تضم أكثر من 46 ألف ساكن وتحولت إلى منطقة حضرية بالدار البيضاء

قمقاني يقترح فصل منطقة الحميز عن البلدية الأم

قمقاني يقترح فصل منطقة الحميز عن البلدية الأم
  • القراءات: 2863
زهية. ش زهية. ش

عرفت بلدية الدار البيضاء بشرق العاصمة، ارتفاعا كبيرا في كثافتها السكانية التي تجاوزت مائة ألف نسمة، حسبما أكده رئيس البلدية السيد الياس قمقاني، مشيرا إلى أن هؤلاء موزعون على70 حيا، من بينها منطقة الحميز التي تضم لوحدها أكثر من 46 ألف ساكن موجودين بـ26 حيا، مما يتطلب تقسيما إداريا جديدا تتفرع عنه بلديات أخرى، على غرار منطقة الحميز التي تتوفر على المؤهلات اللازمة لتصبح بلدية قائمة بذاتها، غير أنها غنية ماليا وفقيرة من حيث المساحات العقارية لإنجاز المشاريع الضرورية.

وفي هذا الصدد، اقترح المسؤول الأول عن بلدية الدار البيضاء، في لقاء خص به"المساء"، تقسيما إداريا جديدا يمس بلديته التي يمكن أن تتفرع عنها بلدية أخرى، هي منطقة الحميز التي عرفت تطورا عمرانيا وارتفاعا في كثافتها السكانية بشكل ملفت للانتباه، ولديها ملحقة إدارية وكل الإمكانيات للتكفل بانشغالات المواطنين، فضلا عن كونها تتميز بحركة تجارية كثيفة بفضل وجود سوق الحميز لبيع التجهيزات الكهرومنزلية وعدة مؤسسات ومصانع، كما أنها تبعد عن مركز المدينة بأكثر من ستة كيلومترات، مما يتطلب قضاء وقت طويل للوصول إلى مركز البلدية، خاصة في ظل الاختناق المروري في العديد من مداخل ومخارج البلدية، وهو ما يحتم -حسبه- اعتماد تقسيم إداري جديد عوضا من ذلك المعمول به منذ سنة 1984، والذي أصبح لا يستجيب للتغيرات التي عرفتها العديد من بلديات العاصمة، منها ارتفاع كثافتها السكانية بشكل ملفت للانتباه، مما انعكس على التنمية المحلية ببعضها.

مشاريع لفك الاختناق المروري 

من جهة أخرى، أوضح المتحدث أن مشكل الاختناق المروري الذي يميز مداخل ومخارج البلدية سيتم التحكم فيه، من خلال إنجاز مشاريع ذات علاقة بهذا الملف الذي أرق سكان البلدية وزوارها، كونهم يقضون أوقاتا طويلة نتيجة الاختناق المروري الذي يعد نقطة سوداء تشترك فيه مختلف البلديات، حيث سيتم إنجاز مدخل على مستوى أحياء الشهداء، كريم بلقاسم وحي بقالم محمد، كما انطلقت مؤخرا على مستوى حي العقيد شعباني عملية إنجاز مخرج يؤدي إلى الجزائر العاصمة أو بن عكنون على مستوى الطريق السريع جنوب، ومدخل آخر محاذ لحي البساتين، واتجاه دائري يهيئ بمساحات خضراء، فضلا عن ممر علوي يجري إنجازه في نفس المكان، ويربط حي "سنتيبي" بحي البساتين، ومحول للطريق بنفس الحي، خاصة أن البلدية معروفة بتواجد العديد من المؤسسات العمومية والخاصة الهامة على ترابها، فضلا عن منطقة الحميز التي تتميز بنشاط تجاري واسع طيلة الأسبوع، مما انعكس سلبا على حركة المرور بغض النظر عن المداخيل الجبائية الهامة التي تستفيد منها البلدية.  

