تراخٍ في استعمال الكمامات بقسنطينة رغم التحذيرات

غلق القباضة الرئيسية لبريد الجزائر ومندوبية القماص

غلق القباضة الرئيسية لبريد الجزائر ومندوبية القماص
  • القراءات: 1041
زبير. ز زبير. ز

تعرف ولاية قسنطينة، بعد دخول الإجراءات الجديدة لتدابير مكافحة انتشار وباء كوفيد-19”، حيز التنفيذ، ابتداء من 14 جوان الجاري، في ظل تقليص ساعات الحجر بين الساعة الثامنة مساء والخامسة صباحا، تراخي كبير في تطبيق تدابير الأمن والسلامة، حيث عادت الحياة إلى طبيعتها، ما قبل الوباء، وشهدت الولاية في العديد المناطق، غياب الحذر وبات عدد كبير من القسنطينيين يتجولون بكل حرية، دون اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، في ظل غلق بعض المصالح الخدماتية والإدارية، بسبب تفشي الوباء.

المتجول بقسنطينة، خلال اليومين الفارطين، خاصة بالأحياء والأسواق الشعبية، لا يحس أن الولاية معينة بمرض اسمه كويفيد-19”، مرض فتاك ينتقل بسرعة ويتسبب حتى في الوفاة، حيث بات المشهد العام بعاصمة الشرق، لا يوحي بأن الولاية تحتل المركز الخامس على الصعيد الوطني من حيث عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس، التي تعدت عتبة الـ500 إصابة، وأكثر من 20 وفاة، مع امتلاء كافة المصالح المخصصة لعلاج المرض، عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية.

تخلى عدد معتبر من السكان عن استعمال الكمامة، رغم تشديد العقوبات التي أقرتها الحكومة في هذا الشأن، والغرامات التي قد تلحق بالمخالفين، ورغم التزام السائقين بوضع الأقنعة الواقية، إلا أن المتجولين على الأقدام أو حتى بعض السائقين، عندما يترجلون، ينزعون الكمامات ويتجولون في الأسواق، خاصة الشعبية منها، دون احتياط ودون اكتراث للسلوك الخطير الذي يقومون به، رغم تأكيد الجهات الطبية المختصة، على أهمية وضع الكمامة وعدم التساهل مع نزعها، لخطورة الوضعية. كما يحذرون من رمي الكمامات في الطرق والأماكن العامة. 

حدائق عمومية ممتلئة.. ممارسة كرة القدم ووضع غير مريح

يبدو أن طول مدة الحجر وبقاء الفيروس لمدة طولية، امتدت لأكثر من 3 أشهر، بقسنطينة، أثرت على سلوكات الناس، حيث ومباشرة بعد تخفيف ظروف الحجر، وفقا لقرارات الحكومة التي أصدرتها الأسبوع الفارط، تعامل سكان عاصمة الشرق مع الأمر باستهتار كبير، وفرط العديد من سكان الولاية في تدابير الوقاية لمكافحة انتشار هذا الفيروس القاتل، وقد تجلى ذلك في بعض السلوكات الخطيرة، التي كسرت حاجز الخوف، والتي من الممكن أن تبدد مجهودات أسابيع عديدة من العمل المتواصل من مختلف الجهات، وبات منظر الحدائق العامة المملوءة عن آخرها، يثير العديد من المخاوف، في ظل عدم الالتزام بلبس الأقنعة الواقية واحترام مسافة الأمان، وقد وقفت المساء، على هذا المشهد في عدد من الأماكن، على غرار حديقة زواغي سلميان بطريق المطار، وكذا المساحات الخضراء، على غرار مساحة كوحيل لخضر المطلة على الطريق المزدوج لشارع الصومام، يضاف لها عودة الشباب إلى ممارسة كرة القدم داخل الأحياء الشعبية، وبعض الملاعب الجوارية، على غرار المركب الجواري بمخرج بوالصوف باتجاه الكيلومتر 13.

عودة الأعراس والسهرات الليلية

من السلوكات المحيرة في زمن الكورونا؛ عودة الأعراس إلى الواجهة، رغم التحذيرات التي يطلقها المختصون والمسؤولين، عبر مختلف الوسائط ووسائل الإعلام، حيث اغتنمت بعض العائلات الإعلان عن تخفيف ظروف الحجر، للتعامل مع الوضع، وكأن الفيروس انتهى واختفى، لتبدأ في إقامة الولائم والأعراس وتنظيم سهرات فنية داخل المنازل، في ظل بقاء قرار غلق قاعات الأعراس ساري المفعول.

