كشف السيد محسن الطاهر، رئيس بلية بني حميدان بولاية قسنطينة، عن عودة أكثر من 20 ٪ إلى مناطقهم، بعهد أن غادروها في وقت سابق، كشكل من أشكال النزوح الريفي، نتيجة تدني ظروف المعيشة وغياب ضروريات الحياة، وساهم استتباب الأمن والمشاريع المبرمجة في إطار تحسين المستوى المعيشي بمناطق الظل في هذا النزوح العكسي.

حسب رئيس بلدية بني حميدان، ذات الطابع الفلاحي، والتي تدخل ضمن مناطق الظل، فإن المنطقة عانت خلال العشرية السوداء  بشكل كبير، نتيجة موقعها الجغرافي وتضاريسها، وكذا تواجدها على الحدود مع ولايتي سكيكدة وميلة وغياب مشاريع التنمية، مما جعل عدد كبيرا من سكانها يغادرون نحو المدن المجاورة، وعلى رأسها بلدية قسنطينة. يرى السيد محسن الطاهر، بأن عودة الأمن بفضل تضحيات أبناء المنطقة، ومع برمجة العديد من مشاريع التنمية التي تدخل في إطار تحسين ظروف العيش في مناطق الظل، خاصة خلال السنتين الأخيرتين، والتي مست أبعد المناطق، على غرار سيدي دريس التي تبعد عن مقر البلدية بـ27 كلم، جعلت العديد من السكان الأصليين يعودون إلى بني حميدان، مضيفا أن عددا كبيرا من المواطنين الذين عادوا، حملوا معهم مشاريع استثمارية، خاصة في مجال الفلاحة.

أردف رئيس بلدية بني حميدان بقسنطينة، أن المشاريع الاستثمارية التي باشرها السكان الذين عادوا إلى أراضيهم وإلى منازلهم، تنوعت بين استصلاح الأراضي، تربية الحيوانات الأليفة، المنتجة للثروة، على غرار تربية المواشي والأبقار، الدجاج والنحل، مضيفا أن البلدية باتت رائدة في إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية في شكل الحبوب، بالإضافة إلى حليب الأبقار، وهي الآن متوجة لتحتل الريادة على المستوى الولائي في إنتاج اللحوم البيضاء.

استفادت بلدية بني حميدان، حسب المديرة الفرعية للأشغال العمومية، من حصة كبيرة من مشاريع التهيئة، وعلى رأسها تعبيد الطرقات من مختلف الصناديق، بعدما فاقت الحصة المخصصة لها 18 كلم، عبر مختلف المشاتي والقرى النائية، على غرار أولاد النية، أولاد النشم، دراع بني وقاد والسطارة، بغلاف مالي فاق 21 مليار سنتيم، خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2020 و2021، منها ما انتهت به الأشغال، ومنها ما هو في مرحلة استكمال الإجراءات الإدارية.

في حصيلة إجمالية لمشاريع التنمية وتحسين ظروف المعيشة ببلدية بني حميدان، استفادت البلدية من 33 عملية موزعة عبر 26 منطقة ظل، بغلاف مالي فاق 491 مليون دج، منها 6 عمليات لمنطقة دراع بني وقاد، 4 عمليات لمنطقة لحويمة، 3 عمليات لفائدة عين الحمراء وعمليتين لفائدة السوسالي، الحمري، عين الحامة وجنان الباز، فيما استفادت المناطق الأخرى المتبقية، على غرار الصفصافة، الشعيبة، عين قصيبة، المارة، الحمري، طكوك، السطارة وعين النشم من عملية لكل منطقة، حسب الأولويات ومطالب السكان.

أما بخصوص نوعية المشاريع، فقد استفادت البلدية التي تضم أكثر من 8800 قاطن، والتابعة إداريا لدائرة زيغود يوسف، من 12 عملية في مجال الطرقات، بأكثر من 167 مليون دج، 7 عمليات في مجال الإنارة العمومية بمبلغ فاق 31 مليون دج، 6 مشاريع في قطاع المياه الصالحة للشرب بملغ فاق 18.5 مليون دج، 5 عمليات لشبكات الصرف الصحي بغلاف مالي فاق 23.8 مليون دج، مشروعين للتزود بالغاز الطبيعي بمبلغ فاق 7.3 مليون دج، ومشروع للتزود بالكهرباء بمبلغ فاق 9.9 مليون دج.