ورشة تنموية شاملة لإعادة بريق مدينة "بونة"
عنابة قطب سياحي واقتصادي بمعايير عصرية

- 165

أطلقت ولاية عنابة، مؤخرا، سلسلة من المشاريع التنموية التي تعكس رؤية طموحة لإعادة الاعتبار لهذه المدينة العريقة، كمركز اقتصادي، صناعي، وسياحي محوري في شرق البلاد. وفق رؤية تستند إلى مخطط استراتيجي، يشمل إعادة تأهيل البنية التحتية، وتطوير الواجهة البحرية، وتشجيع الاستثمار، ومواجهة العراقيل التي حالت دون دفع عجلة التنمية المحلية بالمنطقة لسنوات.
من بين أبرز المحاور التي شدد عليها والي عنابة، عبد القادر جلاوي، ضمن هذا المخطط؛ تهيئة الكورنيش البحري للولاية، انطلاقا من وسط مدينة عنابة، مرورا بكورنيش شطايبي وسيدي سالم، وصولا إلى حدود ولاية الطارف، ويهدف هذا المشروع الضخم، إلى تحويل الشريط الساحلي إلى قطب سياحي حقيقي، يستقطب الزوار من مختلف مناطق الوطن وخارجه، مستفيدا من المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة.
وأشار ذات المسؤول، في هذا الصدد، إلى أن تهيئة هذه المناطق، لن تقتصر على إعادة تهيئة الأرصفة والطريق، بل ستشمل إنشاء فضاءات للراحة، مرافق ترفيهية، نقاط جذب سياحي، ومراكز خدمات حديثة، في انسجام تام مع معايير التنمية المستديمة واحترام البيئة.
مدينة عصرية... شوارع منظمة وأحياء بمقاييس حضرية
وفي إطار النهوض بالإطار المعيشي للمواطن، كشف عبد القادر جلاوي، عن برنامج طموح يخص إعادة تهيئة الشوارع والأحياء على مستوى كامل تراب الولاية، وفق رؤية عمرانية حديثة، حيث يشمل، إعادة تهيئة الطرقات، توحيد الواجهات، تحسين الإنارة العمومية، توفير المساحات الخضراء، وتأهيل الأحياء القديمة التي تعاني من التهميش. كما أكد، أن عنابة تستحق أن تكون مدينة عصرية، تتوفر على كل مقومات الحياة الكريمة، موضحا أن إعادة الاعتبار للعمران المحلي، لا يعد فقط مظهرا جماليا، بل مدخلا رئيسيا لجذب الاستثمارات، وإنشاء بيئة حضرية محفزة على النشاط الاقتصادي والسياحي.
الاستثمار في السياحة أولوية
وفي سياق متصل، شدد المسؤول التنفيذي الأول بولاية عنابة، على ضرورة التزام مصالحه بمرافقة المشاريع الكبرى في الولاية، خاصة في قطاعي الصناعة والسياحة، معتبرا أن أي تأخير في إنجاز هذه المشاريع، يمثل ضياعًا لفرص ثمينة على الولاية وسكانها.
وأكد جلاوي، أن مصالح الولاية، ستسهر على إزالة كل العقبات البيروقراطية والإدارية، التي تعيق تقدم المشاريع الاستثمارية، من خلال تسهيل الإجراءات، وتوفير العقار، ومرافقة المستثمرين الجادين، سواء كانوا محليين أو أجانب. كما أشار إلى أن الولاية، تتوفر على مؤهلات كبيرة في هذا المجال، سواء من حيث الموقع الاستراتيجي، البنية التحتية القاعدية، أو اليد العاملة المؤهلة، مما يجعلها مرشحة لتكون قطبا صناعيا وسياحيا متكاملا.
«تليفيريك" سرايدي والمحطة البحرية... عودة مفاتيح السياحة الحضرية
من بين المشاريع التي أعادت الأمل لسكان عنابة؛ إعلان الوالي، عن دخول "تليفيريك، الرابط بين المدينة ومنطقة سرايدي السياحية، حيز الخدمة، بعد سنوات من التوقف. وأوضح أن هذا المرفق السياحي جاهز لاستقبال الزوار قريبا، بعد استكمال أشغال الصيانة والتأهيل. كما شمل البرنامج، إعادة بعث نشاط المحطة البحرية، التي من المتوقع أن تلعب دورا كبيرا في تنشيط حركة النقل البحري والسياحة الساحلية، وربط عنابة ببعض المدن المتوسطية مستقبلاً.
محاربة "مافيا العقار" ومراجعة مخطط شغل الأراضي
وفي خطوة تؤكد الجدية في تسيير ملف العقار، تعهد نفس المسؤول، بمحاربة "مافيا العقار"، وكل أشكال التلاعب بالأوعية العقارية داخل النسيج الحضري، من خلال إجراءات صارمة، تشمل مراجعة مخطط شغل الأراضي، وتطهير العقار من الاستغلالات غير القانونية.
وقال جلاوي "إن العقار يجب أن يُستغل لخدمة التنمية، وليس لخدمة مصالح فئة معينة"، مؤكدًا أن مراجعة المخطط العمراني، ستمكن من توجيه الاستثمارات بشكل عقلاني ومتوازن، خاصة في المناطق التي تشهد توسعا عمرانيا كبيرا، دون تخطيط مدروس.
عنابة الجديدة... رؤية تتطلب انخراط الجميع
أكد والي عنابة، أن النجاح في تجسيد هذه المشاريع، يتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين، من سلطات محلية، منتخبين، مستثمرين، مواطنين، ومجتمع مدني، مشددا على أن ولاية عنابة، على أعتاب مرحلة جديدة تستلزم الوعي والمسؤولية الجماعية.
وإذا ما تم تنفيذ هذه الرؤية التنموية بالشكل المطلوب، فإن عنابة تستعيد مكانتها، كواحدة من أجمل وأنشط المدن الجزائرية، وتتحول إلى قطب اقتصادي وسياحي حقيقي في منطقة الشرق الجزائري، ما يعود بالنفع على سكانها وعلى الاقتصاد الوطني ككل.