بلدية بئر العرش

قريتا السواسي والنزازرة من مناطق الظل

قريتا السواسي والنزازرة من مناطق الظل
  • 1610
❊منصور حليتيم ❊منصور حليتيم

تتواصل معاناة سكان قريتي السواسي والنزازرة ببلدية بئر العرش الواقعة بالجهة الشرقية لولاية سطيف، بسبب سياسة التهميش المفروضة عليهم من قبل المسؤولين المحليين، سيما المنتخبون، الذين لا يعرفون المنطقتين سوى خلال الحملات الانتخابية لاستمالة أصوات سكانهما مقابل بعض الوعود الكاذبة؛ ما جعل المنطقتين تصنَّفان ضمن مناطق الظل لانعدام أبسط مظاهر التهيئة.

تُعد قريتا السواسي والنزازرة من المناطق الأكثر تضررا لغياب عمليات تخرجهما من عزلتهما؛ ما جعلهما تصنفان ضمن مناطق الظل، التي دعا رئيس الجمهورية إلى منحها نصيبها من العمليات التنموية، فإلى غاية مطلع السنة الجارية لايزال سكانها محرومين من أبسط متطلبات العيش الكريم، في مقدمتها مياه الشرب، التي مازال سكانها يقطعون مسافات طويلة لجلبها وسد الرمق عن طريق بعض الطرق التقليدية؛ كالآبار الفلاحية غير المعالجة، وباستعمال صهاريج تجرها الحمير.

وحسب مصادر "المساء"، فإن بلديتي بئر العرش والبلاعة وقّعتا خلال العهدة السابقة اتفاقا يقضي بتزويد سكان القريتين من القناة التي تزود قرية بئر سمارة ببلدية البلاعة؛ بتخصيص مبلغ مالي يقدر بـ 500 مليون سنتيم، إلا أن المشروع سرعان ما تبخر وبقي حبيس الأدراج؛ كونه تزامن مع نهاية العهدة الانتخابية المنقضية.

معاناة سكان هاتين القريتين لم تتوقف عند مياه الشرب فحسب، بل تعدت إلى النقل، الذي أثقل كاهل السكان بفعل الوضعية المتردية للطريق الوحيد المؤدي منهما وإليهما، والذي هو عبارة عن طريق ترابي يصعب سلكه سيما عند تساقط الأمطار وخلال فصل الشتاء، حيث بات لا يليق للسير، خصوصا بالنسبة للمركبات؛ ما يجبر سكان القريتين على قطع مسافة إضافية تقدر بقرابة 17 كلم للوصول إلى مركز البلدية، مرورا ببلدية العلمة أو البلاعة رغم أن المسافة التي تربط القريتين بمركز البلدية، لا تتجاوز 4 كيلومترات.

كما تدهورت وضعية الطريق الرابط بين قرية "النزازرة" وقرية "بئر سمارة" ببلدية البلاعة بسبب تآكل الخرسانة وتشكل الحفر وصعوبة السير عليه، حيث يجبَر تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي على قطع مسافة 3 كلم مشيا على الأقدام في ساعات مبكرة من الصباح، للوصول إلى المواقف الخاصة بالنقل المدرسي. أما تلاميذ الطور الابتدائي فيقطعون يوميا مسافات أطول للوصول إلى المدرسة الابتدائية بقرية السمارة.

وتشكل الغابة الممتدة على المسلك الريفي من الطريق البلدي رقم 340 إلى القرية، حاجزا أمام السكان للوصول إلى حقولهم الفلاحية بسبب كثافة الأغصان وتدلّيها، مكونة حاجزا يمنع السكان من العبور إلى الجهة الجنوبية لعدم زبرها منذ غرسها في ثمانينيات القرن الماضي؛ ما جعلها تتحول إلى وكر للمنحرفين يترصدون عابري هذا المسلك.