التقليص في ساعات الحجر بقسنطينة إلى الساعة الثامنة، سمح بعودة السهرات الليلية والبقاء خارج البيت في بعض الأماكن البعيدة عن الأضواء، وعن مراقبة مصالح الأمن، إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، وحتى إلى غاية الساعات الأولى من الصباح، سواء لتبادل أطراف الحديث أو للعب الدومينو أو الورق، في سلوك يعكس اللامبالاة وغياب الوعي، الذي قد يشكل نقطة مفصلية في مجابة الوباء، والأدهى في ذلك، أن عددا من الأشخاص بقسنطينة، مازالوا مقتنعين بأن هذا الوباء مجرد إشاعات وكذب، رغم وجود العديد من الشخصيات البارزة التي أصابها المرض بعاصمة الشرق، على غرار الممثل حكيم دكار الذي تعافى، والفنان المرحوم زين الدين بن عبد الله، الذي قضى نحبه متأثرا بهذا المرض.

المختصون يؤكدون أن خطورة الوضع  لا تزال قائمة

اعتبر العديد من المختصين من القطاع الصحي بعاصمة الشرق، وعلى رأسها مصلحة مواجهة وباء كوفيد-19”، بالمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس، أن الخطر يبقى قائما، وأن الفيروس لا يزال يشكل خطرا على صحة المواطنين، وأن أي استهتار قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر، ووجه نداء للمواطنين من أجل الانضباط ووضع الكمامة عند الخروج من المنازل، لأن هذه الكمامة تعد أساسيا حاجزا لكسر سلسلة انتقال الفيروس من شخص لآخر، حتى أن هناك من الأطباء من يرى أن وضع الكمامة واجب وطني، وأن الشخص الذي لا يضع كمامته، في ظل خطورة الوضع، يعد عنصر خطيرا وشخصا لا يتمتع بالحس الوطني.

اعتبر مختصو الصحة بقسنطينة، أنه رغم تخفيف إجراءات الحجر الصحي، بعودة العديد من النشاطات إلى العمل، وعلى رأسها النقل والخدمات، لا يعكس بأي حال من الأحوال أن المرض اختفى، وأن الخطر زال، ليناشدوا المواطنين بالتحلي باليقظة والحذر والتعامل مع الوضع على حقيقته دون استهتار أو تغافل، لأن الخاسر الوحيد والأول والأخير في الأمر، هو المواطن، الذي لن يفيده الندم في حالة إصابته بالمرض.

«كوفيد-19” يتسبب في غلق القباضة الرئيسة للبريد ومندوبية القماص

الأوضاع بقسنطينة لا تبشر بالخير، وقد توقع عدد من المواطنين عودة ارتفاع عدد الإصابات مجددا، وأبدى البعض تخوفه من سيناريو ولاية سطيف، التي باتت تسجل أرقاما مخيفة، وقد غذت هذه المخاوف بعض المستجدات، على غرار انتشار المرض ببعض المصالح الإدارية والخدماتية، التي تفتح أبوابها للمواطن، وتستقبل مئات، بل وآلاف الأشخاص يوميا.

أغلقت القباضة الرئيسية لبريد الجزائر بوسط مدينة قسنطينة، أبوابها في وجه الزبائن، عشية يوم الأربعاء الفارط، بسبب اكتشاف حالة موظف يعمل كقابض، متشبه بإصابته بفيروس كوفيد-19”، حيث ظهرت عليه أعراض المرض، مما استدعى غلق أكبر قباضة بقسنطينة، مع الإسراع بعمليات تعقيم كل المكان، وإخضاع عدد من العمال الذين كان ينشطون بالقرب من المتشبه فيه، إلى الاختبارات الصحية، وضمن الاحتياطات الاحترازية، قامت مصالح الأمن بطرد كل الباعة الفوضويين، الذين كانوا يتخذون من ساحة الفاتح نوفمبر مكانا لممارسة نشاطهم، على غرار تجار العملة الصعبة.

في نفس التدابير الوقائية، تم صباح يوم الخميس، غلق المندوبية البلدية بحي القماص، الذي يعد أكبر تجمع سكاني بمدينة قسنطينة، ويضم أكثر من 50 ألف قاطنا، وقد جاء هذا القرار بعدما تم الاشتباه في إصابة موظف، يعمل بالمصالح البلدية، ليتم غلق هذه الملحقة البلدية إلى غاية إشعار آخر، مع التقيد بإجراءات التعقيم، وقد تم وضع إعلان للمواطنين بخصوص ظهور إصابة مؤكدة على مستوى عمال المندوبية، وعليه تقرر غلق كافة المصالح.