عين ولمان بسطيف
غياب الكهرباء والجفاف يحولان عشرات الهكتارات إلى بور

- 500

أكد أغلبية الفلاحين بالمنطقة الجنوبية لولاية سطيف، أن الموسم الفلاحي الحالي يعد الأسوأ لهم منذ أزيد من ثلاثة عقود بسبب الجفاف الذي تشهده المنطقة وكان له الأثر السلبي على منتوجاتهم الفلاحية، بعد تراجع منسوب مياه الآبار الارتوازية التي تعد الممون الرئيسي لهم، وانعدام الطاقة الكهربائية ببعض المشاتي التي مازال سكانها يعتمدون على المولدات الكهربائية للتزود بهذه الطاقة.
أعرب العديد من فلاحي المنطقة الجنوبية لولاية سطيف، عن استيائهم من الوضعية المزرية التي آلت إليها أراضيهم الفلاحية بسبب الظروف المناخية من جهة وتخلي مسؤولي القطاع والمنتخبين المحليين عنهم، ما أجبر العديد منهم على التخلي عن مهنة ورثوها أبا عن جد، وهجرة أراضيهم تجاه المدن بحثا عن لقمة عيش لكسب قوت عائلاتهم وسد رمقهم في ظل شح السماء وانعدام الطاقة الكهربائية، كما هو الشأن بقرى ومشاتي الكرمة والفريقات التابعتين لبلدية عين ولمان الواقعة بالجهة الجنوبية لولاية سطيف، التي شهدت هجرة أغلبية سكانها تاركين من ورائهم عشرات الهكتارات من الأراضي الفلاحية الخصبة، بسبب انعدام المياه والطاقة الكهربائية التي اعترضت نشاطهم الفلاحي.
ولعل ما زاد من تذمر هؤلاء الفلاحين الغياب التام للجهات المعنية التي كان من المفروض ـ حسبهم ـ أن تكون إلى جانبهم لتخطي الصعوبات التي يواجهونها، مبرزين أن أكبر مشكل يواجههم في مزاولة نشاطهم الفلاحي غياب المياه وانعدام الطاقة الكهربائية، ما جعلهم يفكرون في الهجرة الجماعية والتخلي عن ممارسة الفلاحة، حيث أكد بعضهم في حديثهم «للمساء» أنهم تقدموا بالعديد من المراسلات يناشدون فيها القائمين على قطاع الفلاحة بالولاية وكذا المنتخبين المحليين لتقديم يد المساعدة لهم إلا أن جميع شكاويهم بقيت إلى يومنا حفيظة أدراج المسؤولين تنتظر من ينفض عنها الغبار رغم الوعود المقدمة المتكررة من طرف الجهات المعنية منذ سنوات، إلا أنها ـ حسب هؤلاء الفلاحين ـ تبقى بمثابة ذر الرماد في العيون في وقت تحولت فيه آلاف الهكتارات من الأراضي الصالحة للزراعة المعروفة بخصوبتها وإنتاجها الوفير لمادتي القمح والشعير إلى أراضي بور لا تصلح حتى لرعي الأنغام، حيث أن قليلا من الفلاحين من يعتمد على المولدات الكهربائية المعروفة بأسعارها الباهظة، وهي ليست في متناول جميع الفلاحين كون معظمهم أصبح عاجزا عن اقتناء أدنى الوسائل البسيطة في ظل غياب الإنتاج وضعف مردود المحاصيل الزراعية المنتجة، وعدم منح التراخيص الخاصة بالسماح للفلاح أو من يملك أرض فلاحية بحفر بئر إرتوازي أو حتى القيام بعملية التنظيف للآبار القديمة التي أصبحت مياهها مالحة وبات مصير أغلبيتها الردم بعد جفافها ونقص منسوب مياهها.