شكّلا عائقا أمام ممارسة المهنة
غلاء الأعلاف ونقص الدعم يؤرقان مربّي الأبقار

- 367

شكّـل مشكل تدعـيم الموالين ومربي الأبقار بالأعلاف، مخاوف الكثيرين في عدد من بلديات الولاية، خاصة منها الحدودية الغربية والجنوبية؛ باعتبارها أكثر المناطق اهتماما بشعبة تربية المواشي والأبقار.
فأمام الارتفاع المذهل في أسعار المواد الأولية التي تدخل بشكل مباشر وغير مباشر في عمليات إنتاج الحليب، ومنها أسعار الأعلاف المخصصة للأبقار التي ارتفعت بشكل رهيب وكبير جدا خلال الفترة الأخيرة، إلى جانب غلاء مادة الحليب الخام التي يستقبلها يوميا موزعو الحليب بولاية تلمسان، ومشكل دعم الفلاحين الذي أثار استياء العديد من المؤسسات والشركات الإنتاجية التابعة للقطاعين العام والخاص، التي تنشط بإقليم ولاية تلمسان، يناشد الموالون مديرية المصالح الفلاحية لولاية تلمسان، لدعمهم، مباشرة، بالأعلاف؛ لقطع الطريق أمام السماسرة والمضاربين، الذين أكدوا لـ"المساء"، أن الكثير من الموالين بالولاية يعانون من مشكل العلف؛ مما اضطر البعض لشرائها من خارج التعاونية بأثمان باهظة بسبب المضاربة من قبل السماسرة. كما طالبوا الجهات الوصية بمنح الموالين حقهم من التعاونية بعيدا عن المضاربين.
وطرح المربون مشكل عدم استقرار أسعار الأبقار؛ إذ ارتفع ـ حسبهم ـ سعر البقرة الواحدة من 30 مليون سنتيم إلى 60 مليون سنتيم؛ مما تعذّر على بعض المربين تجديد رؤوس أبقارهم الذي يكون ـ حسبهم ـ كل 4 سنوات؛ لتفادي الأمراض؛ فالبعض باعوها بـين 28 و30 مليون سنتيم، ولكنهم تفاجأوا عند عملية الشراء بارتفاع أسعارها إلى 60 مليون سنتيم؛ باعتبار أن الموال الذي كان يقتني 150 بقرة أصبح حاليا يقتني 56 بقرة فقط؛ بسبب الغلاء.
وأثر هذا المشكل، حسب بعض منتجي الحليب بولاية تلمسان، كثيرا على سعر الحليب كمادة أولية، وبالتالي تَسبب في ارتفاع اللتر الواحد من الحليب المنتج إلى عدة أضعاف عما كان عليه سابقا. وتنتظر المؤسسات والملبنات التي تنشط في مجال الحليب، إجراءات تحفـيزية لدعم وتخفيض أسعار الأعلاف، ومن ثم تعود بالأثر النفعي والإيجابي على المستهلك، على الرغم من أن هذه المؤسسات تغطي مساحة جغرافية كبيرة عـبر إقليم ولاية تلمسان.
ومن جهته، أكد مدير مديرية المصالح الفلاحية بولاية تلمسان في ردّه على هذه الانشغالات، أنه تم أخذ كل هذه الانشغالات بعين الاعتبار، مضيفا أن المديرية سطرت خطة عمل استباقية بالتنسيق مع المصلحة المعنية؛ قصد التقليص من مدة تعويض الدعم الخاص بمادة الحليب، من 6 إلى 8 أشهر قبل نهاية السنة الجارية.
وبخصوص تدعيم مادة الأعلاف، أضاف المتحدث أنّ هناك بيانا من قبل وزارة الفلاحة، يخص عملية دعم مادة الشعير؛ لتلبية كل طلبات مربي الأغنام أو الأبقار شرط أن يكون المعني المستفيد متواجدا على مستوى التطبيقية؛ حيث يُمنح شهادة من قبل مديرية الفلاحة، تثبت أنه مُحصَى؛ إذ تمكّن هذه الوثيقة الفلاح أو المربي من أن يستفيد من مادة الشعير، من تعاونية الحبوب، التي ستكون متوفرة، وبأثمان تتراوح ما بين 3200 دج و3300 دج.
حملة جوارية لتفقّد التجهيزات المستخدمة للغاز
تواصل مصالح مديرية الحماية المدنية بتلمسان، حملة تحسيسية واسعة للوقاية من خطر الاختناق بالغاز، وتفقّد التجهيزات المستخدَمة في التسخين والتدفئة؛ تزامنا مع انخفاض درجات الحرارة.
وتستهدف هذه الحملة التي تعرف مشاركة واسعة من مصالح الحماية المدنية، ومديريتي توزيع الكهرباء والغاز، والتجارة وترقية الصادرات، ومختلف فعاليات المجتمع المدني، الأحياءَ السكنية الجديدة على وجه الخصوص؛ للتحسيس بشأن سبل الوقاية من مخاطر الاختناق بالغاز؛ إذ قام أعوان وإطارات كل الهيئات المشاركة، بتفقّد وفحص أجهزة التسخين والتدفئة على مستوى عشرات السكنات العمومية الإيجارية ببلديات أولاد ميمون، وبن سكران، ومغنية، والرمشي، وهنين وسبدو والحناية، وكذا بلدية بني سنوس ومنصورة، وتوعية المواطنين بخطر التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون، حاثين السكان على التأكد من سلامتها دوريا؛ حفاظا على الأرواح والممتلكات، وكذا اقتناء الأجهزة الخاصة بالإنذار والكشف عن تسربات الغاز للوقاية من خطر الاختناق به، إضافة إلى اتباع إرشادات ونصائح الاستعمال السليم لأجهزة التدفئة، وكيفية تفادي المخاطر المترتبة عنها.
وستجوب هذه الحملة التحسيسية الواسعة كافة الأحياء والتجمعات السكنية الكبرى، وبعض السكنات التابعة لمناطق الظل عبر كامل إقليم بلديات ولاية تلمسان التي تُعرف بالبرودة الشديدة خلال فصل الشتاء، وبمشاركة جميع الفاعلين؛ على غرار الأفواج الكشفية، وبعض الجمعيات الناشطة، وفـقا للبرنامج المعَد في هذا الشأن؛ حيث سيتم من خلالها تقديم شروحات وافية للمواطنين، وتوزيع مطويات تتناول طرق الوقاية من مخاطر الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون. كما تهدف إلى تعزيز الجهود التوعوية تجاه مختلف فئات المجتمع، حول مخاطر سوء استخدام الغاز؛ من أجل إرساء ثقافة الوقاية في المواطنين.
وفي إطار البرنامج المسطر والهادف إلى توعية وتحسيس المواطنين بخطر الاختناقات بغاز أحادي أكسيد الكربون من قبل الهيئات المعنية، نُظم اجتماع تنسيقي من قبل شركة توزيع الكهرباء والغاز، شاركت فيه مختلف المصالح المعنية ممثلة عن ديوان الترقية والتسيير العقاري، وممثلين عن مقاطعات توزيع الغاز، وخلية الإعلام والاتصال التابعة لشركة توزيع الكهرباء والغاز، والحماية المدنية والمصالح الأمنية؛ لتسطير برنامج خاص بتهيئة قنوات صرف الغازات المحترقة لقاطني المجمعات السكنية، مع القيام بتعزيز مكتسبات المواطنين ومفاهيمهم تجاه أخطار أحادي أكسيد الكربون، وتأثيره على الإنسان.