16 ألف عائلة تنتظر تسوية وضعيتها

فتح ملف الأحواش بالعاصمة للدراسة

فتح ملف الأحواش بالعاصمة للدراسة
  • القراءات: 659
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

يتطلع سكان الأحواش بالعاصمة، بشغف كبير، لتسوية وضعيتهم بعد تطمينات السلطات المعنية بمحاولة إيجاد حل نهائي للمشكل العالق، والمتمثل في عدم امتلاك عقود ملكية؛ حيث عادت القضية لتطرح نفسها من جديد، بعدما فقد السكان بوادر تؤكد لهم أن مشروع "الدوبلاكس" الذي كان أسال الحبر، قد تبخّر، أو أنه "غير وارد"، فيما يعيش أغلب السكان أوضاعا مأساوية لقدم سكناتهم، التي يعود أغلبها للفترة الاستعمارية.

بعد تناول ولاية الجزائر، مؤخرا، موضوع الأحواش من خلال الاجتماعات مع الولاة المنتدبين، قامت "المساء" بخرجة ميدانية إلى بعض بلديات العاصمة، للوقوف على الأوضاع التي يعيشها سكان هذه المناطق بكل من سيدي موسى، وباب الزوار والدويرة.

مشروع "الدوبلاكس" لم ير النور

أجمع أغلب سكان الأحواش بالعاصمة، على أن مشروع "الدوبلاكس" الذي اقترحه والي العاصمة الأسبق عبد القادر زوخ، كان من بين الحلول التي انتظروها كثيرا؛ من خلال 12 ألف سكن، وتوحيد مظهر الأحواش، وإنهاء معاناة السكان التي دامت لسنوات، من دون أن يتمكن هؤلاء من مواجهة الظروف المناخية القاسية بالتهيئة، أو بالتوسعة لمواجهة الضيق.

وضع الأحواش بسيدي موسى يتفاقم

أحصت بلدية سيدي موسى سابقا، 800 حوش، كلها بحاجة لإعادة تسوية، لم تجد السلطات المحلية حلا للمشكل؛ شأنها شأن البلديات الأخرى بما أن المشكل يتطلب "قرارا رسميا" ونهائيا من قبل السلطات العليا للبلاد، حسبهم؛ حيث طالبت العائلات التي تقطن بأحواش سيدي موسى منذ الحقبة الاستعمارية، بانتشالها من معاناتها التي تزيد عن نصف القرن.

وقال هؤلاء في حديثهم إلى "المساء"، إن مشروع التسوية لم يظهر له أي طريق من أجل وضع حد لمعاناة وصفها هؤلاء بـ "الميزيرية" ، التي لم يجدوا لها نهاية سوى التسوية بغرض التوسعة، وإعادة البناء من جديد، أو إطلاق مشروع الولاية المتمثل في إنجاز "دوبلاكس" ، أوكلت مهامه لمكاتب تشرف عليها مديرية التعمير، مثل ما كان اتُّفق عليه خلال مواعيد عديدة.

والملاحَظ، حسب زيارتنا لبلدية سيدي موسى، أن عدد السكنات الفوضوية تَضاعف؛ إذ أكد بعض السكان لنا، أن البلدية أحصت 800 عائلة سابقا للتكفل بها، لكن بعض المواطنين أقدموا على إنجاز سكنات فوضوية للاستفادة من المشروع، حسبهم.

وتواجه العائلات التي تقطن بالأحواش، صعوبات كبيرة داخل سكناتهم، حسبما أكدوا لنا؛ إذ لم تعد صالحة للإيواء، في وقت اغتنم البعض الأوضاع في تسعينات القرن الماضي، لجعلها مكانا وملاذا مناسبا لبناء سكنات قصديرية زادت من تشويه المنطقة، يقول أحدهم.

سكان أحواش الدويرة يطالبون بالعقود

كشفت لنا الزيارة الثانية التي قادتنا إلى الدويرة، أن 65 عائلة تعيش بالأحواش منذ الستينيات، ولا تنوي التخلي على سكناتها رغم عدم امتلاكها عقود الملكية.

وقال أحد السكان إن قاطني الأحواش يناشدون السلطات المحلية، من أجل تسوية وضعية سكناتهم ضمن مخطط ولاية الجزائر، الذي تم الإعلان عنه سابقا، مطالبين بالبقاء في أحواشهم بدل ترحيلهم نحو سكنات اجتماعية؛ نظرا لاتساع مساحتها، وإمكانية إنجاز غرف أخرى، تستوعب أكثر من عائلة واحدة، معبرين عن رفضهم القاطع للتنازل عن هذا المطلب، الذي طالما تكرر في العديد من المناسبات.

وأكدت لنا العديد من العائلات أن بلدية الدويرة تتوفر على 65 حوشا، خاصة أن القاطنين ينتظرون منذ سنوات، تدخّل السلطات المعنية، وعلى رأسها والي العاصمة، والاستجابة لانشغالهم الوحيد، المتمثل في منحهم عقود ملكية سكناتهم، مشيرين في نفس الوقت، إلى أن عشرات العائلات القاطنة في الأحواش تشهد أوضاعا مزرية، في ظل عدم قيام السلطات المعنية بتسوية وضعيتهم ومنحهم عقود الملكية، التي تمكّنهم من إنجاز شقق أخرى تستوعب أكثر من عائلة أو عائلتين بالنظر إلى تزايد عدد الأفراد.

وأكدوا في نفس الوقت، أن هذه العائلات تقيم بهذه الأحواش منذ الاستقلال إلى غاية اليوم. ولم تتخذ السلطات أي إجراء، يسمح لها بالحصول على عقود الملكية.

الولاية: مشروع "الدوبلاكس" قيد الدراسة

أكد مصدر من ولاية الجزائر، أن مشروع "الدوبلاكس" لايزال رهن الدراسة وإعادة النظر، لا سيما أن العقار في هذا الاتجاه يشكل مشكلا عويصا؛ لأن البلدية كي تتحصل على العقار، لا بد من مداولات، ولأن بعض الأحواش متواجدة فوق أراض فلاحية ملك للدولة. وذكر أنّ هناك تبايناً بين من يريد الترحيل ومن يحبذ البقاء، مشيرا إلى أن مستقبل الأحواش شأنه شأن الأكواخ؛ سيتم ترحيل شاغليها. وما تبقّى منهم سيُنظر في وضعية العقار للنظر في القرار الذي سيحدَّد؛ لأن اقتطاع العقار الفلاحي يخضع لإجراءات دقيقة تقوم عليها لجنة وزارية مشتركة على أعلى مستوى.

وتحصي ولاية الجزائر أزيد من 16 ألف عائلة تقطن الأحواش، أغلبها تقع بالبلديات الواقعة بأطراف العاصمة؛ على غرار براقي، وسيدي موسى، والكاليتوس، ورويبة، وهراوة، وخرايسية، وبئر توتة، واولاد شبل وسحاولة... وغيرها.