تهيئة شاملة داخل الأحياء

على صعيد آخر، أكد السيد قمقاني أن بلديته غنية ماليا، لكنها تفتقر للعقار الذي يخصص لإنجاز المشاريع، وأن المنطقة الوحيدة التي فيها أوعية عقارية، هي منطقة الحميز التي تشمل أراض فلاحية تابعة لمجموعات فلاحية من الصعب الحصول عليها والاستثمار فيها، باستثناء بعض الجيوب العقارية التي استرجعت من عملية إعادة الترحيل التي ستنجز فيها مشاريع تنموية، منها مسبح بلدي ستحتضنه أرضية حي الحرية الذي رحلت منه العائلات التي كانت تقيم بيوتا قصديرية منذ سنوات، حيث الدراسة جاهزة لإنجاز هذا الهيكل الرياضي، كما خصصت مبالغ مالية هامة للتهيئة وتوفير الإطار المعيشي المناسب للسكان، حيث تعرف أحياء البلدية التي بلغت ميزانيتها 250 مليار سنتيم خلال السنة الجارية، عملية تهيئة شاملة، منها تعبيد كل الطرق والأرصفة، حيث توشك الأشغال حاليا على الانتهاء بحي سعدي عمار، حي أول نوفمبر، عبان رمضان، شارع 11 ديسمبر بوسط الحميز وحي لالة فاطمة نسومر، وحي الإخوة عاشوري، بينما ستنطلق بحي عبد الرحمان الثعالبي، حي محمد بقالم أو حي العمال سابقا الذي استفاد من التزود بالمياه الصالحة للشرب، في انتظار الانطلاق قريبا في التهيئة داخل الحي في إطار وضع كل أحياء البلدية في نفس المستوى، حيث سيتم تزويد حي بن خليل الذي تم تحويله مؤخرا من بلدية الكاليتوس إلى الدار البيضاء بقنوات الصرف الصحي، في انتظار تسجيل مشاريع أخرى لترقية هذا الحي وتلبية انشغالات سكانه.

توسيع المقبرة ومرافق هامة في منطقة الحميز

للقضاء على مشكل دفن الموتى الذي تحول إلى هاجس، خاصة بالنسبة لـمنطقة الحميز التي تم مؤخرا تسجيل بطاقة فنية على مستواها والإعلان قريبا عن دراسات لتوسيع مقبرتها المحاذية لحي "المندرين" التي تعرف اكتظاظا، ولم تعد تستوعب مزيدا من الموتى، كما ستتم تهيئة أرضية كانت مشغولة من طرف البيوت القصديرية بـ"الحميز 3"، واختيارها لإنجاز سوق جوارية ومرافق للعب الأطفال، تكون متنفسا لسكان منطقة الحميز التي تفتقر لمثل هذه المرافق، حيث تم ضمها في المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير الجديد، كونها تحولت إلى منطقة عمرانية بعدما كانت فلاحية.

وفي قطاع الرياضة، أكد رئيس بلدية الدار البيضاء أن عدة مشاريع تخضع للتهيئة، منها ملعب "الشهيد بن رابح عمر" الذي توشك الأشغال به على الانتهاء، حيث تم تزويده بالمدرجات والجدار الخارجي، كما سيتم وضع العشب الاصطناعي لملعب المدينة الجديدة وملعب الحميز وملعب عبان رمضان الذي خضع هو الآخر للتهيئة، لتصبح أربع ملاعب بالبلدية مؤهلة من طرف الفيدرالية الوطنية لكرة القدم من أجل استقبال المباريات الرسمية. 

وبخصوص فضاءات الترفيه واللعب، ستنطلق قريبا عملية إنجاز 6 ملاعب جوارية بمبلغ 4 ملايير سنتيم داخل الأحياء، حيث سيتم الإعلان عن مناقصة وطنية لبعث هذه المشاريع من جديد، لأن المناقصة السابقة كانت بدون جدوى، كما يجري إنجاز قاعة علاج بحي المدينة الجديدة تدعيما للصحة الجوارية بالمنطقة، غير أن مسؤولي بلدية الدار البيضاء يواجهون متاعب مع بعض المقاولين الذين يتهاونون في تسليم المشاريع في وقتها المحدد، مما أدى إلى فسخ العقد في حالتين، واحدة منها بسبب رفض المقاول إكمال المشروع الذي أسند له في حي عبان رمضان.

مائة سكن اجتماعي مقابل 6 آلاف طلب

فيما يتعلق بعملية الترحيل التي مست سكان القصدير، أوضح السيد قمقاني أن البلدية تخلصت من هذا المشكل بمنطقة الحميز التي شهدت إعادة إسكان أكثر من 3 آلاف عائلة، واسترجعت قطع أراضي هامة لإنجاز مشاريع تنموية جوارية للمواطنين، مشيرا إلى أن حوالي 200 عائلة تقطن في القصدير بحي عبان رمضان تنتظر الترحيل، حيث تجري عملية دراسة الملفات على مستوى البلدية، ثم المقاطعة اللإادارية، في انتظار عملية إعادة الإسكان التي تقوم بها ولاية الجزائر، كما تواجه آلاف العائلات أزمة سكن وتوزيع حصة مائة سكن التي منحتها الولاية لكل بلدية، حيث تجري عملية غربلة الملفات وتصفية تلك التي تتوفر فيها الشروط، من خلال دراستها حالة بحالة، وأرجع المتحدث تأخر الكشف عن قائمة المستفيدين إلى كثرة الطلبات التي بلغت 6000 طلب، مقابل الحصة الضئيلة التي استفادت منها البلدية، والتحقيق المعمق بهدف منح هذه الحصة للحالات الاجتماعية القصوى.