أطلقت بمدينة البوني
مبادرة لتبادل الكتب المدرسية القديمة

- 168

أطلقت مدينة البوني بعنابة، مؤخرا، مبادرة مجتمعية واسعة النطاق لتبادل الكتب المدرسية القديمة، ببادرة إنسانية من أحد أبناء المنطقة، المعروفين بحب الخير وخدمة الناس، الشايب حمودة طوايبية، بهدف دعم التلاميذ من مختلف المستويات التعليمية، وتخفيف الأعباء المالية عن أوليائهم، خصوصا مع اقتراب الموسم الدراسي الجديد، الذي تزداد فيه المصاريف وتتنوع متطلباته.
جاءت هذه الخطوة، من منطلق الوعي بأهمية إعادة استغلال الكتب المدرسية القديمة، بدل أن تبقى حبيسة الرفوف أو تُلقى في النسيان، إذ يمكن أن تتحول إلى وسيلة مباشرة لفتح أبواب التعلم والمعرفة أمام آخرين.
وفي بدايتها، انطلقت المبادرة في ساحة البوني مقابل الكراش، حيث شهدت تفاعلًا كبيرا من قبل السكان الذين لبوا النداء، وجاؤوا حاملين كتبهم المدرسية القديمة في مختلف المواد الدراسية والمراحل، لتجد طريقها إلى تلاميذ آخرين في أمس الحاجة إليها. ومع ازدياد الإقبال وتعدد المشاركين، برزت الحاجة إلى فضاء أوسع وأكثر تنظيمًا، وهنا جاء التعاون المثمر مع إدارة دار الشباب "جنان لمجد" بالبوني، التي لم تتردد في تخصيص جناح مجهز بالكامل، وطاقم عمل متطوع لتنظيم عملية الاستقبال والتوزيع.
وقد وضعت إدارة دار الشباب، نظامًا محكمًا يضمن انسيابية العملية، بدءا من استقبال الكتب وفرزها حسب المستويات والمواد، مرورا بتسجيل بيانات الكتب المتبرع بها والمستفيدين منها، وصولا إلى توزيعها بطريقة عادلة تحفظ كرامة الجميع. ويؤكد المنظمون، أن المبادرة لا تقوم على البيع أو المقايضة، وإنما على مبدأ التبرع الطوعي الخالص لوجه الله، حيث يُدعى كل من يملك كتبًا مدرسية قديمة، سواء في المواد الأساسية، كالرياضيات واللغة العربية والعلوم، أو في المواد الإثرائية، إلى تقديمها حتى تعود إلى رفوف تلميذ آخر، يواصل بها مسيرته الدراسية.
وتستمر هذه المبادرة يوميا، من الساعة التاسعة صباحا إلى الثالثة والنصف مساء، بما يمنح الفرصة للأولياء والتلاميذ، للحضور في الوقت المناسب لهم. وقد لقيت هذه الخطوة، ترحيبًا واسعًا من قبل العائلات التي رأت فيها فرصة للتخفيف من الأعباء المادية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، كما أشاد الكثيرون، بفكرة إعادة تدوير الكتب كمظهر حضاري يكرس قيم التضامن بين أفراد المجتمع.
ويأمل القائمون على المبادرة، أن تتحول هذه التجربة إلى عادة سنوية في البوني، وربما نموذج يُحتذى به في مناطق أخرى، ليبقى شعارها الدائم، أن كتابا قديما يمكن أن يكون بداية مستقبل جديد لتلميذ آخر، ورسالة بأن المعرفة لا تنتهي بانتهاء السنة الدراسية، بل يمكن أن تستمر رحلتها من يد إلى يد، ومن قلب إلى قلب.
يؤطرها الهلال الأحمر الجزائري
خمس دورات مجانية في الإسعافات الأولية
أطلق الهلال الأحمر الجزائري، لولاية عنابة، مؤخرا، 5 دورات تكوينية مجانية في الإسعافات الأولية، بمقره الرسمي، لفائدة كافة شرائح المجتمع المدني، في إطار الحملة الوطنية الموسومة بشعار "مسعف في كل بيت"، والتي يهدف من خلالها، إلى نشر الوعي الصحي، وتعميم ثقافة التدخل السريع في حالات الطوارئ.
هذا البرنامج جزء من خطة وطنية استراتيجية، يسعى الهلال الأحمر من خلالها، إلى تمكين المواطن العادي من المبادئ الأساسية للإسعافات، وتدريبه على كيفية التعامل السليم مع الحوادث المختلفة، سواء كانت منزلية، مهنية، مرورية، أو حتى في الفضاءات العامة. فالتصرف السريع والصحيح، قد ينقذ حياة، ويحول الموقف من مأساة محتملة إلى قصة نجاة.
تغطي هذه الدورات، مجموعة من المحاور الأساسية، مثل كيفية التعامل مع حالات النزيف، الحروق، الغرق، الصدمات، الاختناق، الكسور، التسمم، وغيرها من المواقف التي قد يتعرض لها أي فرد في حياته اليومية. ويشرف على التكوين، مسعفون محترفون ومكونون معتمدون، يحرصون على تقديم المعلومات بطريقة مبسطة وشاملة، تُمكن المتدربين من الفهم والتطبيق على حد سواء.
وأكد مسؤولو الهلال الأحمر بعنابة، أن هذه الدورات تأتي استجابة لحاجة مجتمعية ملحة، في ظل ارتفاع معدلات الحوادث وسرعة انتشارها، وغياب المعرفة الكافية بكيفية التدخل السليم في اللحظات الأولى، التي تُعد حاسمة. وأضافوا أن تكوين أفراد المجتمع في مجال الإسعافات الأولية، لا يُعد ترفا أو اختصاصا طبيا بحتا، بل أصبح ضرورة إنسانية ومجتمعية.
ويُمنح المشاركون، عند نهاية الدورة، شهادات تُثبت متابعتهم وتكوينهم، ما يُعزز من ثقتهم في أنفسهم، ويجعلهم قادرين على تقديم يد المساعدة عند الحاجة. كما تُشجع هذه المبادرات روح التطوع، وتُعيد الاعتبار لقيم التضامن والمواطنة الإيجابية. وفي انتظار تعميم هذه الدورات على باقي البلديات، تبقى المبادرات المحلية كهذه، مثالًا يُحتذى به في تحويل التكوين إلى أداة لحماية الأرواح، وتعزيز قدرة المجتمعات على التعامل مع الأزمات، بروح إنسانية ومسؤولية مشتركة.