طباعة هذه الصفحة

امحمد مزرد منتج زيت التين الشوكي لـ«المساء”:

غياب مخبر متخصّص يعيق تصدير المنتوج

غياب مخبر متخصّص يعيق تصدير المنتوج
  • القراءات: 1175
س. زميحي س. زميحي

عبّر امحمد مزرد صاحب مؤسّسة لتحويل التين الشوكي وإنتاج مستخلصات متنوّعة، في تصريحه لـ«المساء، عن رغبته الشديدة في توسيع نطاق عمله ومؤسّساته، ما يسمح برفع الإنتاج وتوفير مناصب شغل أخرى لفائدة شباب الولاية، مؤكّدا حاجته لمرافقة ودعم الدولة لمشروعه عبر وضع تسهيلات مع ضرورة إنجاز مخبر يسمح بتحرير شهادة المطابقة التي تفتح الباب للتوجّه نحو التصدير والترويج للمنتوجات المحلية الجزائرية، والذي من شأنه أن يعود بالفائدة على المنتجين والدولة في آن واحد.

قال المنتج الذي ينحدر من منطقة آقوني قغران بولاية تيزي وزو، إنّ بداية نشاطه في مجال تحويل فاكهة التين الشوكي لإنتاج مواد ومنتجات مختلفة بدأ في 2010 عندما ذهب إلى تونس، وخلال هذه الزيارة لفت انتباهه عدد المؤسّسات المتخصّصة في مجال تحويل التين الشوكي، لتنتابه فكرة نقل هذه التجربة إلى الجزائر التي تعرف هي الأخرى بإنتاج قوي لهذه الفاكهة، وقبل مغادرته تونس خضع بمساعدة صديق له لتكوين سريع دام 3 أشهر، درس خلالها كيفية التحويل والمراحل التي تتطلّبها مرحلة تحويل التين الشوكي إلى منتجات مختلفة وغيرها، ليعود إلى أرض الوطن، حيث توجّه نحو وكالة كناك بتيزي وزو لطرح مشروعه الاستثماري الأوّل من نوعه بغية الحصول على الدعم المطلوب، وأودع ملفه الذي حظي بالموافقة، ليكون بذلك أوّل منتج زيت التين الشوكي بالجزائر.

وأضاف المتحدّث، أنّ عراقيل بيروقراطية كثيرة واجهته أثناء عملية التحضير لفتح مؤسّسته، حيث استغرقت العملية عامين من أجل الوصول إلى تجسيد هذا المشروع، لينتقل بعدها إلى المغرب حيث قام باقتناء العتاد والتجهيزات التي تتطلبها عملية تحويل التين الشوكي إلى زيت مفيد للصحة، ليشرع منذ 2013 في تحويل فاكهة التين الشوكي إلى منتجات مختلفة منها الزيت الذي يستعمل لنمو الشعر، والبشرة وغيرهما، من المستخلصات المستعملة كالعصير والخل، ومعجون، لتصل عملية التحويل ـ حسب المستثمر ـ في نهايتها إلى صفر نفايات.

وقال مزرد إنّ نشاطه لم يكن في البداية معروفا وسط السكان، حيث أثار المنتوج ذهول الكثيرين، حيث لم يكن الإقبال يتعدى 20 إلى 30 بالمائة، من طرف المواطنين الذين يدركون فوائد هذه الزيت، على خلاف ما هو جار بالدول المتقدّمة الذين يعتبرون زيت التين الشوكي معجزة ويباع بثمن باهظ جدا تصل قيمة اللتر الواحد من الزيت إلى ألف أورو، مضيفا أنّه خلال مشاركته بالمعارض والصالونات لم يكن هدفه تسويق المنتوج، بقدر سعيه للتعريف به.

وتطرّق المتحدّث إلى العراقيل والصعوبات التي واجهته في ممارسته هذا النشاط والمتعلّق بشهادة مطابقة المنتوج في الجزائر، حيث قال إنّه لا يوجد مخبر يمكنه تحرير شهادة تسمح بتصدير المنتوج، موضّحا أنّ هناك إقبالا وطلبات من طرف الأجانب، حيث أبدت وفود من دول ألمانيا، فرنسا، اليابان، رغبتها في اقتناء كميات كبيرة، لكن اشترطت وجود شهادة المطابقة، وبسبب غيابها، لم يتم إمضاء العقود والاتفاق معها، مؤكّدا أهمية فتح مخبر يتخصّص في مجال تحرير شهادات مطابقة ووسم للمنتجات المحلية المختلفة تسمح بتصديرها.

وواصل المتحدّث، بالقول إنّه حاليا ينتج كمية قليلة يسوّقها شخصيا لزبائن معروفين، وفي حال حظي بدعم ومرافقة الدولة عبر وضع التسهيلات الضرورية وكذا إنجاز مخبر يحرر شهادات المطابقة، يمكنه توسيع مؤسسته وتوفير عدد كبير من مناصب الشغل، علما أنه حاليا يشغل 8 شبان، مشيرا إلى أنّه يواجه صعوبة في دفع أجورهم، مؤكّدا أنّه ببلوغه مرحلة التصدير، يمكنه مضاعفة الإنتاج لاسيما وأنّ الطلب موجود.

ويسعى منتج زيت التين الشوكي، إلى تحقيق حلمه بتوفير الظروف المواتية لضمان رفع الإنتاج وتحقيق نحو 500 لتر من زيت التين الشوكي، مؤكّدا أنّ تسويقها دوليا سيحقّق له أرباحا لمؤسسته وكذا للاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أنّه طرح انشغالاته على السلطات المعنية التي وعدت بالعمل على التكفل بها من خلال توفير أجواء عمل ملائمة من شأنها تطوير ورفع الإنتاج.