داء المجترات الصغيرة بوهران

غياب التأمين والانخراط يحرم المربين من التعويضات

غياب التأمين والانخراط يحرم المربين من التعويضات
  • القراءات: 624
❊ ج.الجيلالي ❊ ج.الجيلالي

مباشرة بعد تأكيد وزارة الفلاحة والصيد البحري ضرورة إحصاء مختلف المربين من أجل توفير التعويض المادي لهم جراء تكبّدهم الخسائر الكبيرة من إصابة ماشيتهم بداء المجترات الصغيرة، قامت المصالح الفلاحية المختصة بالتنسيق مع مفتشية الأطباء البيطريين، بعملية الإحصاء، لتواجه واحدا من أكبر المشاكل، وهو عدم تأمين الكثير من المربين ماشيتهم.

 

اصطدام مصالح غرفة الفلاحة في ولاية وهران بمشكل انعدام التأمين لدى كثير من المربين، يضاف إليه من جهة أخرى عدم توفر الكثير من المربين على بطاقة الانخراط في الغرفة الفلاحية، ما يعني أنه لا يمكنهم الحصول على التعويض المالي، وهو ما لم يتقبّله الكثير من المربين، لا سيما أنّ قرار الوزارة واضح في هذا الشأن.

ورغم أنّ مصالح غرفة الفلاحة بولاية وهران أحصت ما لا يقل عن 3 آلاف مربي ماشية مؤمّن، إلاّ أنها تؤكد أن عدد المربين غير المؤمّنين يفوق هذا العدد بكثير، وبالتالي فإنّ المشكل المطروح في مختلف عمليات التعويض لن يكون سهلا تماما.

من جانب آخر، أكدت مصادر من المفتشية البيطرية أنّها استقبلت، خلال الأسابيع الماضية، الكثير من المربين من مختلف المستثمرات الفلاحية بمختلف البلديات ممن تضرّروا كثيرا من هذا الداء الذي أصاب الكثير من الماشية، لاسيما ببلديتي سيدي الشحمي ووادي تليلات وكذلك حاسي بونيف، حيث قامت المصالح بعملية جرد شاملة لمختلف المربين المؤمّنين وغير المؤمّنين، من أجل إرسالها إلى المصالح المختصة بالوزارة الوصية للنظر فيها واتّخاذ القرار المناسب بشأنها، كون الأمور المتعلقة بالمربين المؤمّنين لا تعرف أي إشكال، ودراستها تتم وفق القوانين سارية المفعول، إلا أن المشكل الكبير هو ذلك المتعلق بالمربين غير المؤمنين وكيفية التعامل معهم ومع حالاتهم. وبعد إعلان حالة الطوارئ على مستوى مفتشية البيطرة بمديرية المصالح الفلاحية بولاية وهران، لاسيما بعد إصابة ما لا يقل عن 200 رأس من الأغنام والأبقار، تواصل الفرق الطبية عملها بكلّ إخلاص وبدون هوادة.

وفي هذا الشأن، تلقت مختلف المصالح على مستوى البلديات، العديد من المراسلات الخاصة بهذا الداء الفتاك، والمطالبة بالعمل على مواجهته بالتلقيح في الآجال المحددة، حيث إن العلاج الذي يقدمه الكثير من المربين هو تكثيف عمليات الذبح؛ تفاديا لانتشار الداء، وهو ما ترفضه مصالح مفتشية البيطرة، التي تعمل كل ما في وسعها، وتبذل المزيد من الجهود ميدانيا من أجل تفادي مختلف هذه العمليات، التي من شأنها أن تؤثر على الثروة الحيوانية من جهة، والصحة العمومية من جهة أخرى.

من جانب آخر، تقوم مصالح غرفة الفلاحة بعمل توعوي لفائدة المربين، لتفادي الذبح العشوائي، وانتشار الداء، وعملا على إبعاد الماشية الصحيحة عن المريضة، والقيام بعمليات التلقيح، خاصة الماشية المصابة، بالإضافة إلى مواصلة تجنيد الأطباء البياطرة من مختلف المراكز الصحية العمومية والخاصة، للقيام بهذا العمل في آجاله وتفادي كارثة صحية وبيئية.

للإشارة، داء المجترات الصغيرة، الذي أصاب الكثير من الماشية على المستوى الولائي، لاسيما ولايات الجهة الغربية، هو وباء فيروسي سريع العدوى والانتشار ولا ينقل عدواه إلى الإنسان إطلاقا، إلا أنه يهدد الثروة الحيوانية، ويخلّف أضرارا كبيرة، لاسيما بالنسبة للخرفان الصغيرة. ومن أهم أعراض هذا الداء ظهور الحمى، يليها مشاكل هضمية؛ إسهال مائي دموي كثيف، وبالتالي ضعف كلي للماشية، ثم نفوقها.