انطلاق موسم الاصطياف ببومرداس

كل القطاعات مجندة لاستقبال 15 مليون مصطاف

كل القطاعات مجندة لاستقبال 15 مليون مصطاف
  • القراءات: 575
 حنان سالمي حنان سالمي

انطلق موسم الاصطياف، رسميا، بولاية بومرداس مساء الجمعة، على غرار باقي الولايات الساحلية للوطن، إيذانا بعودة الحياة لطبيعتها بعد أن تسببت جائحة كورونا في فرض حجر صحي أخلط الكثير من الأوراق. وخلّفت هذه المناسبة ترحيبا وارتياحا كبيرين وسط سكان الولاية وزوارها، خاصة بعد تجهيز 44 شاطئا لاستقبال أزيد من 15 مليون مصطاف، وهو العدد الذي تراهن عليه السلطات الولائية بتجنيد كل الإمكانيات المادية والبشرية. كما شهدت نفس المناسبة، الإعلان عن توزيع 22 شاحنة لرفع النفايات. فيما تزامن هذا الحدث مع إطلاق عدة حملات تحسيسية تعنى بمواضيع مختلفة أهمها الوقاية من التسممات الغذائية، وحوادث الغرق والمرورـ وكذا الآفات الاجتماعية.

كانت واجهة البحر لمدينة بومرداس، مساء 17 جوان الجاري، على موعد مع الإعلان عن انطلاق موسم الاصطياف لسنة 2022، والمتوقع أن يسجل تدفقا سياحيا كبيرا، بالنظر لغياب المصطافين عن الشواطئ لموسمين متتاليين بسبب تفشي جائحة كورونا. وكالعادة، سجلت مختلف المصالح حضورها في الموعد للتأكيد على جاهزيتها لاستقبال ضيوف الولاية. كما تم إلى جانب ذلك، تسجيل حضور لافت من قبل المواطنين في حدث سنوي غاب موسمي 2020 و2021، بالنظر للظرف الصحي الاستثنائي.

العودة للاستجمام.. انتصار حقيقي على محنة صحية عالمية

سألت "المساء"، بعض المواطنين بشاطئ الدلفين المركزي ببلدية بومرداس، عن رأيهم في العودة للشواطئ هذا الصيف دون قيود أو شروط، حيث قالت مواطنة أن ذلك يعد بمثابة الانتصار الحقيقي على جائحة كورونا التي وضعت العالم بأسره أمام اختبار البقاء -حسبها- كما اعتبرت أن العودة الى الشواطئ، نعمة كبيرة بعد أن عاشت وأسرتها في ضغط نفسي كبير بسبب إجراءات الغلق "اليوم عدنا لنستمتع بزرقة البحر وعاد أطفالنا للعب...إنها متعة حقيقية"، تضيف المتحدثة.

أضافت مواطنة أخرى، أن فترة تفشي جائحة كورونا، خلفت آثارا سلبية شديدة على كل أفراد أسرتها، حيث تقلصت أمام أطفالها فرص اللعب وكان الخوف على الحياة أشد بكثير من البحث عن فرص الراحة والاستمتاع، ولكن "العودة الى الشواطئ رسميا دون تقليص في مدة العطلة، يعتبر انتعاشا في يومياتنا، وهذا أقصى ما نتمناه"، تواصل بقولها. واعتبرت إحدى الزائرات من ولاية تيزي وزو رفقة أطفالها الثلاثة، العودة للحياة الطبيعية متعة حقيقية تعكس أهمية استمتاع الفرد بما لديه كل وقت. فيما اعتبرت مواطنة أخرى أن افتتاح موسم الاصطياف في آجاله العادية يمنح الفرصة لأن يستمتع الجميع، داعية المواطنين للمحافظة على نظافة الشواطئ باعتبار ذلك مسؤولية الجميع.

ترقب تدفق هائل على الساحات العمومية والحدائق

سجلت بلدية بومرداس، التي احتضنت الاحتفال الرسمي لانطلاق الموسم الصيفي، عدة مشاريع تهيئة مسّت مؤخرا عدة نقاط، سواء الشواطئ أو المساحات الخضراء والساحات العمومية، تحسبا لهذا الحدث الموسمي، حيث أكد رئيس دائرة بومرداس لعريبي دوغة في تصريح لـ"المساء"، بأنه إضافة إلى تهيئة 9 شواطئ من حيث المسالك وتوفير الإنارة العمومية، وكذا المراحيض العمومية وغيرها لتستقبل المصطافين في أحسن الظروف، تم في المقابل تهيئة 4 حدائق عمومية في مقدمتها حديقة النصر المتربعة على حوالي 10 هكتارات، والتي تسجل توافدا كبيرا للزوار، لاسيما في الفترة الليلية.

وبالمثل، تمت تهيئة كل من حديقة 21 ماي2003، وحديقة "حايد سفيان" وكذا حديقة "الدلفين" المقابلة لدار الثقافة "رشيد ميموني"، حيث قال المسؤول في هذا الصدد، أنه تم وضع كراسي وتهيئة الممرات للسماح للعائلات بالاستمتاع بالمكان، كما لفت كذلك الى تهيئة بعض الساحات العمومية ومنه الساحة المركزية قبالة مقر الأمن الحضري الأول المعروفة بتسمية ساحة برديوي".

