شرعت ولاية قسنطينة في التحضير لمشروع استراتيجي ضخم يهدف إلى إعادة تأهيل المدينة القديمة، واسترجاع بريقها التاريخي حيث ترأس الوالي عبد الخالق صيودة، اجتماعا تشاوريا خصّص للعرض الأولي للمشروع الذي سيشمل الأحياء العتيقة الواقعة ضمن القطاع المحفوظ على مساحة إجمالية تقدر بنحو 83 هكتارا تضم حوالي 1140 بناية، من بينها حي القصبة الذي يمتد على مساحة 19 هكتارا أي بنسبة 22 بالمئة من المساحة الكلية للمواقع المصنّفة تراثا ثقافيا محفوظا.

الاجتماع التشاوري هذا يأتي في إطار التحضير لإعداد دفاتر الشروط الخاصة بالدراسات التقنية للمشروع، الذي يهدف إلى إعادة الاعتبار للبنايات القديمة والحفاظ على الهُوية العمرانية للمدينة التاريخية، وأكّد صيودة، خلاله على الأهمية البالغة لهذه العملية ذات البعد التاريخي والثقافي، حيث شدّد على ضرورة إعداد دراسات دقيقة تنفذ على مراحل مدروسة، مع تقسيم المشروع إلى أربعة أجزاء لضمان نجاعة التدخّلات في مختلف المناطق المعنية، كما دعا إلى اختيار مكاتب دراسات مؤهّلة وذات خبرة في عمليات الترميم، بما يسمح بالموازنة بين الحفاظ على الطابع المعماري الأصيل وتحديث البنية الداخلية للبنايات في إطار مقاربة تجمع بين الأصالة والتجديد.

أضاف الوالي، أن الولاية استفادت من غلاف مالي أولي قدره 122 مليار سنتيم لتجسيد المرحلة الأولى من المشروع، على أن يستكمل التمويل ضمن ميزانية سنة 2026، بغلاف إضافي وهو الأمر الذي يعكس ـ حسبه ـ الإرادة الجادة في إنجاح هذه العملية، وإعطاء المدينة القديمة المكانة التي تستحقّها كرمز حضاري وثقافي.