تقترح هيئة تشرف على التطور العمراني وتصادق على المشاريع

لجنة التعمير الولائية تفتح ملف البنايات القديمة بالعاصمة

لجنة التعمير الولائية تفتح ملف البنايات القديمة بالعاصمة
  • القراءات: 907
زهية. ش زهية. ش

كشف رئيس لجنة البناء والتعمير بالمجلس الشعبي لولاية الجزائر، عبد القادر صافي لـ"المساء"، عن أن اللجنة فتحت منذ أيام ملف البنايات القديمة والنسيج العمراني الهش بالعاصمة، والذي يتآكل يوما بعد يوم بسبب الهزات الأرضية الخفيفة التي تسجل يوميا وعامل الرطوبة، مشيرا إلى أن حوالي 5 بالمئة من العمارات المصنفة في خانة البرتقالي3 تتحول إلى عمارات مهددة بالانهيار، وزوال العمران القديم للعاصمة كلية بعد عشر سنوات من الآن. وأوضح صافي أن اللجنة التقت بممثلين عن ولاية الجزائر بداية الأسبوع الجاري بمقر المجلس الشعبي الولائي بابن عكنون، للنظر في هذا الملف والتطرق إلى مختلف المحاور الذي تشمله، والبحث عن الحلول التي ترتقي بالعاصمة إلى مصاف الدول المتقدمة.

وأشار رئيس لجنة البناء والتعمير إلى أن العاصمة الجزائرية، التي تضم نسيجا عمرانيا قديما موروثا عن العهد الاستعماري، وآخر حديثا يتوسع بطريقة غير منسجمة وغير ملائمة وغير حضرية، لا يمكنها أن تتخلص من المشاكل العمرانية التي تميزها، إذا لم تتخذ إجراءات في هذا المجال وتوفر إرادة سياسية، تفصل نهائيا في هذا الملف، من خلال القضاء على البنايات القديمة وإزالتها نهائيا وإنجاز عمارات جديدة عوضها، تكون في المستوى لتوضيح الوجه العمراني الذي يليق بالعاصمة، والحفاظ فقط على العمارات ذات الموروث الثقافي والحضاري. وفي هذا الصدد، اعتبر صافي، أن ما تقوم به سلطات ولاية الجزائر، من إعادة تأهيل البنايات القديمة وترميمها، غير كاف لاستعادة الجزائر العاصمة مكانتها بين عواصم العالم، خاصة أن بها حوالي 4 ملايين مواطن وكثافتها السكانية تتزايد من يوم إلى آخر. وحسبه، فإن فوضى العمران لا تحل بقانون تسوية البنايات رقم 08-15، بل بخلق هيئة تشرف على التطور العمراني في العاصمة، وتصادق على كل المشاريع التي تنجز بها. 

ولمعالجة مختلف الاختلافات وتقديم اقتراحات حول النسيج العمراني القديم وبناء أحياء جديدة، ينتظر أن تشرك اللجنة في الاجتماعات التي تعقدها حول هذا الملف، الخبراء والمختصين وكل المعنيين، لدراسة العمران القديم ومشاكله ومستقبل العاصمة وآفاقها، خاصة أن النسيج العمراني القديم أصبح يشكل خطورة على السكان، حيث تقترح اللجنة ـ حسب رئيسها ـ فتح شوارع ومدن جديدة، لأنه لا يمكن حل مشاكل العاصمة عن طريق التوسع العمراني غير المنسجم، على حساب أراضي هامة بدون دراسة واختيار عقارات مناسبة. وفي هذا الإطار، دق المتحدث ناقوس خطر حول التوسع العمراني غير المنسجم وما تعيشه العاصمة في هذا المجال، مشيرا إلى أنها تضم نمطين مختلفين من العمران، منها بنايات قديمة وأخرى حديثة لكنها لم تحتفظ بالنمط القديم، بسبب غياب التدابير اللازمة لوضع نسيج عمراني متطور، حيث ينتظر أن توسع اللجنة اجتماعاتها لتشمل ممثلي الدوائر ودواوين الترقية والتسيير العقاري ومكاتب الدراسات ومراكز بحث التهيئة العمرانية، من أجل طرح إشكالية النسيج العمراني القديم، الذي سيكون بعد ذلك موضوع يوم دراسي يفتح فيه المجال لكل الآراء والمعنيين، كما سينزل أعضاء لجنة البناء والتعمير لولاية الجزائر للميدان، للاطلاع على بعض المناطق المهددة بالانهيار، وطرح الإشكالية على الهيئة التنفيذية.

وفيما تعلق بعملية الترميم وإعادة التأهيل التي تقوم بها ولاية الجزائر، لعدد من البنايات القديمة في إطار مشروع الجزائر البيضاء، تقترح اللجنة عند سماعها للخبراء والمختصين أن تكون إرادة سياسية قوية لبناء مدينة داخل مدينة، "لأنه لا يمكن ترميم البنايات القديمة جدا والهشة، بل تعويضها بعمارات جديدة ذات طوابق عالية تحل مشكل السكن وتطور العاصمة"، فضلا عن بناء مؤسسات مهيكلة وبنوك وفتح المجال للتشغيل وخلق فضاءات للترفيه والتسلية وفنادق، تضاف إلى المشاريع الكبرى التي تعرفها العاصمة، منها منتزه الصابلات والمسجد الأعظم.