طباعة هذه الصفحة

الڤشڤاش بقسنطينة

قرية تعاني التهميش منذ الاستقلال

قرية تعاني التهميش منذ الاستقلال
  • القراءات: 1550
❊زبير.ز ❊زبير.ز

رفع سكان قرية الڤشڤاش، الواقعة بمنطقة عين نحاس في بلدية الخروب بقسنطينة، العديد من الانشغالات إلى السلطات المحلية، في ظل الوضعية الصعبة التي يعيشها قاطنو هذا التجمع السكاني، وانعدام أبسط ضروريات الحياة الكريمة، مما ضاعف المعاناة وجعل السكان ينتفضون في العديد من المرات، لكن دون تحرك أية جهة مسؤولة، للنظر في انشغالاتهم والتخفيف من معاناتهم.

 

يعاني سكان قرية الڤشڤاش، التي تبعد بحوالي 5 كلم عن القطب السكني الجديد عين نحاس، وتضم حوالي 200 عائلة، من إهمال تام للسلطات المحلية، التي وضعت قريتهم، حسبهم، في خانة النسيان والتجاهل، حيث أكد السكان أنهم يعانون الأمرين من أجل الوصول إلى المحلات التجارية بعين نحاس، في ظل تدهور الطريق الوحيد الرابط بين التجمعين، بالإضافة إلى غياب النقل، إذ يضطر العديد منهم إلى التنقل مشيا على الأقدام، للوصول إلى الطريق الوطني رقم 3، الرابط بين الخروب وقسنطينة. كما أن حافلة النقل المدرسي باتت تضع التلاميذ في منتصف الطريق، ولا يغامر صاحبها بدخول القرية حفاظا على مركبته من حالة الطريق السيئة.

حسب سكان قرية الڤشڤاش المعزولة، فإنهم يعيشون حياة بدائية، أرجعتهم إلى سنوات الاستقلال الأولى، مؤكدين أنه من غير المعقول أن الجزائر على مشارف سنة 2020، وهم يعانون من غياب الكهرباء عن منازلهم، وهو الأمر الذي يجعلهم يلجأون إلى البطاريات، أو مولدات الكهرباء، ومنهم من يعيش على ضوء الشموع، خاصة أن المحول الكهربائي الوحيد يكثر عليه الضغط ويتوقف أحيانا، كونه يزود 16 مزرعة.

مشكل آخر نغص حياة السكان الذين يقطنون المنطقة منذ عشرات السنين، يتمثل في غياب غاز المدينة عن القرية، مما جعلهم يعانون من نقل قارورات غاز البوتان بأسعار باهظة ومن أماكن بعيدة، وتزداد معاناتهم كل فصل شتاء، مع اشتداد موجة البرد وانخفاض دراجات الحرارة، حيث يلجأ العديد من سكان هذه القرية إلى الطرق البدائية، باستعمال الحطب من أجل الطبخ أو التدفئة، أما أصحاب الجرارات فيتنقلون إلى منطقة البشاكرة أو الخروب للتزود بالغاز أو المازوت الذي يستعملونه في الفلاحة.

كما يشتكي سكان القرية التي تتكون من 8 مشاتي، وذات الطابع الفلاحي، من غياب شبكة قنوات المياه الصالحة للشرب، حيث يعتمد السكان على حفر الآبار أو التزود من بعض المنابع الطبيعية الموجودة في محيط القرية، وغير المراقبة من طرف الجهات الصحية المختصة، في حين يلجأ بعض السكان إلى شراء ماء الصهاريج، خاصة السكان الذين لديهم أشغال إضافية.

سكان القرية، رفعوا أيضا مشكل حرمانهم من الاستفادات بالسكن الريفي، والتي تقدمها الدولة في شكل إعانة مالية قدرها 120 مليون للمستفيد، من أجل تثبيت سكان الريف والقضاء على النزوح الريفي نحو المدن، وقد أعربوا عن تعجبهم من عملية الإقصاء التي تتعرض لها قريتهم في كل مرة يتم الإفراج فيها عن قوائم المستفيدين بدائرة الخروب.

رغم اتصالهم بالعديد من الجهات، على غرار مصالح البلدية والدائرة، إلا أن مساعيهم باءت كلها بالفشل، في ظل تغاضي المسؤولين عن التكفل الحقيقي بمشاكلهم، وهو الأمر الذي دفعهم في آخر مرة، ومنذ أيام قليلة، إلى غلق الطريق الوطني رقم "3"، لإسماع صوتهم، حيث تنقل إليهم رئيس الدائرة ورافقهم إلى قريتهم، ووعدهم بالنظر في طلباتهم المشروعة، لتحسين نوعية المعيشة والحصول على حياة كريمة.