مشكل ركن السيارات بالعاصمة يتواصل

غياب الحظائر القانونية يؤزم الوضع

غياب الحظائر القانونية يؤزم الوضع
  • 939
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

ينتظر المواطنون ببلديات الجزائر العاصمة، مشاريع إنجاز حظائر المركبات، وتسليم تراخيص نشاط حراستها على مستوى بعض الأحياء الشعبية بفارغ الصبر، في وقت تبقى كل الحلول الموفرة من قبل بعض المجالس المحلية، ومصالح مديرية النقل، مجرد حبر على ورق، مقارنة بعدد المركبات التي تدخل العاصمة يوميا.

كشفت الجولة الميدانية التي قامت بها “المساء”، إلى بعض أحياء وسط العاصمة، حول الأزمة الكبيرة التي تشهدها الولاية، والمتعلقة بمشكل ركن المركبات، حيث لاحظنا أن الحظائر العشوائية فرضت نفسها في غياب المواقف المنظمة، مما تسبب في اختناق مروري كبير على مستوى العاصمة، وأخلط أوراق المواطنين الذين مازالوا يواجهون صعوبات كبيرة في ركن سيارتهم.

القبة... حدث ولا حرج

كانت وجهتنا الأولى حي “البدر” بالقبة، حيث لفت انتباهنا الركن العشوائي في أماكن ممنوعة للسيارات ومركبات الوزن الثقيل، مقابل التشبع الكبير للحظائر القانونية والمرخص لها، حيث يتوفر المجمع السكني الشعبي بالحي، على أزيد من 5 حظائر لركن السيارات، أغلبها تسير بطريقة غير شرعية من قبل بعض الشباب، معظمهم من ذوي السوابق العدلية، الذين فضلوا حراسة السيارات بـ “الهراوات”، لعدم تسوية وضعيتهم من قبل السلطات المحلية، لأنهم كانوا يرغبون في ممارسة نشاط حراسة الحظائر بصفة قانونية، كما لم تتمكن البلدية ومديرية النقل لولاية الجزائر، من استحداث حظائر ركن محروسة تتوافق مع عدد السيارات التي تدخل القبة يوميا.

كما أن البحث عن مكان شاغر للتوقف، يكلف مشقة كبيرة، ودوران لعدة مرات حول عمارات الحي، وبسعر معتمد يقدر بين 50 و100 دينار لركن السيارة الواحدة عبر الشارع الرئيسي، أو المجازفة بركن السيارة في مكان محظور مع إمكانية تعرضها للسرقة.

حظيرة باش جراح لا تكفي لفك الخناق

وجهتنا الثانية، كانت باتجاه بلدية باش جراح، أين لاحظنا أن كل المنافذ المرورية مغلقة، حيث كلفنا الوصول إلى قلب البلدية، السير في الاختناق المروري لأزيد من نصف ساعة، على مسافة لا تزيد عن الكيلومترين، كما لم نتمكن من ركن سيارتنا، ولاحظنا أن الحظيرة المنظمة، لم تعد كافية لاستيعاب كل المركبات التي تدخل إلى المنطقة يوميا وامتلأت عن آخرها، حيث يضطر المواطن إلى ركن سيارته بصورة غير قانونية، تكلفه دفع غرامة مالية من قبل أعوان الشرطة المتنقلة، أو نقل مركبته إلى المحشر البلدي.

يقول بعض ملاك المركبات الذين التقت بهم “المساء” خلال الجولة الاستطلاعية، عبر أحياء بلدية باش جراح، أن مشكل الركن قائم على مدار السنة، فالبلدية تدخلت منذ أشهر، وقامت بمنح تراخيص النشاط لبعض المجموعات الشبانية، غير أن ذلك لا يكفي بتاتا لاحتواء العدد الهائل من المركبات التي تدخل يوميا إلى العاصمة.

مستشفى يتحول لحظيرة مجانية

ونحن نتجول في العاصمة، لاحظنا حظيرة محروسة قرب مستشفى “مصطفى باشا” بساحة أول ماي، لكن الأمر الذي لفت انتباهنا أكثر؛ تحول المستشفى إلى حظيرة مجانية مستغلة من قبل المواطنين الذين يدخلون المصحة بداعي المرض، إلا أن الهدف هو التخلص من السيارة فقط وركنها مجانا، ليتحول المستشفى إلى حظيرة عمومية، ولحسن الحظ، تفطنت إدارة المستشفى للأمر، حيث أمرت بتفتيش كل المركبات الداخلة إلى حرم المستشفى، والتأكد من أن كل القادمين إليه من المرضى، بعد التدقيق في مواعيد الكشف الطبي، وفي حال عدم تطابق الموعد، يجبر صاحب المركبة على العودة من الباب الآخر المخصص لخروج السيارات.