رغم التجهيزات المتوفرة والطاقم الطبي المؤهل

فوضى بمستشفى "نفيسة حمود"

فوضى بمستشفى "نفيسة حمود"
  • القراءات: 1633
استطلاع: كريم.ب استطلاع: كريم.ب
كشفت الجولة الاستطلاعية على مستوى المستشفى الجامعي "نفيسة حمود" ببلدية حسين داي بالعاصمة، وجود برنامج عمل مضبوط على أساس تحسين الخدمة العمومية المتعلقة بقطاع الصحة، وكذا عملية إعادة التهيئة التي صاحبت غرف التشخيص والطاقم الطبي الذي بات يتوفر عليه المستشفى، والذي بدأ يعكس حقيقة تحسين الخدمة الاستشفائية، لكن مشكل فوضى المرضى تبقى عائقا في وجه تحسين الخدمة المتعلقة بالصحة.
جولتنا الاستطلاعية كانت في حدود الساعة التاسعة ليلا من يوم الجمعة؛ فالدخول إلى المستشفى الجامعي في هذه الفترة لم يكن صعبا مع غياب العرقلة المرورية. عمال مدخل الاستقبال كلهم جاهزون لتوجيه المرضى المقبلين على إجراء فحوصات طبية إلى الجناح المخصص لهم.
قررنا التوجه إلى مصلحة طب الأطفال بعد أن كانت ساحة المستشفى مملوءة بالأعوان المخصصين لحفظ الأمن، وتوجيه المرضى إلى الأجنحة الخاصة الراغبين في التوجه إليها.
اتجهنا إلى مصلحة طب الأطفال، كان الجناح يبدو أنه عرف عملية إعادة تهيئة شاملة، حتى إن الجدران وغرف التشخيص تم تقسيمها كل غرفة حسب تخصصها، مع إدراج رسومات للحيوانات لإثارة انتباه الأطفال، حتى إن عمال النظافة كانوا يشتغلون على قدم وساق للحفاظ على نظافة الجناح.

طوابير طويلة أمام غرف التشخيص
تشكلت طوابير طويلة أمام غرف التشخيص أو كما يسميها الطاقم الطبي "بوكس"، وعلى الرغم من النشاط الدؤوب للطاقم الطبي غير أن عدد المرضى كان يفوق عدد الحجرات المخصصة للتشخيص، الأمر الذي تَسبب في تسجيل حالة شجار بين طبيبة للأطفال وأم طفل؛ إذ إن هذه الأخيرة كان ابنها في حالة خطيرة وأنهارت أعصابها بعد أن بدأت بالصراخ مع الطبيبة، مما أجبر الأعوان على التدخل وكذلك بعض الممرضين، لكن الحل كان بيد الأطباء الذين يشتغلون في غرفة الإنعاش عندما سمعوا الصراخ؛ حيث تدخّل الطاقم الطبي من جديد لإعادة الهدوء للجناح وكذا مساعدة زملائهم في تشخيص المرض.

المرضى يصنعون الفوضى
هذه المرة التهمة ليست لصيقة بالطاقم الطبي أو تهاونهم، وإنما المشكل في المرضى الذين لم يحترموا الطوابير، بعد أن قرر الممرض التخلي عن دوره في تنظيم الطابور من خلال تدوين أسماء المرضى؛ فالكل يريد أن يدخل أوّلا حتى وإن التحق آخرا، وهذا ما أثار حفيظة بعض المرضى، الذين أكدوا ضرورة تعيين موظف مهمته تنظيم الطابور، حتى إن الراغبين في إجراء تشخيص لأبنائهم يصحبون كل أفراد عائلتهم معهم، وهو الأمر الذي بات يستنكره الطاقم الطبي؛ كون الغرفة (بوكس) أصبحت شبيهة بغرفة لاستقبال الضيوف، كل هذا ساهم، بقدر كبير، في خلق الفوضى في المصلحة.
قاعات التشخيص باتت مكتظة عن آخرها بعد أن أصبح على المصلحة ضغط كبير، وكان يجب على الأطباء الإذعان لكل رغبات المرضى، الذين كان أغلبهم يعيشون حالات خوف على أبنائهم. وبين هذا وذاك بات لزاما على الطاقم الطبي استقبال حالات الواحدة تلو الأخرى وسط ضغط كبير.

مصلحة التصوير بالأشعة في غاية التنظيم
مكوثنا بالمصلحة لم يدم طويلا بعد أن قررنا التوجه إلى مصلحة التصوير بالأشعة، هذه الغرفة المظلمة التي تتوفر في مدخل الاستقبال على جهاز تلفاز في قاعة الانتظار والعديد من الكراسي المعدنية التي أصبحت محطمة وغير صالحة للاستعمال، لكن مستوى الخدمات فيها فرض نفسه؛ فكل شيء منظم، ولا وجود لطوابير تفتقد للنظام؛ فالعدد الكبير للمرضى الراغبين في إجراء التصوير بالأشعة تم تقديم كل الخدمات لهم في ظرف وجيز.