منطقة صالح دراجي ببلدية الخروب (قسنطينة)

ماء ملوث..الصحة والأمن غائبان والحل مؤجل منذ 26 سنة

ماء ملوث..الصحة والأمن غائبان والحل مؤجل منذ 26 سنة
  • القراءات: 658

رفع سكان حي 750 مسكن تطوري بمنطقة صالح دراجي، التابعة إداريا إلى بلدية الخروب في قسنطينة، جملة من الانشغالات، طالبوا من خلالها المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، بالتدخل العاجل لتدارك الوضع، في ظل عدم تحرك بلدية الخروب أو بعض المصالح الولائية، التي قصدوها على مر السنوات الفارطة، وهو الأمر الذي زاد من معاناتهم، وعبروا لـ"المساء"، عن آمالهم في أن تجد نداءاتهم آذانا صاغية، تماشيا مع تعليمات السلطات العليا، من أجل التكفل بسكان مناطق الظل، وتحسين معيشتهم اليومية.

عقود السكنات على رأس الانشغالات

أكد عدد من سكان حي صالح دراجي لـ"المساء"، أن المشاكل العديدة التي يعاني منها الحي تعود إلى سنة 1996، وهو تاريخ تسليمهم مفاتيح هذه السكنات التطورية، معتبرين أن مشكل عدم تسوية عقود السكنات، من أهم المشاكل التي يعاني منها 750 مستفيد، تحصلوا على هذه السكنات منذ 26 سنة، ولم يتمكنوا من تحرير عقود الملكية، بسبب تملص الجهات المسؤولة، معتبرين أن عدم تسوية هذه العقود، حرمهم من زيادة طوابق أخرى، في ظل ارتفاع عدد أفراد الأسرة وإقبال الأبناء على الزواج، كما منعتهم عدم تسوية المنازل من فتح محلات والحصول على سجلات تجارية.

حسب سكان حي 750 مسكن تطوري بصالح دراجي، فقد طرقوا أبواب مختلف الإدارات، بحثا عن حل لتسوية وضعية سكناتهم، انطلاقا من المصالح البلدية بالخروب، إلى مصالح ديوان الترقية والتيسير العقاري، لكنهم لم يجدوا إجابة شافية، في ظل تملص كل جهة من تحمل مسؤولية هذا الملف، معتبرين أن وضعيتهم أصبحت غير واضحة، خاصة بعدما لجأت مصالح "أوبيجي" إلى توقيف تكاليف الإيجار. أكد نائب رئيس جمعية "الحرية" لحي 750 مسكن تطوري بصالح دراجي، بن حرود فاروق، أن "مير" بلدية الخروب، تهرب من لقائهم في شهر ماي الفارط، رغم استقبالهم من قبل رئيس الدائرة، ومن قبل مستشار الوالي الذي طمأنهم بإيجاد حل لمشكلتهم.

السكان يشتكون من سوء نوعية مياه الحنفيات

أكد عدد من سكان الحي المذكور، أن المياه الضعيفة التي تتدفق إلى حنفياتهم، باتت غير صالحة تماما للشرب، حيث قالوا، إن هذه المياه "تنبعث منها روائح كريهة وذوقها سيئ جدا"، مما جعلهم يستعينون بمياه الصهاريج، وهو الأمر الذي أثقل كاهلهم من الناحية المادية.

تحدث بعض السكان، عن عثورهم على بعض الأجسام العالقة بهذه المياه، مؤكدين أنهم قصدوا الجهات المختصة من أجل تحليل هذه المياه، لمعرفة مدى صلاحيتها للاستهلاك البشري، لكنهم لم يجدوا إجابة شافية، وأضاف سكان آخرون، أن مياه الحنفيات لم تعد صالحة حتى للغسيل، كما أثاروا مشكل تعرض قنوات المياه للكسر من قبل بعض الأشخاص الذين يقومون بسرقة الماء لسقي منتجاتهم الفلاحية، خاصة أصحاب زراعة البطيخ. من جهة أخرى، أثار السكان مشكل غياب النظافة داخل الحي وبين الشوارع والأزقة، معتبرين أن زيارة عامل نظافة واحد للحي، كل 15 يوما، أمر غير معقول، وطالبوا من البلدية بمراجعة هذا التوزيع والتعامل مع الوضع، بما يمليه الواقع، من خلال إجراء دراسة ميدانية، قبل الفصل في الأمر، وتحديد عدد عمال النظافة والفترة الزمنية التي يعملون بها داخل هذا الحي.

