لجنة تحقيق ستحل بالمنطقة للوقوف على الأسباب

كارثة إيكولوجية تهدد بحيرة الرغاية شرق العاصمة

كارثة إيكولوجية تهدد بحيرة الرغاية شرق العاصمة
  • القراءات: 3557
كريم.ب كريم.ب

دقت العديد من الجمعيات المحلية الناشطة على مستوى بلدية الرغاية وعين طاية،  شرق العاصمة، ناقوس الخطر إزاء التلوث الكبير الذي لحق بحيرة الرغاية، بعد تسرب كميات كبيرة من المياه المستعملة القادمة من المنطقة الصناعية، وتحول المنطقة الرطبة الوحيدة بالعاصمة إلى بركة من المياه الضحكة ذات اللون الأحمر، مهددة عشرات الطيور المهاجرة بالانقراض.

 

أكد العشرات من السكان القاطنين على مستوى بلدية الرغاية وعين طاية، في معرض حديثهم مع "المساء"، رفضهم للتلوث الحاصل على مستوى بحيرة الرغاية، جراء تسرب كميات كبيرة من المياه الملوثة بداخلها، الأمر الذي بات يهدد الثروة الحيوانية المتمثلة في مختلف أنواع الطيور المهاجرة، وحتى بعض الأصناف النباتية التي تتواجد على ضفاف المنطقة التي تعد المنطقة الرطبة الوحيدة على مستوى ولاية الجزائر، مطالبين بتدخل الجهات الوصية لوقف الاعتداء الصارخ ضد المحيط البيئي بالمنطقة، والذي بات يهدد بكارثة إيكولوجية جد خطيرة.

وأوضح محدثونا أن بوادر التلوث بدأت من خلال تلوث شاطئ "القادوس" التابع لبلدية عين طاية، حيث تم إخطار الجهات الوصية بظهور بقع داكنة اللون على مستوى الشاطئ، وبعض المواد الكيماوية المترسبة على الشاطئ جراء تراكم كميات من بعض المياه الملوثة المنبعثة من بحيرة الرغاية، وهو الأمر الذي استدعى  حضر السباحة على مستوى الشاطئ إلى غاية احتواء المشكل الذي تم تداركه بشكل تدريجي، ليتم إعادة فتح الشاطئ من قبل الجهات الوصية، غير أن مشكل تلوث بحيرة الرغاية أخذ منحنا خطيرا، بات من الضروري إيجاد حل نهائي له.

وقد وجهت العديد من الجمعيات المحلية الناشطة ببلدية الرغاية وعين طاية على اختلاف نشاطاتها، أصابع الاتهام للمؤسسات المصنعة الناشطة على مستوى مناطق النشاط الصناعي، بكل من الرويبة والرغاية، كون تلك النفايات السائلة السامة تصب عبر وادي الرغاية إلى البحيرة، بالتالي إلى البحر، لكن بعد أن تمر على محطات الضخ والتصفية، وهو الأمر الذي طرح الكثير من الأسئلة حول فاعلية تلك المحطات التي تنحصر مهمتها في تصفية كل أشكال المياه الملوثة قبل أن تصب في بحيرة الرغاية، وقبل أن تصل إلى كل من شاطئ رغاية وعين طاية. وطالب السكان بفتح تحقيق من قبل المديرية الوصية للوقوف على الأسباب التي حولت المنطقة الرطبة الوحيدة بالعاصمة إلى منطقة ملوثة بامتياز، لاسيما أن خطر التلوث لايزال مستمرا أمام صمت الجهات الوصية واستمرار مخاوف السكان من امتداد التلوث إلى باقي الشواطئ المحاذية لشاطئ "القادوس".

وقال ممثل الهلال الأحمر الجزائري ببلدية الرغاية، حسن غزالي، بأنه تم عرض المشكل على وزيرة البيئة، وتم إخطارها بخطورة الوضع، حيث أكدت وزيرة البيئة، فاطمة الزهراء زرواطي، أن ملف تلوث البحيرة على طاولتها، وسيتم إرسال لجنة متخصصة للتحقيق في أسباب تلوث.