامة واقية، ليشرحوا له خطورة وضعها، لاسيما بهذه المنطقة.

وقفت رئيسة الجمعية أمام طاولات الخضر والفواكه قائلة للتجار بنبرة المتوسل: "يا خاوتي عاونونا... ضعوا الكمامات ولا تتركوا الأمور سائبة، أنتم لا تشعرون بالألم الذي يصاحب المريض، ويفقد الأمل في الحياة، الفرصة في أيديكم بالنجاة والوقاية، فلا تضيعوها".

تجار لا يبالون بخطورة المرض

ما لاحظناه بسوق باش جراح مثير للجدل، وهو أن العديد من التجار ظهروا بكماماتهم الجديدة، ولم يكونوا يرتدونها من قبل، ويفسر أعضاء فرقة التحسيس ذلك بأن التجار لا يبالون إلا بتجارتهم ودخلهم المالي، ولا يعيرون أي اهتمام للجانب الصحي، كما أنهم غير مكترثين بعواقب ذلك، والنتائج المترتبة عن حجم التهاون والتراخي في الوقاية من هذا الفيروس القاتل.

ارتداء الكمامة بين مؤيد ومعارض

وقد لاحظنا عند مرافقتنا لفرقة التحسيس التابعة لجمعية "الأمل"، أن بعض المواطنين الذين لا يرتدون الكمامات داخل السوق، يجيبون بالاعتذار عن الأمر في كل مرة يسألهم أعوان الجمعية عن سبب ذلك، لكن الأغرب، حسب ما لاحظنا، هو رد أحد المسنين، الذي كان يتسوق رفقة نساء من عائلته، عن سبب عدم استعماله الكمامة، أنه لن يضعها أبداً، كونه يتمتع بمناعة ذاتية قوية، ولن يؤثر عليه الفيروس.

أكدت رئيسة الجمعية أن هذه الخرجة تعد من بين الخرجات العديدة التي تقوم بها الجمعية دائما، حيث تساهم في القيام بعمليات تعقيم عدة مرافق، إلى جانب التوعية الصحية، وتذكير المواطنين والتجار على حد سواء بمخاطر هذا الفيروس.

الحملات التحسيسية متواصلة

تواصل جمعية "الأمل" حملاتها التحسيسية ضد جائحة "كورونا"، حيث ساهمت منذ بدابة الوباء، بتنظيم ما يفوق 50 خرجة تحسيسية، للحث على ضرورة احترام الإجراءات الوقائية، والقيام بحملات تعقيم وإنتاج وتوزيع حوالي 90 ألف كمامة. كما سخرت الجمعية إمكانياتها البشرية والمادية، ووقفت مع الفاعلين في الصفوف الأولى لمواجهة وباء "كوفيد-19".

أكدت مسؤولة الجمعية، أنها تسعى أيضا إلى ترقية أنشطة المواطنة للوقاية من الآفات الاجتماعية خلال جائحة "كورونا" في الوسط الشباني، وهو المشروع الذي يهدف إلى مرافقة الشباب وتوجيههم للمشاركة في الحياة العامة، وتسيير الشأن المحلي، انطلاقا من دار الشباب، مما يسمح بإبعادهم عن الأوساط المؤدية للانحراف، والوقوع في فخ الآفات الاجتماعية خلال انتشار الفيروس.

سيسمح هذا المشروع، تضيف محدثتنا، بتقوية قدرات عدد معتبر من الشباب، والجمعيات في مركز تنمية الشباب، من خلال ورشات تكوين موضوعاتية، مع إشراك شباب مناطق الظل فيها، وتأطير شبكة شبانية وجمعوية واسعة.