لمواجهة العطش ونقص الماء خلال الصيف

قرويون يتكفلون بتهيئة المنابع الطبيعية

قرويون يتكفلون بتهيئة المنابع الطبيعية
  • القراءات: 1248
س/زميحي س/زميحي

تشهد قرى ولاية تيزي وزو، عملية تهيئة وترميم منابع المياه الطبيعية، التي تعد المصدر الوحيد الممول للماء ببعض القرى، في حين بالنسبة لأخرى، تعتبر إضافة، ويعتمد عليها على مدار السنة، لكن يكثر الطلب عليها خلال الصيف، نظرا لنقص الماء بالحنفيات من جهة، ومن جهة أخرى، لطعمها وبرودتها الطبيعية التي تروي العطشان.

سكان القرى الذين أخذوا يولون أهمية كبيرة للمنابع الطبيعية، سواء في إطار مسابقة "أنظف قرية"، من خلال تهيئة وترميم المنابع، التي يعود بعضها لأكثر من قرن من الزمن، ولا تزال تروي العطشان من الإنسان والحيوان، فخرير الماء وبرودته وتدفقه بدون  انقطاع، من الأسباب التي تحفز المواطنين على التوجه نحو هذه المنابع المائية، للاستمتاع بالمناظر والارتواء بمياهها، وهو ما يشعرهم براحة نفسية لا مثيل لها، من جهة هدوء المكان، ونوعية مياهها العذبة ذات الجودة العالية والمفيدة لصحة الإنسان.

لعل تمسك السكان بمياه الينابيع يؤكد أهمية ونوعية هذه المياه الصحية أكثر من غيرها، سواء المعبأة في قارورات بلاستيكية، أو التي تضخ نحو الحنفيات، وهذا لا يقلص من شأن هذه المياه، لكن بالنسبة للسكان، هناك فرق كبير، لأن الموارد الطبيعية مياهها لم تخضع لأي علاج ولا إضافات، مما جعل القرويين يلجأون إليها، ولعل الطوابير التي نجدها في الطرق  بأوساط القرى والمرتفعات الجبلية البعيدة، خير دليل على أن هذه الينابيع تكتظ بالباحثين عن المياه العذبة.

ذكر "دا ارزقي" من اعزازقة، أن هذه المدينة كانت في وقت مضى، تزخر بعدة منابع مياه، حيث المسافة  بين منبع وآخر مترين أو أقل، لكن مع زحف الإسمنت والتطور العمراني، لم يعد لها أثر، متأسفا عن هذا الوضع الذي كان بإمكانه حل مشكلة الماء في المدنية، لو تم الإبقاء عليها دون ردمها، مشيرا إلى أن انزلاق التربة الذي تعاني منه المدنية، راجع إلى وجود الماء "المياه الباطنية"، التي بعد تغير مسارها، تسببت في تشبع الأرض بالماء وتحركها، بالتالي تسجيل انهيارات الأتربة وانزلاقات الطرق وتضرر المباني.

أضاف أن علاقة السكان بالمنابع الطبيعية، لا يتوقف على اقتناء وجلب الماء للشرب والاستعمالات اليومية فحسب، فهناك علاقة بالطبيعة، والبحث عن مصادر للسقي، مشيرا إلى أنه يتم من حين لآخر، إخضاعها للتهيئة والتخلص من الأعشاب والطحالب، مما يضمن نقاء وصلاحية المياه للشرب.

أعقبت "نا جميلة" من قرية جمعة صهاريج، أن هذه الأخيرة تضم 99 منبعا مائيا، عمدت لجنة القرية إلى تهيئتها حتى تكون مصدرا لها لمواجهة أزمة العطش خلال الصيف، حيث هناك منابع خصصت لغسل الملابس وأخرى مخصصة للحيوانات، بينما أغلبيتها الموزعة بمسالك القرية، يتم اعتمادها للشرب من طرف السكان، ويتم إخضاعها للتهيئة والتطهير والتنظيف.

يقول "دا مقران" من منطقة عين الحمام، إن هناك ينابيع طبيعية تعود أغلبيتها إلى عهود غابرة، تتواجد على حواف الطرق، وتعتبر مصدرا للشفاء من عدة أمراض، منها منبع تيزي تغيذاث بطريق بلدية إعكوران، دائرة اعزازقة، الذي ينصح الأطباء بشربه مياهه لمن يعاني الحصى في الكلى، ومنبع يقع بمدخل مدينة عين الحمام، الذي أثبتت التحاليل أنه مفيد لمن يعاني نقص الحديد في الدم، كذلك منبع أسيف أوسرذون ببلدية إيفيغا، الذي يتضمن معادن مختلفة مفيدة للجسم التي تنعش النفوس.

