فتح أبوابه بالعاصمة بعد إنهاء أشغال التهيئة

"لابيشري".. من مكان لتسويق الأسماك إلى منتزه للعائلات

"لابيشري".. من مكان لتسويق الأسماك إلى منتزه للعائلات
  • القراءات: 602
 نسيمة زيداني نسيمة زيداني

يعرف منتزه المسمكة "لابيشري" بقلب العاصمة، إقبالا كبيرا من العائلات "العاصمية" التي اعتبرت هذه الوجهة السياحية الجديدة، مكانا في قمة الروعة على الطريقة "التركية"، لا سيما أن هذا الفضاء شأنه شأن المنتزهات الأخرى، التي تم إنجازها من قبل الدولة؛  بهدف ضمان راحة واستجمام العائلات، لتبقى مهمة المواطن، الحفاظ عليها، وعلى جميع المناطق السياحية التي يزخر بها الوطن، وعدم تخريبها. زارت "المساء" المكان الذي لقي استحسانا كبيرا من قبل سكان العاصمة وضواحيها، وأصبح هذا المكان مقصدا سياحيا، بعدما كان مقتصرا، فقط، على بيع وشراء الأسماك والثورة البحرية.

منتزه يطلّ على البحر على الطريقة "التركية"

زائر منتزه "لابيشري" الذي افتُتح مؤخرا بتعليمة من والي العاصمة محمد عبد النور رابحي، يلاحظ أنه يطل على البحر على الطريقة "التركية" ؛ حيث اعتبره البعض مكانا في قمة الروعة، تأتي إليه العائلات من مختلف ولايات الوطن؛ للتسلية، والترفيه عن أنفسهم.

واستحسن أحد الشباب زيارة هذا المكان. وقال إنه يأتي أكثر من مرة، للاستمتاع بالمنظر الذي يقدمه، فيما أكد شاب آخر أن هذه ثالث زيارة له لمنتزه المسمكة. ويُعد منطقة محترمة وجذابة، خصوصا أنها تطل على البحر؛ ما يمكّن من الاستمتاع بزرقة البحر، والقضاء على القلق.

وقال آخر: "أقوم بزيارة المكان باستمرار بعد تدشينه من قبل ولاية الجزائر. وهو قِبلة، بامتياز، للأطفال والعائلات"، فيما اعتبرت سيدة أخرى منتزه "لابيشري" فرصة للعاصميين للاستمتاع بسهرات رمضان القادم؛ حيث يبقى مكانا رائعا للاستجمام، خصوصا في سهرات رمضان. وقالت إنها أول مرة تزور فيها هذا المكان.

وأكد أحد الشباب قدِم من الجنوب الصحراوي للاستمتاع بالمكان، أنه جاء من ورقلة، لأول مرة، إلى العاصمة. واكتشف المنتزه الذي اعتبره جذابا، ومستقطبا للعائلات، ويتوفر على الإمكانيات الضرورية للراحة والاستجمام. كما زار المكان شاب من ولاية عنابة، وصفه بفضاء سياحي بـ "امتياز" ؛ شأنه شأن منطقة "صابلات"، وفضاء "أرديس"، مشددا على ضرورة الحفاظ عليه، وحمايته من التخريب والإهمال.

حركة  دؤوبة تصنعها العائلات

يعرف منتزه "لابيشري" انتعاشا سياحيا كبيرا. وما يعكس ذلك إقبال العائلات عليه حتى ساعات متأخرة من الليل، والساعات الأولى من صباح اليوم الموالي. وتحوّل المنتزه، حسب بعض الآراء، إلى متنفس محبذ للكثيرين؛ حيث يعرف حركة دؤوبة تصنعها صورة العائلات رفقة أبنائها؛ فمنهم من يختار التجول، ومنهم من يفضل أخذ مكان على الكراسي حول الطاولات التي تم وضعها على طول الشريط المحاذي للبحر.

وتؤكد سيدة وجدناها بالمكان، أن مجموع الكراسي والطاولات التي تم وضعها على طول الشريط المذكور، لم يكن متوفرا في الماضي بالشكل الذي هو عليه الآن؛ إذ كانت العائلة تجد صعوبة كبيرة في إيجاد مكان للجلوس بعد طول تجوال، لكن الأمر تغير الآن. والجلوس بات ممكنا على طول الشريط المقابل للبحر، مضيفة أن الأمر يعطي الشخص الجالس فرصة التمتع بجمال البحر في عتمة الليل.

والملاحَظ أن العائلات وجدت ضالتها في المنتزه. وما يعكس ذلك العدد الكبير لأفراد الأسرة الواحدة، الجالسين هنا وهناك حول وجبات الإفطار الجاهز، التي يتم اقتناؤها من المطاعم ومحلات الأكل السريع المحاذية للمكان. وبدورهم، يصنع الأطفال صورا أخرى وهم يركضون بالمساحات "المعشوشبة" تحت أنظار الأولياء.

فرقة " القرقابو "تصنع الفرجة

يرى قاصدو منتزه المسمكة، أنه إضافة جديدة في عالم الترفيه والتنزه بعد سنوات "عجاف"، كان فيها العاصميون على وجه التحديد، ينتقدون غياب مثل هذه الأماكن للترفيه عن أنفسهم.

وتؤكد سيدة كانت رفقة أبنائها حلّت بأرض الوطن بعد غياب لأكثر من 4 سنوات، حرصها على الخروج كل مساء، للمشي على طول كورنيش المنتزه، مضيفة أنها من المقيمات بساحة الشهداء، وعهدت التجول بالمنطقة؛ حيث لاحظت تغيرا ملحوظا في عدد الوافدين على المكان، الذي بات محل استحسان العائلات التي كانت في الماضي، تقصد المكان لشراء الأسماك فقط. وحسب ما وقفت عليه "المساء"، يختار مجموعة من الشبان، تنظيم مباراة في كرة القدم بالمنتزه المهيأ؛ حيث يصطف مناصرو الفريقين بين طرفي المساحة، يضاف إليهم عدد آخر من الوافدين. ووجدت فرق "القرقابو" التقليدية، هي الأخرى، مكانا لها بعين المكان، لتقديم عروضها. وقد أضفى ذلك نوعا من الجمالية على الجو العام للمنتزه.

وترى الأطفالَ، على وجه التحديد، فرحين بما تقدمه هذه الفرق من نغمات تقليدية تراثية، تترك في أذهانهم ذكريات حلوة لا تُنسى.