كما أشار في معرض حديثه، إلى تهيئة حديقة أول نوفمبر بجوار شاطئ القرصان ببلدية قورصو، من خلال التنسيق مع محافظة الغابات لإعادة تأهيل الساحة بنباتات خاصة تتكيف مع بيئة الشاطئ، بينما تنفرد بلدية تيجلابين بدائرة بومرداس بالسياحة الجبلية، وبزاوية "أولاد بومرداس" الشهيرة التي سجلت مدرستها القرآنية أشغال إعادة تأهيل، حيث ينتظر أن تفتتح رسميا بمناسبة ستينية الاستقلال المصادفة لـ5 جويلية المقبل، حسب تأكيد نفس المسؤول.

الكل معني بإنجاح هذا الحدث السياحي

وكالعادة شاركت جل المصالح في إعطاء إشارة انطلاق الحدث السياحي الموسمي ذي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية الهامة، فكل مصلحة عرضت أهم الأنشطة الموكلة إليها على غرار مدينات، و"ماديبلاج الموكل إليهما السهر على نظافة المدن والشواطئ. ونشير هنا إلى استفادة 22 بلدية عشية انطلاق موسم الاصطياف، من 25 شاحنة ضاغطة لرفع النفايات تحول بعدها إلى مؤسسة "مدينات" لدعم عمليات رفع النفايات المنزلية، وبالتالي المساهمة في الحفاظ على نظافة الأحياء والمدن. وخصصت الإدارة المحلية لهذه العملية، غلاف مالي بـ35 مليار سنيتم، ستكون متبوعة باقتناء 14 شاحنة لرفع النفايات من تمويل قطاعي من أجل تعزيز عملية المحافظة على نظافة المحيط.

في هذا الصدد، أكد مدير مركز الردم التقني لقورصو و"مدينات أحمد عمي علي، أن مصالحه تتوقع زيادة في حجم النفايات بحوالي 20 بالمائة عن السنوات السابقة بسبب التدفق السياحي المنتظر، لاسيما على مستوى أكبر الشواطئ ومنه شاطئ الدلفين المركزي، فيما يرتقب أن يصل معدل الرفع اليومي للنفايات بشواطئ 7 بلديات متعاقدة مع ماديبلاج لرفع نفايات الشواطئ ما بين 10 إلى 20 طنا.

وسخر لهذه العملية، 111 عامل موسمي يقومون برفع النفايات بمختلف الشواطئ بكل من بلديات دلس، جنات، زموري، الثنية، بومرداس، قورصو وبودواو البحري. كما تم في نفس السياق، وضع 64 حاوية من الحجم الكبير عبر نفس الشواطئ، وتثبيت 125 قوس حامل لأكياس النفايات لتسهيل عملية رمي القمامة بالنسبة للمصطافين، إضافة لوضع 33 صندوقا خاصا باسترجاع القارورات البلاستيكية وتسخير 7 شاحنات لرفع نفايات الشواطئ.

قوافل تحسيسية حول التسممات والسباحة وحوادث مرور

وتم بهذه المناسبة، إطلاق عدة قوافل تحسيسية من أخطار التسممات الغذائية، وأخطار السباحة الخطيرة والوقاية من حوادث المرور والآفات الاجتماعية وغيرها من المواضيع، كما تم إلى جانب ذلك، نصب خيم للحرف والصناعية التقليدية لتضفي لمسة خاصة على المكان. وضمان الأمن والسكينة من خلال تفعيل المخططين الأزرق ودلفين لمصالح الأمن والدرك الوطنيين، من خلال تسخير التجهيزات البشرية والعتاد اللازم لحماية الأفراد والممتلكات. وتتمثل إجراءات الأمن الولائي في دوريات راكبة وراجلة لعناصر الشرطة من فرق الأمن العمومي، والدراجين وشرطة المرور لاسيما عبر دورها الأساسي في المحافظة على السيولة المرورية، بالإضافة إلى محاربة كل أشكال العنف المروري والمخالفات المرتكبة داخل الوسط الحضري تحت شعار "صيف آمن بدون حوادث".

بينما سخرت مصالح الدرك الوطني كل فصائل الأمن والتدخل لتأمين 36 شاطئا في إقليم الاختصاص، إلى جانب السهر على السيولة المرورية على محاور الطرق الوطنية أهمها (ط.و/5)، (ط.و/24) و(ط.و/12)، إضافة للطريق الاجتنابي "زرالدة- بودواو"، وكذا 32 كلم للطريق السيار "شرق - غرب". كما لا تغيب مصالح الحماية المدنية عن موسم الاصطياف، حيث سخرت معدات بشرية ومادية هامة، منها تجنيد 3200 عامل موسمي مقسمين على فوجين يعملان بالتناوب لحراسة الشواطئ والمصطافين، ناهيك عن تسخير معدات مادية هامة، منها 6 سيارات إسعاف و14 زورق مطاطي وأخر نصف صلب وأجهزة أخرى لضمان سلامة وامن المصطافين..