لتعويض المتضررين في قالمة
لجنة خاصة تشرع في إحصاء خسائر الحرائق

- 729

نُصّبت، بولاية قالمة، لجنة خاصة للوقوف على خسائر جرد الخسائر التي خلفتها الحرائق الأخيرة عبر غابات الولاية، وإحصائها، طبقا لعليمات الوزير الأول، لإعداد قوائم المواطنين المتضررين، وضبطها مع محاضر، وتقديمها للمصالح المختصة من أجل التعويض.
وقامت لجان ومصالح مختصة من الفلاحة والغابات والحماية المدنية والبلدية بالولاية إلى جانب بعض المصالح الأخرى على غرار الرقابة التقنية، بالوقوف على حجم الخسائر المصرّح بها من قبل المواطنين المتضررين؛ من أجل التعويض.
وحسب محافظ الغابات بولاية قالمة بوبكر وادي، فإن حجم الخسائر الأولية المسجلة على مستوى الولاية، يتراوح ما بين 3 آلاف و500 هكتار إلى 4 آلاف هكتار عبر معظم بلديات الولاية تقريبا، فيما سُجلت أغلب الحرائق بجبال “بني صالح” ببلدية بوشقوف، وبلغت نسبة الخسائر بها من 30 إلى 35 ٪. وبالمقابل، لم يتم إحصاء خسائر في الأيل البربري بالمحمية، بناء على قيام مصالح محافظة الغابات مؤطرة من قبل مصالح أمنية مختصة بالولاية، بدورية للمحمية.
وقد قامت طائرتان من نوع “كانادير” زوال السبت المنقضي، بإخماد جزء كبير من الحرائق التي اندلعت بجبال “بني صالح” منذ اندلاعها في التاسع أوت الحالي، نتيجة الأضرار التي ألحقتها بالمنطقة، حيث تمت تعبئة الطائرتين بالمياه من شاطئ سيدي سالم بولاية عنابة؛ باعتبارها الأقرب من مكان الحرائق. كما تم تجنيد وسائل مادية وبشرية معتبرة وحتى من الولايات المجاورة لعملية الإطفاء؛ من أفراد الجيش الوطني الشعبي، وأعوان الحماية المدنية، وأعوان الغابات، وبمساهمة المواطنين.
تجدر الإشارة إلى أن غابة “بني صالح” الممتدة على آلاف الهكتارات، تشترك فيها ولايتان متجاورتان، هما سوق أهراس والطارف. وتحتوي على نباتات وحيوانات نادرة، على شاكلة الأيل البربري المهدد بالانقراض. وبعدما تعافت تقريبا من الحرائق التي أتت عليها في سنة 2017 حسب الصورة التي أرسلتها الوكالة الفضائية الجزائرية ونسبة تغطية النبات الأخضر بلغت 90٪، فقد شهدت، من جديد خلال الأيام الأخيرة، أضرارا معتبرة.
لقاء تنسيقي لتفادي انتشار الحرائق
وفي سياق آخر، عُقد لقاء تنسيقي جمع بين محافظ الغابات لولاية قالمة، ومحافظ الغابات لولاية سوق أهراس، بالمكان المسمى كاف الكراث، وادي المازة، وهو الشريط الحدودي المشترك بين الولايتين، من أجل تنسيق الجهود، وأخذ الاحتياطات والإجراءات الوقائية اللازمة لتفادي انتشار الحرائق وتطورها، خاصة بالمنطقة الحدودية المشتركة بين الولايتين؛ طبقا لتعليمات والي قالمة كمال الدين كربوش.
وفي السياق، تم إخماد الحرائق التي مست ولاية قالمة نهائيا، حسب البيان الذي نشرته خلية الإعلام والاتصال بمديرية الحماية المدنية بقالمة، على صفحتها لمواقع التواصل الاجتماعي، وهذا بعد الجولة الاستطلاعية للإسعافات على مستوى كل من جبل “بني صالح” ببلدية بوشقوف، وجبل “لقرين”، و«وادي غانم”، ودائرة حمام النبائل.
وأشاد البيان بالمجهودات المضنية لأعوان الحماية المدنية، ومصالح الغابات، وأفراد الجيش الوطني الشعبي، والدرك الوطني، ومؤسسة “الجزائرية للمياه”، والأشغال العمومية، ومصالح البلديات، والمؤسسة الجهوية للهندسة الريفية وجميع المتدخلين منذ نشوب الحرائق في التاسع أوت الجاري، منوها بالهبّة التضامنية من مختلف شرائح المجتمع المدني، وجمعيات، ومنظمات، ومواطنين رافقوا المصالح المتدخلة طيلة أيام التدخل، بتقديم كافة المساعدات المادية والبشرية، والتي كان لها تأثير كبير في صفوف الأعوان المتدخلين، والتي كُللت بالنجاح في إخماد الحرائق. كما أشار البيان إلى أن الإسعافات والحراسة الأمنية مستمرة على مستوى الموقعين، للإحالة بدون إعادة نشوب حريق.