غياب المناوبة بالعيادة الوحيدة زاد من معاناتهم

تساءل سكان الحي عن غياب المناوبة بالعيادة الوحيدة بالحي، حيث أكد نائب رئيس جمعية الحي، أن هذا المرفق الصحي، يخرج عن مجال الخدمة بعد الساعة الثانية أو الثالثة بعد الزوال، مع عدم توفير الخدمات الصحية خلال نهاية الأسبوع، مما يجعلهم يتحملون مشاق التنقل إلى الخروب أو المدينة الجديدة علي منجلي، من أجل تلقي العلاجات الضرورية، وتحدث بعضهم عن اضطراره للبحث عن سيارة "فرود" في وسط الليل، بتكلفة مالية معتبرة، من أجل التنقل لأخذ حقنة، بينما تحدث البعض الآخر عن المعاناة خلال نقل المسنين أو الأطفال الصغار، من أجل الفحص العام. وطرح سكان آخرون مشكل نقص اللقاحات الخاصة بالأطفال الصغار، مما يجعلهم يبحثون عنها على بعد كيلومترات بعيادات أخرى، حيث طالبوا من الجهات الوصية بتوفير المناوبة في العيادة، على الأقل من أجل تقديم الخدمات الضرورية، وتوفير سيارة إسعاف تكون خاصة بالعيادة، مع تجديد عتاد بعض المصالح.

اعتداءات وسرقات في غياب الأمن

طالب سكان حي 750 مسكن تطوري في صالح دراجي، من الجهات الوصية، بتوفير مرافق أمنية سواء تكون تابعة لمصالح الدرك الوطني، أو لمصالح الشرطة، معتبرين أن غياب مقر لمصالح الأمن داخل الحي، زاد من حدة الاعتداءات، وقالوا إن "الدوريات الأمنية لوحدها غير كافية"، حيث تحدث السكان الذين صرحوا لـ"المساء"، عن استفحال ظاهرة سرقة ملحقات السيارات. كما طالت السرقات عددا من المنازل، مما جعلهم يدخلون في هاجس عدم مفارقة المنزل وترك على الأقل أحد من أفراد العائلة للحراسة، في حالة اقتضى الأمر التنقل والمبيت خارج المنزل. وعبر سكان الحي، عن انزعاجهم بسبب كثرة الشجارات بين مجموعة من الشباب التي تريد فرض منطقها، وتحدثوا عن انتشار كبير لبيع واستهلاك الحبوب المهلوسة، التي وصفوها بالقنبلة الموقوتة، والتي باتت تهدد كافة السكان، خاصة الأطفال الصغار والمراهقين، وحتى الشباب في ظل الانتشار الكبير للبطالة، وعدم وجود مشاريع من شأنها امتصاص هذا الكم من الشباب دون عمل.

الملحق البلدي لا يقدم كل الخدمات

اشتكى قاطنو الحي من كثرة تنقلهم إلى بلدية الخروب، من أجل الحصول على الأوراق الإدارية التي يتم طلبها في عدد كبير من الملفات، حيث أكد بن حرود فاروق، نائب رئيس جمعية الحرية، لحي 750 مسكنا تطوريا بصالح دراجي، أن الملحق البدي الذي كان من المفروض أن يوفر لهم هذه الخدمة وبجنبهم عناء التنقل، بات هيكلا لا يقدم سوى شهادة الإقامة والشهادة العائلية، مضيفا أن الراغب في الحصول على شهادة ميلاد، يضطر إلى التنقل بماله الخاص إلى بلدية الخروب، من أجل الحصول على هذه الوثيقة وغيرها من الوثائق التي كان من المفروض أن يضمنها هذا الملحق. وأضاف آخرون، أنهم يضطرون إلى شراء أوراق إدارية، على غرار شهادة الإقامة بمبلغ 15 دج، في ظل عدم توفر الملحق على هذه الأوراق، متسائلين عن عدم زيارة رئيس البلدية لمنطقتهم، رغم أنها تابعة إداريا لبلديته.

الملعب الجواري الوحيد لا يستوعب كل الرياضيين

لم تستفد المنطقة التي يقطنها السكان المعنيون، وتعد منطقة ظل بامتياز، من أي مشروع يمكنه رفع الغبن عن العائلات القاطنة، حيث تحدث العديد منهم، عن غياب المساحات الخضراء وافتقار الحي لمساحات لعب خاصة بالأطفال، في ظل توفر المنطقة على ملعب جواري وحيد، تدهورت حالته كثيرا بسبب كثرة الاستعمال، وبات لا يلبي طلبات السكان، خاصة بالنسبة للشباب والأطفال، معتبرين أن حرمان هذه الشريحة من الرياضة، يساهم في انتشار الآفات ويساعد على الانحراف، كما تحدث سكان آخرون عن غياب الأضواء الكاشفة بالملعب الجواري، وهو الأمر الذي يقلص من فترة استغلاله، خاصة في فترات الشتاء وخلال فترة الدراسة، إذ لا يمكن للأطفال من مزاولة لعبتهم المفضلة، إلا بعد نهاية فترة الدراسة، وطالب السكان من الجهات المسؤولة، بإعادة ترميم الملعب الجواري الوحيد، وبرمجة مشاريع جديدة وتسهيل الأمور للراغبين في إنشاء فرق رياضية خاصة بالأطفال.