أمام غلق تنسيقية قرى بوزقان للمفرغة العشوائية (تيزي وزو)

قرية "توريرث" تشرع في التحسيس بأهمية "الكمبوست" والجمع الانتقائي للنفايات

قرية "توريرث" تشرع في التحسيس بأهمية "الكمبوست" والجمع الانتقائي للنفايات
  • القراءات: 1107
س/زميحي س/زميحي
أدى تدهور البيئة ببلدية بوزقان الواقعة على بعد حوالي 60 كلم شرق ولاية تيزي وزو، إلى دق لجان القرى وجمعيات حماية البيئة ناقوس الخطر نتيجة تردي المحيط والطبيعة بفعل الانتشار الكبير للنفايات، فالبرغم من مختلف حملات التحسيس وعمليات التنظيف التي تنظمها البلدية من حين لآخر، إلا أن المشكلة لا تزال مطروحة، خاصة بعد إقدام المواطنين على غلق مفرغة ازغار، ولقد قامت تنسيقية قرى بوزقان المقدر عددها بـ 20 قرية بغلق المفرغة العشوائية بازغار نهائيا، وذلك منذ 25 جويلية الماضي، حيث جندت حراسا للموقع لتفادي رمي النفايات بالموقع بعد هذا التاريخ، معتبرة أن المفرغة لا تستجيب للمعايير البيئية، التي أخذت تتوسع على حساب المساحات الخضراء المجاورة للمفرغة ما بات يشكل خطرا على الحياة البرية والنباتية.
وحسب تصريح مواطن من المنطقة، فإن قرار التنسقية الرامي إلى غلق نهائي للمفرغة جاء بعد حصول البلديات المجاورة لبوزقان على ترخيص ضمني لرمي نفاياتها بهذه المفرغة، ما فتح المجال للبلديات البعيدة بدورها للتخلص من قماماتها برميها بالطريق، مشيرا إلى أن الأمر الذي أزعج سكان قرى بوزقان هو إقدام عمال النظافة لهذه البلديات على التخلص من جثث الكلاب الضالة التي تم القضاء عليها باستعمال مواد سامة، بدل دفنها ما يشكل خطرا كبيرا على صحة سكان القرى المجاورة للمفرغة وكذا مستعملي الطريق الرابط بين بلديتي ايلولة وبوزقان، الذي تتواجد المفرغة على حافته، حيث يشكل هذا المشكل خطرا كبيرا ليس فقط على الحياة البرية والنباتية، لكن على المجمع المائي المستعمل في سقي الأراضي الفلاحية والذي يتواجد على بعد أمتار من المفرغة وهو الأمر الذي أثار حفيظة الفلاحين بدورهم.
وأضاف المتحدث، أنه سبق للبلدية وأن أعلنت عن استفادتها من ميزانية مخصصة من طرف الولاية والموجهة لتحسين الموقع، وذلك بإنجاز سياج لموقع المفرغة مع تهيئتها وكذا إنجاز غرفة للحراس الذين يضمنون مراقبة دخول وخروج الشاحنات لتفادي استغلالها من طرف البلديات الأخرى، غير أن المشروع لم ير النور بعد.
وأمام الانتشار الكبير للنفايات، رأت لجنة قرية توريرث أن القضاء على المشكل يتطلب وضع كل الإمكانيات واتخاذ إجراءات لوضع حد للمشكلة، الذي يتحقق بالجمع الانتقائي لمواد التغليف المنزلية القابلة للرسكلة وتطوير المواد القابلة للتخمر، حيث شرعت القرية بالتنسيق مع جمعية حماية البيئة «الهضبة الخضراء» في تحسيسس وإعلام المواطنين بأهمية الفلاحة الطبيعية الفردية أو الجماعية، حيث وضعت الجمعية تحت تصرف المواطنين حاويات لجمع النفايات مصنوعة من الخشب أو ما يسمى بـ«الكمبوست»، التي ستعمل على التقليل من النفايات المنزلية على المدى البعيد، كما ستضمن هذه الحاوية المصنوعة من الخشب استقبال النفايات النباتية من بقايا الخضر والقشور، أوراق الأشجار والروث وغيرها وسيتم بواسطة التخمر الهوائي الحصول على سماد عضوي طبيعي يستعمله الفلاح كغذاء لمحاصيله الذي يعتبر خطوة ومبادرة مهمة من أجل حماية البيئة.
وتأمل «جمعية حماية البيئة» أن يلقى المشروع اهتمام المواطنين ويسعون إلى تجسيده وتعميمه نظرا لأهميته بالنسبة للكل، كونه يهدف إلى حماية البيئة التي أصبحت الشغل الشاغل للجميع أمام تدهور الطبيعة والمحيط بسبب الانتشار العشوائي للمفرغات، وكذا لمواجهة مشكل عدم إيجاد حلول ناجعة، خاصة في ظل تسجيل الولاية لمشكلة معارضة إنجاز مراكز للردم التقني للنفايات.