الشاطئي الصخري "محي الدين عبد القادر" بتيبازة

قبلة الباحثين عن متعة الصيد والهدوء

قبلة الباحثين عن متعة الصيد والهدوء
  • 425
رشيدة بلال رشيدة بلال

تختار بعض العائلات خلال العطلة الصيفية، الهروب إلى الشواطئ الصخرية، التي تعرف بقلة زوارها، بسبب صعوبة السباحة فيها، حيث يميل أرباب الأسر وبعض الشباب من هواة الصيد، التواجد على الصخور من أجل الصيد والاستمتاع بزرقة البحر، بينما تجلس العائلات رفقة أبنائها على ضفاف الشاطئ، للعب أو كراء بعض معدات النزهة البحرية، للاستمتاع بجمال وصفاء مياه البحر في مثل هذه الشواطئ.
"المساء" زارت واحدا من الشواطئ الصخرية، الذي يعتبر من أكثر الشواطئ هدوء، ويستقطب هواة الصيد ومحبي الهدوء والسكينة، وهو شاطئي "محي الدين عبد القادر" الواقع في ولاية تيبازة.
لعل أول ما يشد انتباه النازل إلى شاطئ محي الدين عبد القادر بولاية تيبازة، أنه يمتاز بطبيعته الصخرية ومياهه الزرقاء الصافية، فضلا على نظافته وهدوئه، وسهولة الوصول إليه عبر الطريق الوطني رقم 11، ولعل ما زاد من جماله، أنه يحتوي على عدد من المرافق التي يحتاج إليها أي مصطاف، حيث يأتي في المقام الأول، دورات المياه، ومصلى وبعض المحلات الصغيرة التي تبيع بعض المواد الغذائية التي يحتاجها عادة المصطاف، مثل المياه والمشروبات الغازية والعصائر وبعض أنواع الحلويات، وكذا معدات البحر للأطفال، ناهيك عن أنه من الشواطئ المحروسة من طرف فرقة الحماية المدنية، خاصة أن السباحة في مثل هذه الشواطئ الصخرية خطيرة، لذا تظل أعين الحراس، حسبما رصدته "المساء"، مفتوحة لمراقبة كل المصطافين وتنبيههم بالصفارات، بمجرد ابتعاده، ولو قليلا على الشاطئ.
من بين الخصائص التي جعلت شاطئ محي الدين عبد القادر من الشواطئ المحببة لدى بعض المصطافين، أنه عبارة عن خليج صغير، يمتد على طول مائتين متر، أبدع بعض الشباب من الحائزين على رخص استغلال الشاطئ في تهيئته ببعض المرافق، للزوار الذين لا يملكون كراس أو طاولات، ويرغبون في الاستمتاع على الشاطئ، حيث تم تخصيص بعض الأماكن على الشاطئ، مكونة من كراس وطاولات ومظلات مقابلة للبحر، لقيت ترحيبا كبيرا من بعض المواطنين، مقابل دفع مبالغ تتراوح بين 1000 و1500 دينار، فيما فضل آخرون من زوار هذا الشاطئ الهادئ، الاعتماد على معداتهم الشخصية، خاصة أن الشاطئ، بالنظر إلى قلة الوافدين عليه، يؤمن لجميع زواره الظفر بمكان قرب الشاطئ.
احتكت "المساء" ببعض زوار الشاطئ لجس النبض حول انطباعاتهم عن هذا الشاطئ، فكانت البداية مع مواطنة جاءت رفقة زوجها وأبنائها الصغار، قالت في معرض حديثها، بأنها من سكان ولاية تيبازة وبحكم أن زوجها من عشاق الصيد، فإنه يحب دائما التواجد في مثل هذه الشواطئ، التي يقل فيها عدد المصطافين، ويمكن أيضا للأطفال اللعب على الشاطئ، مشيرة إلى أن أهم ما يميز الشواطئ الصخرية، أنها نظيفة، ولعل هذا ما يجعلها هي الأخرى، تميل إلى التواجد فيها وقضاء الأمسية أو حتى تناول وجبة العشاء، قبل العودة إلى المنزل، بينما أشارت أخرى من ولاية البليدة، إلى أنها لا تحب السباحة، لكنها تعشق النظر إلى أمواج البحر وزرقة مياهه، ولأن هذا الشاطئ من أكثر الشواطئ هدوء لقلة الوافدين عليه تأتي رفقة زوجها لقضاء بعض الوقت، خاصة أنه من الشواطئ المحروسة والنظيفة، والدخول إليه لا يكلف إلا دفع مبلغ 150 دج لركن السيارة .
وإذا كانت بعض العائلات، رغم صعوبة سباحة أبنائها في مثل هذه الشواطئ الصخرية، تأتي إليه للحصول على بعض الهدوء والتمتع بزرقة البحر ونظافة مياهه، فإن الشاطئ يعرف توافد عدد من الشباب من هواة الصيد ومحبي المغامرة بالسباحة، في مثل هذه الشواطئ، والقفز من بعض الصخور، وعلى الرغم من خطورتها، إلا أن المغامرة والرغبة في التنافس فيما بينهم، يجعلهم يختارون مثل هذه الشواطئ دون غيرها، والاعتماد في وجباتهم على ما يؤمنهم لهم الباعة الموسمين من الأطفال من سكان المجاورين للبحر، حيث يطوفون الشاطئ الصخري طيلة اليوم، لبيع بعض "البيني" أو "المحاجب" أو البيض المغلي، والأكيد أن كل سلعتهم تنفذ، لأن البحر وكما هو معروف لدى العام والخاص، يفتح شهية الوافدين عليه، خاصة إن كانوا من فئة الشباب.