الآلة الرقابية تشرع في عملها بولاية قسنطينة

متابعات قضائية ضد المتلاعبين بالمال العام

متابعات قضائية ضد المتلاعبين بالمال العام
  • القراءات: 517
شبيلة. ح شبيلة. ح

انتقد والي قسنطينة، صيودة عبد الخالق، خلال الزيارات الميدانية التي قادته إلى عدد من الورشات، نهاية الأسبوع، كل المقاولين وأصحاب المشاريع ومكاتب الدراسات، وعلى رأسهم مسؤولي مختلف القطاعات، حيث أبدى غضبه الشديد إزاء سير وتيرة الأعمال المتباطئة في أغلب المشاريع، مهددا بلهجة حملت الكثير من التحذير، بسحب المشاريع من أصحابها، وعدم التعامل من جديد مع كل من يتهاون في اللعب بأموال الدولة، حتى خارج حدود الولاية، وعدم التردد في متابعتهم قضائيا.

أشهر، في هذا الشأن، والي قسنطينة "سيف الحجاج"، على عدد من المسؤولين في قطاعات مختلفة، بما فيهم مقاولين مكلفين بإنجاز مشاريع تنموية هامة بالولاية، عرفت تأخرا كبيرا في التجسيد، بسبب التقاعس، حيث كانت البداية بإنهاء مهام مدير المؤسسة العمومية الولائية لإنجاز وصيانة المساحات الخضراء "ايديفكو"، وتعويضه بإطار من نفس القطاع، في خطوة لإعطاء ديناميكية أكثر لعمل ومهام المؤسسة، التي لم تقم بعملها على أحسن وجه، خاصة في مجال النظافة والعناية بالمساحات الخضراء، التي تعرف وضعية مزرية عبر كامل تراب الولاية.

يأتي قرار الوالي بتنحية مدير مؤسسة "ايديفكو" بعد تهديده، مؤخرا، وخلال الدورة العادية الأولى للمجلس الشعبي الولائي، الشهر الفارط، لمديري القطاعات بتنحيتهم في حالة استمرارهم في التقاعس وعدم أداء مهماهم كما ينبغي، حيث كان صيودة قد توعد المعرقلين من منتخبين ومسؤولي قطاعات هامة، وحتى رؤساء المصالح في المديريات العمومية، محملا إياهم، التسيب الذي تعرفه الولاية على كل المستويات، حيث أكد وقتها، أن مدينة قسنطينة تعرضت للإهمال، في حين قال، إنه سيتطرق لوضعية عدة مؤسسات عمومية بلدية ذات طابع اقتصادي وصناعي "إيبيك"، بسبب وضعية المدينة المزرية، خاصة في مجال البيئة والنظافة، في وقت تستعد عاصمة الشرق لاحتضان جزء من فعاليات الكأس الإفريقية لكرة القدم للاعبين المحليين "شان 2023"، بين جانفي وفيفري المقبلين.

أكد المسؤول الأول عن الولاية، أنه لن يتسامح مع أي مسؤول في حالة الاستمرار في تقاعسه وعدم أداء مهامه كما ينبغي، وفي مقدمتهم مدير البيئة، حيث شدد صيودة على الإسراع في وضع بطاقة المحيط ورفع النفايات وصيانة الطرقات، وهو نفس الحال بالنسبة لقطاع التربية، حيث قرر الوالي سحب قسم التجهيز من مدير التربية وتحويله إلى مديرية التجهيزات، بعدما طرحت اللجنة المكلفة بالتربية، مشاكل القطاع، وعلى رأسها أزمة الاكتظاظ داخل الأقسام، وقال الوالي إنه لن يتسامح مع من تسول له نفسه التلاعب بالمشاريع ويتسبب في هدر المال العام.

من جهة أخرى، وجه صيودة خلال خرجته، أول أمس، رسالة تهديد إلى كل المقاولين أصحاب المشاريع التنموية، التي زارها، على غرار معاينته للمنتزه الحضري "زواغي سليمان"، وحضيرة "باردو"، وكذا مشاريع سكنية وغيرها، لضمان السير الحسن لكل العمليات والمشاريع وتجنب الوقوع في الأخطاء المرتكبة في السابق، وخلال معاينته للمنتزه الحضري "زواغي سليمان"، الذي ويعرف تأخرا في الأشغال، خاصة أشغال المساحات الخضراء والغرس، أبدى صيودة عدم رضاه تماما عن الوتيرة التي تسير بها أشغال هذا المشروع، ليوجه تعليمات لمديرية البيئة من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها، وتوجيه إعذار للمقاولة من أجل إتمام كل الأشغال في الآجال المحددة، عن طريق دعم الورشة بالعمال وتسريع وتيرة الأشغال.

أما بالمنطقة الصناعية "بالما" ومنطقة النشاطات "الرمال"، فقد وجه الوالي تعليمات صارمة، تخص تحسين المظهر العام والمحيط والقضاء على مظاهر الفوضى، حيث أعطى مهلة أسبوع للمعنيين من أجل رفع الأتربة المتخلفة عن الأشغال من أمام المؤسسات والمديريات المعنية، مع إتمام إنجاز جميع البناءات التي تخص هذه المؤسسات، وتجديد الدهان بها، وإعادة إنجاز الأرصفة المهترئة أمام مداخل هذه المؤسسات الخاصة أو العمومية، وكذلك المديريات الموجودة بمنطقة بالما، فضلا عن إعطاء أوامر لجميع هذه المؤسسات من أجل إصلاح وترميم ودهن السور المسيج للبناء، زبر الأشجار، تهيئة المداخل بمساحات خضراء ووضع كاميرات مراقبة، وتغيير المصابيح المهترئة وتبديلها بمصابيح من نوع "اللاد"، مع إصلاح تسربات قنوات المياه والصرف الصحي.

كما كلف الوالي المسؤول عن شرطة العمران، بإرسال إعذارات لبعض المؤسسات التي يعرف مقرها حالة من الفوضى وانعدام النظافة، من أجل إصلاح واستدراك الوضعية، وهو الحال بالنسبة لمنطقة النشاطات "الرمال"، التي أمر الوالي، بعد اطلاعه على عرض الطاقة التقنية لإنجاز الأشغال، بتهيئتها، خاصة ما تعلق بإعادة جزء من قنوات الصرف الصحي، تعبيد الطرقات، ومدها بالإنارة العمومية.

وفي مشروع الحظيرة الحضرية "باردو"، التي تعد من بين المشاريع الهامة بمدينة قسنطينة، كونها باتت متنفسا للعائلات، أمر المسؤول الأول عن الولاية بمباشرة أشغال المسبح، وإعداد دفتر الشروط لإتمام الأشغال الخارجية به، كالتزيين، مع إتمام تهيئة الطرقات وغرس الأشجار على مستوى الضفة الثانية من حديقة "باردو"، فضلا عن إنجاز ملعبين جواريين.