الحركة التجارية تعود إلى سوق الحميز

كورونا ترفع الأسعار وتفرض الوقاية على التجار

كورونا ترفع الأسعار وتفرض الوقاية على التجار
  • القراءات: 757
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

عادت الحركة مؤخرا إلى سوق الحميز ببلدية الدار البيضاء، بعد أن توقفت نشاطات التجار لأكثر من ثلاثة أشهر، تكبدوا خلالها خسائر كبيرة، لكن بعد هذه العودة شهدت السلع ارتفاعا ملحوظا، حسبما لاحظنا وأكد التجار والمتسوقون على حد سواء، لكن هذا الارتفاع لم يُنقِص من تلك الحركة المعهودة التي تميز هذا الفضاء التجاري، الذي ذاع صيته منذ أكثر من عقدين من الزمن.

استحسن تجار سوق الحميز العودة إلى النشاط بعدما شُلت تجارتهم لأكثر من تسعين يوما، حيث أوشك البعض على إعلان إفلاسه. وقال أحد تجار ألعاب الأطفال، إن وباء كورونا قلب كل الموازين، وترك العديد من المتعاملين الاقتصاديين والتجار في حيرة، بعد أن انتعشت تجارتهم لسنوات طويلة، وصار سوق الحميز مرجعا أساسيا لمختلف السلع، ومكانا مفضلاً للتسوق.

إقبال على  السلع رغم ارتفاع الأسعار

قال بعض التجار إن سيرورة العملية التجارية لم تعد كالسابق، وإذا كان المتسوقون يرون عودة الحركة التجارية إلى مجاريها، فإن التجار يواجهون زيادة في أسعار السلع، لا سيما أن أكثر من ثمانين بالمائة منها تأتي من الصين، وأن ذلك يعود إلى مخلفات وباء كورونا، الذي قلل من حركة المستوردين وجلبهم السلع من هذا البلد الذي سُجلت به أول بؤرة للمرض، وأن ما بقي من السلع بحوزة المستوردين في مخازنهم، تهافت عليه تجار الجملة، ورفع السعر إلى 10 بالمائة، مما جعل المواطنين يحسون بهذه الزيادات؛ لأنهم، رغم ذلك، لايزالون يقبلون على شرائها عندما تدفعهم إلى ذلك الحاجة الماسة.

عودة الحركة التجارية وزحمة لا تطاق

صار الدخول إلى منطقة الحميز منذ عودة النشاطات التجارية، مؤخرا، صعبا، حيث يسجَّل اختناق مروري كبير بمداخل هذا الحي الكبير الذي صار يعادل حجم بلدية بأكملها، فالطريق الوطني رقم 5 الذي يقطع المنطقة إلى قسمين، لا تغادره مشاهد الطوابير الطويلة للمركبات بالمسالك الثلاثة المؤدية إلى المنطقة من جهة الرويبة وباب الزوار وكذا برج الكيفان، والزحمة التي لا تطاق مع غياب أماكن كافية لركن السيارات، حسبما لاحظنا في زيارتنا المنطقة، التي وجدناها تغص بالمتسوقين الذين يقصدون المكان من مختلف ولايات الوطن.

وقال الأعوان المكلفون بركن السيارات المرخص لهم من طرف مصالح بلدية الدار البيضاء، إنهم لا يجدون أمكنة كافية لركن مركبات الوافدين، حسبما وقفنا عليه، حيث لاحظنا أن عشرات السيارات كانت تنتظر خلوّ أمكنة بين الفينة والأخرى.

حظائر ذات طوابق ضرورة ملحّة

وحسب بعض التجار، فإن من أهم النقائص بهذه السوق مترامية الأطراف، افتقارها لحظائر تخفف من حدة الضغط الذي تشهده الفضاءات الموجودة، التي تمتلئ عن آخرها في وقت مبكر.

التجار ملتزمون بالإجراءات خوفا من العقوبات

ما يلاحَظ أن تجار سوق الحميز ملتزمون بارتداء الكمامات واحترام تدابير الوقاية من فيروس كورونا، وليس هذا فقط، بل لا يسمحون لأي زبون بدخول المحل بدون كمامة؛ إذ دخلنا محلا لبيع الخردوات، فوجدنا بائعين يستقبلان زبائنهما، فلما همّ أحد المتسوقين بالدخول إلى المحل لشراء ما يلزمه، منعه صاحب المحل من الولوج لأنه كان بدون كمامة، فألح عليه الزبون يطلب الدخول، ليرد عليه التاجر بأن هذا سيكون سببا في تغريمه أو توقيفه عن النشاط، فما كان من الزبون إلا أن عاد أدراجه. ولما سألت صاحب المحل عن ذلك قال لي إنه لا يغامر بنشاطه، فبمجرد السماح للأشخاص بدخول المحل بدون واقيات، يعرَّض صاحبه لخطر الوباء، وللجانب الردعي؛ من غرامات وإغلاق للمحل. كما لاحظنا أن معظم المحلات يضع أصحابها بمداخلها قنينات من المحلول الكحولي المطهر، لتمكينهم من وقاية أنفسهم وحتى زبائنهم من الخطر.

وقد شاهدنا خلال زيارتنا سوق الحميز، مظاهر أخرى من شأنها الإضرار بأصحابها؛ حيث إن بعض المواطنين المتسوقين لا يضعون كمامات. والأكثر من ذلك أن بعض النساء اصطحبن أبناءهن الصغار بدون تزويدهم بالكمامات، حيث لم يجد التجار إزاء هذه الظاهرة غير الصحية، إلا منعهم من دخول المحلات، التي وضعوا بمداخلها لافتات تشير إلى ذلك.