نظرا لأهمية هذه المنابع، يعمد القرويون على تهيئتها كل سنة، من خلال تنظيفها وتهيئتها، مما أدى إلى بقائها، رغم قدمها، تضخ الماء البارد والنقي، ولعل  الشكل والهندسة المعمارية التي شيدت بها، خير دليل على أنها رويت عطش الملايين من الأرواح على مر السنين، حيث لا يزال يعتمد عليها لمواجهة العطش خلال الصيف، وتعتبر منقذ القرويين، لاسيما بالنسبة للذين لا يملكون إمكانيات لاقتناء الصهاريج.

في انتظار إعداد خارطة لمرافقة حاملي المشاريع ... "كناك" يمول 59 مؤسسة مصغرة منذ بداية السنة 

تمكن الصندوق الوطني لتأمين على البطالة "كناك" وكالة تيزي وزو منذ بداية السنة الجارية إلى غاية جوان الماضي، من تمويل 59 مشروعا يخص عدة أنشطة ومجالات ، من مجموع 120 ملفا تم الموافقة والمصادقة عليها، والتي أودعها الشباب الراغبين الاستفادة والحصول على قروض من اجل إنشاء مؤسسات مصغرة في مجالات مختلفة.

 

كالة "كناك" لتيزي وزو التي ترافق الشباب حاملي المشاريع، استقبلت خلال ال 6 أشهر الأولى من السنة الجارية 100طلب جديد للحصول على تمويل يسمح بإنشاء مؤسسات مصغرة في الميدان، في حين تم الموافقة والمصادقة على 120ملفا بعد دراستها من طرف اللجنة، حيث 59 ملفا حولت للبنوك وتحصلت على التمويل والتي تمكن أصحابها من الاستفادة من العتاد والأجهزة المطلوبة لممارسة النشاط الذي يريدونه ، خاصة البناء والفلاحة، حسبما أكده ولد علي حكيم مدير الصندوق الوطني لتأمين على البطالة "كناك"  وكالة تيزي وزو. وقال المتحدث في سياق متصل، أن المشاريع الممولة المقدرة ب 59 التي تسمح بإنشاء مؤسسات مصغرة من شانها توفير نحو 120منصب شغل لأبناء الولاية بمعدل منصبين بكل مؤسسة، موضحا أن جائحة كورونا تسببت في تراجع النشاط والملفات المودعة هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية، أملا في أن تسجل الوكالة الأشهر المقبلة ملفات أكثر وإقبال الشباب مع تحسن الوضعية الصحية للبلاد.

أشار المتحدث إلى أن الوكالة سجلت إقبال قوي من طرف الشباب الراغبين في تجسيده مشاريعهم في مجالات مختلفة، حيث كان النشاط الفلاحي المجال الأكثر استقطابا بمختلف أنواعه، حيث أبدى حاملو المشاريع رغبتهم في الحصول على قروض لتمويل مشاريعهم منها التربية، الزراعة وغيرهما بفضل إجراء "كناك"، داعيا أصحاب المشاريع المصغرة الراغبين توسيع مجال نشاطاتهم، التقرب من الوكالة من اجل الاستفادة من التمويل لاسيما وأن الدولة وضعت تسهيلات لمرافقة الشباب البطال وأصحاب المشاريع، من اجل إنشاء مؤسسات أو توسيع النشاط وهذا بغية خلق مناصب شغل وتدعيم السوق بإنتاج محلي.

ذكر ولد علي حكيم، بأن الصندوق بصدد إعداد خارطة مفصلة عن النشاطات لتكون بمثابة آلية لمرافقة الشباب حاملي المشاريع، وتتناسب مع الاحتياجات المعبر عنها عبر إقليم الولاية، مؤكدا على أن الهدف منها هو تدارك الإخفاقات التي كانت وراء عجز مؤسسات مصغرة، وكذا تحديد ومعرفة نشاطات ومؤهلات وخصائص كل منطقة وحاجياتها، ما يسمح بتسهيل عمل لجنة المصادقة على المشاريع التي ستعمل على، ضمان نجاح المشاريع والمؤسسات المنشاة بفضل كناك، وتفادي الوقوع في خانة "العجز".