إنزال كبير على منتزه "الصابلات" بالعاصمة

فضاء للتسلية والراحة.. وتفريغ الشحنات السالبة

فضاء للتسلية والراحة.. وتفريغ الشحنات السالبة
  • القراءات: 425
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

يشهد منتزه "الصابلات" بالعاصمة، منذ أسابيع إقبالا منقطع النظير من طرف العائلات، التي صارت "تحج" إليه، حتى من خارج العاصمة، لتوفره على مختلف مرافق الترفيه والاستجمام، ويزداد عدد الوافدين، بشكل خاص، حينما تميل الشمس نحو الغروب، وتنخفض دراجة الحرارة

ويلاحظ المار بالطريق السريع الشمالي المحاذي لمنتزه الصابلات، الذي ذاع صيته، تلك الحشود التي تملأ المكان منذ الصبيحة، وتزداد عددها عندما تميل الشمس نحو الغروب، حيث تغادر عائلات المكان، وتحل أخرى، تحمل معها ما لذ وطاب من الأطعمة والكراسي وأدوات التسلية، ويرى المار بالطريق المحاذي العدد الهائل من المركبات المركونة بالحظيرةوما لاحظته "المساء" من إقبال على المرفق المذكور يؤكد حاجة العاصميين وزوارها إلى مثل هذه الفضاءات، التي تعد قليلة، مقارنة بعدد السكان والتدفق الكبير للوافيدن على عاصمة البلاد، حيث تتسارع الأسر التي لم تنل حقها من التخييم أو التنقل في رحلات، إلى اغتنام وجود مثل هذا المنتجعات، حيث لا تزال تغص بالزوار، خاصة في الفترة الليلية، حسبما لاحظاه.

زحمة كبيرة رغم رحابة المكان

لم يعد فضاء الصابلات الشاسع، الممتد على أزيد من كيلومترين، يتسع للوافدين، لاسيما في الفترة الليلية، عندما تغيب الشمس، ونتار المصابيح بالمكان، وتصير الحركة كبيرة، جراء تدفق الزوار، والذين يتفرقون على كل الفضاءات المفتوحة، كشاطئ السباحة الذي تم تجهيزه للمصطافين، وألعاب التسلية التي تستهوي الكبار والصغارولا يفوت الزوار ارتياد خيم الصناعات التقليدية المصطفة على ضفة رواق السير، حيث تستقطب العديد من الراغبين في شراء تحف ومصنوعات يدوية وأغراض تذكارية، حسبما لاحظنا في عين المكان، وقد اختصرت محلات بيع المنتوجات التقليدية كل طبوع الموروث الثقافي الثري الممثل لمناطق الوطن.

التسلية حاضرة وأطفال يستمتعون

وإذا جلت بنظرك نحو الشاطئ فإنك ترى تلك الجلبة التي يصنعها الأطفال وهم يسبحون ويلعبون في الرمال، وحتى داخل الملاعب الصغيرة التي تغص بالرياضيين، أما المساحات الخضراء التي توزعت بها بعض الكراسي والطاولات الخشبية، التي هيئت لتمكين العائلات من تناول طعامها في مكان لائقكما يصطف باعة الشاي على قارعة رواق الراجلين، يضعون أباريقهم النحاسية على كوانين الجمر، تخرج منها أدخنة وروائح المشروب المنبه، الذي يوفرونه بنكهات وأذواق مختلفة وأحسنه ما يعده أهل الصحراء، الذين وجدوا في هذه التجارة ضالتهم، كما يتخلل بعض باعة الشاي تجمعات العائلات الجالسة على البساط الأخضر، مرددين كلمة "تاي سخون.. تاي سخون". أما الأطفال فيستمعون في هذا الفضاء الرحب بالعديد من تجهيزات التسلية، التي توسعت خلال هذه الصائفة، كما يضع بعض الشبان دراجاتهم الهوائية وسياراتهم الكهربائية للكراء، التي تشهد إقبالا كبيرا من طرف الوافدين، حسبما شاهدناه في عين المكان.

كما يغتنم بعض الراغبين في ممارسة الرياضة وجود المسار المهيأ على امتداد كيلومترين أو أكثر، فتراهم يهرولون ويركضون في هذا الفضاء النقي، يستنشقون نسائم البحر ويزيلون ما بهم من "شحنات سالبة"، حسبما ذكره لنا بعضهمومما زاد من توافد الجمهور على هذا الفضاء الهام، توفره على الأمن، إذ لا يخلو المكان من تنقل أفراد  الشرطة بالزي الرسمي والمدني، يراقبون حركة الزوار، ويمنعون أي إخلال بالنظام العام، أو اعتداء يطال زوار المنتزه، وهو ما استحسنه مرتادو المكان واستأنسوا بهوتسهر مصالح ولاية الجزائر على تسخير عدة مؤسسات تعمل على توفير الراحة بالمنتزه وضمان نظافته، منها ديوان الحظائر والتسلية لولاية الجزائر "أوبلا" مؤسسة النظافة "ناتكوم"، مؤسسة "إرما" لإصلاح الإنارة العمومية وغيرها، فضلا عن مصالح الحماية المدنية الحاضرة بالمرفق.